حكاية امين و الجنية بقلم كاتب مجهول
أنا هنا .. أنا و أولادي الإثنين !.
ومن أنتي سألها والاستغراب يشل حواسه !.
أنا جنية و زوجة أبنك أمين و معي منه ولدين وأنت حرمتنا من الأكل حين وضعت التعويذة بين الطعام ! و يجلسا يبكيان في الليل من الجوع !.
كان ما يسمعه أقرب للخيال و لم يدر ماذا يفعل ولا ماذا يرد ! كانت كل ذهنه مثل جدار مسدود أو كقطعة من الظلام.
امين والجنيه
النصف الاول
لماذا هذه الغرفة مغلق يا جدة من يوم عرفت نفسي ما قد فتحها أحد .
لم ينتظر الفتى مرشد جدته كي تتم تسبيحها بعد صلاة المغرب حين سألها وهو يشير لغرفة مغلقة في أخر رواق الدار كان السؤال في صدرها بمثابة انفجار قنبلة في حقل غاز.
هذه غرفة عمك أمين الله يرحمه من يوم ماټ ما حد فتحها وجدك وصانا أن لا حد يفتحها أو يغير فيها شيء.
ظننته اقتنع بالإجابة لكن تلك لم تكن كل الحقيقة
ذلك أن الحقيقة الكاملة التي تخفيها في صدرها وحدها ولا أحد غيرها الأن يعرفها و كانت عصية على التصديق وأغرب من الخيال !.
إن العيشة هنا لم تعد تناسبني أريد أن أغترب جيبوتي أو أي مكان أشتغل لقد ضقت بالعيشة هنا.
هز أبوه رأسه وقال لكن يا ولدي لمن تترك الأرض و أخوك لا زال صغير و أنا كم يكون جهدي !.
و راحا في نقاش وكان أن انتهت المناقشة بأنه سيغترب عدة سنين و يعود.
في الصباح و دعوه وسار هو باتجاه مدينة المخأ ليركب البحر.
وعاد أمين و رفيقيه بعد أسبوع عادا چثثا هامدة ! فقد ابتلعت أمواج البحر العاصفة أحلامهما وحياتهما ! حياتهما التي لم يبدأها أصلا.
تحسرت نسوة القرية من جيران أمين لقد ماټ في ريعان الشباب ولم يتهنا ولم يتزوج ! كان أمين شابا وسيما و بنيته القروية القوية من فلاحة الأرض منحته مظهرا رجوليا وعضلات بارزة
مر عام على ۏفاة أمين لم يعد بالدار إلا هي وأبوه وأخوه و أخته الأصغر منه.
حين بدأ أمين شبابه بنى له أبوه غرفة جديدة ملحقة بالدار و كان يزمع على الزواج فيها .
بعد ۏفاته ظلت مغلقة و لم يرد أحد أن يفتحها أو يغير بها شيء أو بالأصح لم يكونوا بحاجة لها ولم يفكروا حتى لم تكن أمه تحتاجها إلا حين يغلبها الحنين لابنها الفقيد فتدخل غرفته وتظل تشم في ثيابه و فراشه وتبكي.
و لم تعد تستغرب من تلك القشعريرة التي تسري في جسدها لكنها أيضا صارت تلاحظ أشياء غريبة أخرى.
مؤونة البيت التي كانت تكفيهم بالعادة لفترة شهر تقريبا صارت تنتهي سريعا وكأن هناك من ېختلس منها أو يأخذ منها غيرهم.
صارت متيقنة أكثر حين ركزت على الأمر و نقلت أفكارها لزوجها الذي أكد ما قالته حين رد عليها
أنا مستغرب أنك هذه الأيام تكملي الحاجات بسرعة و كان كيس الدقيق يدوم معك شهر و يزيد.
و صار الأمر أوضح ما يكون.
قال له الشيخ إمام المسجد بعد أن استشاره أنا أرى أن تكتب أعوذ بالله من الشيطان الرجيم وتطرحها بين الدقيق وأماكن المؤونة ! يمكن الجن يأخذوا منها !.
نفذ الرجل الوصية و في الليالي التالية حدث ما لم يتوقعاه