قرية وادي العفاريت
القيام بتجربة لمعرفة حقيقتهم وأن كانوا حقا حمقى أم يتظاهرون بذلك فأمر الخدم بافراد جناح خاص لأهالي قرية الجنات يقيمون فيه ليتسنى له مراقبته وسماع أحاديثم لكن الشيخ كان فطنا وأوصاهم بأن لا يقولوا شيئا عما حصل ويتصنعوا الرضى على خدمة سيدهم .ولما حان أوان الغداء أحضر الخدم قصعة كبيرة من العصيدة والتمر وأعطوهم ملاعق من الفضة فإذا كانوا يخدعونه فسيأكلون بتلك الملاعق الغالية وسوف تنقص ولو واحدا اذ لا بد وأن يطمع احدهم فيها أو ففهم الشيخ الحيلة وغمزهم بعينه فتركوا الملاعق وأكلوا بأيديهم كما يفعل البدو. .ولما إنتهوا من طعامهم وضعوا بعضا من النوى في جيوبهم وقلوا سنزرعها في أرضنا ولما نأكل منها كأننا أكلنا على مائدة الأميرثم رموا الملاعق الفضية وسط القصعة وقالوا بصوت مسموع كيف يأتينا الخدم بملاعق من الحديد ونحن ضيوف الأمير وكان الخدم يراقبونهم من ثقب في الحائط . وبعد إنتهاء الأكل حملةا القصعة فوجدوا ملاعق الفضة ملقاة وسط بقايا الطعلم ولم ينقص منها حتى واحد ثم .حضر الدندكي ليتأكد بنفسه من كلام الخدم الذين حكوا له ما رأوه وسمعوه ولم يمنعوا أنفسهم من الضحك..
إزدادت حيرة الأمير وقال في نفسه عجيب شأن هؤلاء حمقى لا يميزون بين الفولاذ والفضة وسخفاء يسرقون النوى فأي قوم هؤلاء واتجه إليهم ليستفسر إذا ما كان الغداء أعجبهم وماذا يريدون أن يكافئهم على إخلاصهم فأجابه الشيخ جعل الله مائدة مولاي عامرة بالخير ولا نريد إلا رضاك عنا !!! صمت الدندكي ولم يدر ماذا يقول لهم فعلى الرغم من شقاهم في صعود الجبل مع السلال والطعام دون لحم ولا شحم الذي أكلوه فلم يسمع على ألسنتهم إلا الثناء والشكر لكنه فكر أن البلاهة لا يمكن أن تصل بالمرء إلى الحد الذي لا يميز فيه بين الاشياء ولا يطمع في خيره فالكل يعلم أنه من أغنى الناسولم يكن يرتاح إلى الشيخ فعينيه تدلان على أنه أذكى مما يحاول إظهاره ولا بد من ڤضح خبثه قبل العودة إلى قريته بقي يفكر وبعد قليل ظهرت البهجة على وجهه وقال في نفسه هذه المرة لا يمكنكم خداعي وسنرى إن كنتم حقا حمقى وإلا فالويل لكم من ڠضبي .