قرية وادي العفاريت
يحملون السلال على ظهورهم العاړية والاخشاب مقطعة قطعا صغيرة داخلها ولا يبدو غير أطرافها من فتحات السلال.
أخذوا يحثون خطاهم وسط المسارب الضيقة في الجبل ولما وصلوا أخيرا استقبلهم عمال البناء بدهشة واستغراب لسرعتهم في الصعود كأنهم خرجوا من سراديب مظلمة أو طاروا على أجنحة النسور وحين سألوهم عن الأخشاب التي يحتاجون إليها أجابهم أهل القرية بصوت واحد أنها في السلال الصغيرة التي يحملونها على ظهورهم ..
ضج العمال والناس بالضحك منهم لشدة غبائهم وإنتشر خبرهم العجيب إلى أن وصل إلى مسامع الدندكي الذي اغتاظ ولم يصدق ما حصل وخرج بنفسه لمشاهدة أهالي قرية الجنات فأستقبلوه صفا واحدا يتقدمهم الشيخ المسن وكل واحد منهم يضع سلته أمامه والاخشاب بداخلها والناس مجتمعين حولهم يتعجبون من تصرفهم ويتطلعون إلى ما سيصنعه الدندكي معهم . ومر الأمير عليهم واحدا واحدا وعيناه تتفحصان السلال تارة و وجوههم تارة أخرى عله يرى عليها امارات المكر أو الخداع إلى أن تجاوز نهاية الصف فأستدار راجعا وقال متسائلا ويحكم ما الذي أحضرتم لنا في السلال هل أنتم حمقى أم تحاولون خداعي فتقدم الشيخ المسن نحوه وأجاب معاذ الله يا مولاي و إنما نحن عبيدك ولقد أحضرنا لك ما طلبته والأخشاب أمامك .وكان الشيخ يتكلم وهو ثابت البنان رغم نظرات الأمير الغاضبة التي تتفحص وجهه ولم يحس الدندكي بشيئ يفضح ما في نفس الشيخ بل كن واقفا وكأنه ينتظر كلمات الشكر والثناء منه على تلبية طلبه وتوفير حاجته من الاخشاب ..
وقرر الدندكي