الأحد 24 نوفمبر 2024

حكاية امين و الجنية بقلم كاتب مجهول

انت في الصفحة 1 من 4 صفحات

موقع أيام نيوز

لماذا هذه الغرفة مغلق يا جدة من يوم عرفت نفسي ما قد فتحها أحد .
لم ينتظر الفتى مرشد جدته كي تتم تسبيحها بعد صلاة المغرب حين سألها وهو يشير لغرفة مغلقة في أخر رواق الدار كان السؤال في صدرها بمثابة انفجار قنبلة في حقل غاز.
إذ فتح فوهة بركان مشاعر مختلطة و تفاصيل حكاية غريبة لكنها أخفت لمعة عيونها عنه وهي تقول 

هذه غرفة عمك أمين الله يرحمه من يوم ماټ ما حد فتحها وجدك وصانا أن لا حد يفتحها أو يغير فيها شيء.
ظننته اقتنع بالإجابة لكن تلك لم تكن كل الحقيقة
ذلك أن الحقيقة الكاملة التي تخفيها في صدرها وحدها ولا أحد غيرها الأن يعرفها و كانت عصية على التصديق وأغرب من الخيال !.
قال أمين لأبويه ذات ليلة في ذلك الزمن البعيد 
إن العيشة هنا لم تعد تناسبني أريد أن أغترب جيبوتي أو أي مكان أشتغل لقد ضقت بالعيشة هنا.
هز أبوه رأسه وقال لكن يا ولدي لمن تترك الأرض و أخوك لا زال صغير و أنا كم يكون جهدي !.
و راحا في نقاش وكان أن انتهت المناقشة بأنه سيغترب عدة سنين و يعود.
في الصباح و دعوه وسار هو باتجاه مدينة المخأ ليركب البحر.
لم يكن معهم من شيء يهبوه له سوى تلك النقود القليلة والكثير من الدعوات والدموع عند الوداع.
وعاد أمين و رفيقيه بعد أسبوع عادا چثثا هامدة ! فقد ابتلعت أمواج البحر العاصفة أحلامهما وحياتهما ! حياتهما التي لم يبدأها أصلا.
تحسرت نسوة القرية من جيران أمين لقد ماټ في ريعان الشباب ولم يتهنا ولم يتزوج ! كان أمين شابا وسيما و بنيته القروية القوية من فلاحة الأرض منحته مظهرا رجوليا وعضلات بارزة 
لكن الأمواج أنهت حياتهما و ضم التراب كل تلك الملامح والشباب و انتهت حياة لكن بدأ فصل جديد !.
مر عام على ۏفاة أمين لم يعد بالدار إلا هي وأبوه وأخوه و أخته الأصغر منه.
حين بدأ أمين شبابه بنى له أبوه غرفة جديدة ملحقة بالدار و كان يزمع على الزواج فيها .
بعد ۏفاته ظلت مغلقة و لم يرد أحد أن يفتحها أو يغير بها شيء أو بالأصح لم يكونوا بحاجة لها ولم يفكروا حتى لم تكن أمه تحتاجها إلا حين يغلبها الحنين لابنها الفقيد فتدخل غرفته وتظل تشم في ثيابه و فراشه وتبكي.
لكن الأم كانت تلاحظ أشياء غريبة أو تحس بأشياء غريبة لو شئنا الدقة كانت تحس بما يشبه القشعريرة حين تدخل الغرفة عزت ذلك في نفسها من أنه شعور الرهبة الطبيعي للإنسان حين يدخل مكان أو غرفة شخص مېت.
و لم تعد تستغرب من تلك القشعريرة التي تسري في جسدها لكنها أيضا صارت تلاحظ أشياء غريبة أخرى.
مؤونة البيت التي كانت تكفيهم بالعادة لفترة شهر تقريبا صارت تنتهي سريعا وكأن هناك من ېختلس منها أو يأخذ منها غيرهم.
صارت متيقنة أكثر حين ركزت على الأمر و نقلت أفكارها لزوجها الذي أكد ما قالته حين رد عليها 
أنا مستغرب أنك هذه الأيام تكملي الحاجات بسرعة و كان كيس الدقيق يدوم معك شهر و يزيد.
و صار الأمر أوضح ما يكون.
قال له الشيخ إمام المسجد بعد أن استشاره أنا أرى أن تكتب أعوذ بالله من الشيطان الرجيم وتطرحها بين الدقيق وأماكن المؤونة ! يمكن الجن يأخذوا منها !.
نفذ الرجل الوصية و في الليالي التالية حدث ما لم يتوقعاه ! لم تنقص من المؤونة شيء لكن أصبحوا في الليل يسمعون مثل ثغاء وبكاء طفلين كانا يسمعان صوتهما بوضوح ! وكان الصوت يأتي أحيانا من ناحية المطبخ و أحيانا من ناحية حجرة أمين المغلقة.
كانت الأم أحيانا لا تستطيع العودة للنوم حتى الفجر والآذان حين تهدأ الأصوات.
في الليلة التالية حين سمعا الأصوات لم يستطع الحاج أن يصبر أكثر تسلل إلى حيث مكان حفظ الأدوات ليعرف مصدر الأصوات و..
ناداه صوت يا عم قاسم يا عم قاسم !.
شعر قشعريرة وهو يسمع إسمه بصوت غريب كان الصوت يأتي من ناحية غرفة الفقيد أمين كان الظلام يلفها وأقترب من بابها المغلق لكنه كان يسمع الصوت من خلفه بوضوح

انت في الصفحة 1 من 4 صفحات