السبت 23 نوفمبر 2024

قرية وادي العفاريت

انت في الصفحة 4 من 4 صفحات

موقع أيام نيوز

بياضا كالثلج علىى إمتداد البصر ولم تستطع عيونهم أن أن ترى شيئا .وأبدوا البلاهة والجهل وتساءلوا عن هذا الشئ الذي يشبه الدخان ويأتي في موجات متلاحقة ويغمر كل شئ فهم لم يشاهدوا مثله في القرية. فأبتسم الأمير في خبث وأجاب هذه مراكب أهل الجبل يركبونها في تنقلاتهم !!! فقال الشيخ آه فهمت يا مولاي وهم يسافرون بها كما يسافر أهل البحر من السفن والقوارب ضحك الأمير وقال ما رأيكم تركبون عليها وهي ستحملكم إلى القرية وتوفرون على أنفسكم مشقة النزول !!!.فشعروا أنهم وقعوا في مأزق لا يمكنهم الخروج منه وأن أمرهم لاشك سينفضح إذا رفضوا الركوب على الغيوم وسينتقم منهم أشد الإنتقام نظروا كلهم نحو الشيخ وكأنهم يلومونه على مشورته التي أوصلتهم إلى طريق مسدود .
ولكن حيرتهم لم تطل فقد فاجأهم الشيخ بقوله يا قوم شيبة ولا كل الشباب ثم مرق من بينهم وقفز على غيمة لكنه سقط من أعلى الجبل وفزع الأمير من تصرفه وخاف أن يلحق الآخرون به بعد أن اصطفوا في طابور طويل ومع كل واحد منهم عصا ليضرب بها الغيمة التي يركب عليها وتيقن آنذاك من حقيقة بلاهتهم وجهلهم فمنعهم من القفز ولما أطل الأمير من أعلى الجبل رأى الشيخ معلقا من جبته على فرع شجرة بلوط فأدلى له رفاقه حبلا تعلق فيه بكلتا يديه ثو سحبوه فلما صعد قال لهم وهو يبتسم لقد شردت بي الغيمة ولم أجد زماما أمسك به فألقتني من ظهرها !!! فتيقن الأمير الدندكي من بلاهتهم الشديدة وأنهم كانوا يتصرفون بفطرتهم لم يقصدوا خداعه فأكرمهم وملأ سلالهم بالدراهم وأعادهم إلى قريتهم فرحين ولم يعد يطلب منهم شيئا وأنشد أهل القرية 
لا تعير المرء بشيبه
فالشيب حكمة ووقار
ومهما كبرنا في العقل والعلم
فنحن أمام الشيب صغار
وصارت الحكاية مثلا في أن كبر السن يعطى الحكمة التي يعجز عن الشباب فسبحان الله على لطيف خلقه وما أبدع وقدر .
إنتهى مع أجمل تحياتي

انت في الصفحة 4 من 4 صفحات