الأحد 24 نوفمبر 2024

حكاية امين و الجنية بقلم كاتب مجهول

انت في الصفحة 3 من 4 صفحات

موقع أيام نيوز

! لم تنقص من المؤونة شيء لكن أصبحوا في الليل يسمعون مثل ثغاء وبكاء طفلين كانا يسمعان صوتهما بوضوح ! وكان الصوت يأتي أحيانا من ناحية المطبخ و أحيانا من ناحية حجرة أمين المغلقة.
كانت الأم أحيانا لا تستطيع العودة للنوم حتى الفجر والآذان حين تهدأ الأصوات.
في الليلة التالية حين سمعا الأصوات لم يستطع الحاج أن يصبر أكثر تسلل إلى حيث مكان حفظ الأدوات ليعرف مصدر الأصوات و..
ناداه صوت يا عم قاسم يا عم قاسم !.
شعر قشعريرة وهو يسمع إسمه بصوت غريب كان الصوت يأتي من ناحية غرفة الفقيد أمين كان الظلام يلفها وأقترب من بابها المغلق لكنه كان يسمع الصوت من خلفه بوضوح 
أنا هنا .. أنا و أولادي الإثنين !.
ومن أنتي سألها والاستغراب يشل حواسه !.
أنا جنية و زوجة أبنك أمين و معي منه ولدين وأنت حرمتنا من الأكل حين وضعت التعويذة بين الطعام ! و يجلسا يبكيان في الليل من الجوع !.
كان ما يسمعه أقرب للخيال و لم يدر ماذا يفعل ولا ماذا يرد ! كانت كل ذهنه مثل جدار مسدود أو كقطعة من الظلام.
كل ما استطاعة هو أن يتسلل لحجرته وفراشه ويحاول النوم وهو يقلب ما سمعه بينه و نفسه بين مصدق ومنكر لما سمعه ! حاول النوم لكنه لم يستطع ولم يشعر إلا وخيوط النهار في النافذة .
حين حكى لزوجته ما حدث في النهار التالي لم يكف فمها عن الاستعاذة والبسملة وقراءة القرآن أخذت بعبارات قروية تستنكر ما يقوله و تتعوذ وتعوذه وتعوذ حتى أبنها المېت من الجن ! لكن الحاج كان قد ذهب قبلها وأخذ كل ما كتبه من أوراق ومزقها ومسح كل تعويذة كتبها على أوعية الطعام.
و في الليالي التالية لم يعودا يسمعا شيئا .
قال لزوجته سواء كان خبرها صدق أو كڈب وما دام سكتت أصوات الجهال الذي يبكوا خلاص سنعتبر ما ينقص من أغراض صدقة لوجه الله تعالى و لا أريد أي أحد أن يعلم بما صار و لا حتى الأولاد والغرفة هذه لا تفتح سواء في حياتي أو بعد مۏتي !!
مثل نجوم الفجر كانت ترى وجه أبنها أمين كل ليلة ذات يوم غلبها شوقها وفي غياب الأب دخلت الغرفة نست أمر القشعريرة و نست الخۏف من الجن نست أمر تلك الجنية ! كانت تريد أن تلمس أغراضه التي بقيت هناك لسنين ثم وجدت نفسها تقول وهي تبكي الله يرحمك يا أمين .. الله يرحمك سواء كانت هذه تكذب أو صادقة !.
فجأة سمعت صوتا من حولها صوتا نسائيا رقيقا قبل أن تلتفت لترى على ضوء الشباك الوحيد النصف موارب خيال إمرأة بشړية الملامح ! جفلت الأم و راحت لتقف و تخرج من الغرفة هاربة.
قالت صاحبة الخيال الواقفة في حيز الظلمة لا تخافي ..لا تخافي .. لن أؤذيك أنتي أم أمين.. وأمين كان طيب معي!.
في كلمات قليلة و وسط رعشة قلب الأم وكانت تتحاشى أن ترفع نظرها تجاهها و تتأمل ملامحها أكثر و فعلت مرة فوجدتها حسنة الوجه عكس ما تسمعه عن قبح وبشاعة ملامح الجن لكنها لم تعاود النظر وسط نبضات قلبها الواجف فليس في كل يوم يجد الإنسان من يحدثه غير البشر فكيف بمن يحدث جن .
شرحت لها الأخيرة قصتها مع أمين بكلمات مختصرة وختمتها بقولها 
إنها لا تظهر للبشر فقط ظهرت لها مثلما لم يكن يراها إلا أمين وأنها عشقته ولأجله خالفت سالف أسرتها والجن وتزوجته مما جعلهم يحرموها وينفوها من بينهم ولهذا كانت تأخذ الطعام لأولادها من أمين.
لكنها لن تزعجهم بعد الأن إذ سترحل قريبا لعالمها بعد ما كبروا أولادها لأن أسرتها قررت أن تسامحها بعد أن ماټ أمين وسمحوا لها بالعودة
مرضت الجدة و شعرت أنها ستلحق زوجها قررت أن تحكي كل شيء لحفيدها مرشد بعد أن ظلت الحكاية حبيسة صدرها سنين طوال.
أخذت الجدة وهي تحكي لحفيدها القصة تمسك بيده وتقول له وهي تختم الحكاية 
هذا أنا قلت لك كل الحكاية الأن قبل أن أموت و بعد ما كبرت و أصبحت شاب و أريد منك أن

انت في الصفحة 3 من 4 صفحات