رواية الصمت الباكى بقلم سارة نيل
وحتى الجنازه كانت هنا واندفنت في المقاپر إللي في أخر الحاره.
اتسعت عينيها بعدم تصديق إنت بتقول أيه يا عمو!! .. مستحيل أسوه تعمل كدا..
المعلم إبراهيم دا إللي حصل والله الحاره كلها زعلانه علشانها وعلى الغلبانه التانيه.
لتتسائل ليلي قائله طب جدتها فين أنا ملقيتش حد فوق .
المعلم إبراهيم مشيت من هنا بقالها كتير من إختفاء أسوه ومعدتش بتيجي الحاره
أجابها بنفي للأسف معرفش حاجه عن مكانها
لتنهي الحوار بصعوبه غير قادره على الحديث بعد ما سمعته تمام شكرا يا عمو
وترحل تجر أقدامها بتثاقل وحزن يجثم فوقها ويكبل أنفاسها فهي لا تستطيع تصديق ما سمعته فليست أسوه من تفعل هذا فعلى الرغم من معرفتهم القصيره إلا أنها تعرفها جيدا...
نذهب لمكان مليئ بالألغاز والغموض ومنه ستنجلي وستظهر خبايا الأمور
نسلط عليه عدسة الأحداث لتنقل لكم أدق الأمور..
بإحدى زوايا هذا المنزل بالأخص على هذا المقعد الوثير المتطرق بجانب الشرفه النصف مغلقه
جالسه بجسدها فقط وعقلها بعالم آخر منفصل عن الواقع رافضه المكوث به فهذا العالم لم يقدم لها سوى الألم والمعاناة لتتركه مسافره لعالم الخيال الذي طالما نجد به ما نريده وما نهواه بدون قيود
ليسجبها من هذا العالم صوته الذي يحيي قلبها ويجعل الروح تدب بجسدها من جديد يلح عليها بدون ملل وكلل..
أميره حبيبتي
نظرت له بتيهه وأعين ذابله من الحزن دون أن تجيب ..
ليتحدث مره أخرى بعتاب أيه يا أميرتي مش عايزه تردي عليا وتسمعيني صوتك... أمال لو مكونتش حبيبك عاصم ..
ابتسمت بسخرية وأجابت بمرار عاصم ولا فؤاد أنا احترت معاك خالص ولا أنت برا فؤاد معلم الفخار وجوا عاصم
لتتشدق بمراره قائله بقالك سنين بتقول كدا يا عاصم ومفيش أي حاجه واضحه خالص ولا اتغيرت حالك غريب وحال أبنك أغرب أنا حاسه إن معرفكش ابدا وابني بقى زي الغريب ... وتقولي كل حاجه ليها وقتها
عاصم فؤاد أنا على أخري يا أميره صدقيني وجايلك النهارده بخبر حلو هيفرحك ويرجعلك الأمل تاني
أمسك كفيها الصغيره بين كفيه ورفعها لفمه وأخذ يلثمها بحب وحنان جالي خبر بأسماء كل إللي ولدو في اليوم ده معاكي في المستشفى وعناوينهم كمان وهنقدر نوصل لكل واحد فيهم وأنا متأكد إن بنتنا عايشه وبتتنفس بس محتاجين نلاقيها وهعرف مين إللي بدلها وخطڤها
لتتحدث پبكاء أنا عايزه بنتي يا عاصم جبلي بنتي يا ترى هي عامله أيه دلوقتي وعايشه إزاي .
ثم إنهارت في البكاء وأخذت شهقاتها تعلو تلاقيها كبرت وبقت بنوته كبيره
بينما هو لم يستطع تمالك نفسه فهذه أيضا إبنته وأخذت دموعه تهبط مع دموعها ليشاركها بكائها وضع يده على وجنتيها وأخذ يمسح تلك اللألئ الغاليه على قلبه
ثم جذبها بداخل ذراعيه محتضنها بقوه لا يعلم ماذا يفعل لها وليس بيده شئ سوى الإنتظار والصبر فهي معها كل الحق فيما تفعله
ليظل يربت على ظهرها بحنو بالغ ويتمنى لو يستطيع أن يربت على قلبها لينتهي هذا الألم فهي حبيبته ونور عينيه ولا يستطيع رؤيتها بهذا الضعف وبكائها الدائم هذا ..
قطع وصلة هذه المؤساه ابنهم البكري الذي إعتاد على رؤية هذا المشهد يوميا بدون ملل ...
أجلى حلقه ثم تحدث بعتاب تاني يا أمي .. كفايه كدا إرحمي نفسك بقى..
خرجت من ثنايا أحضانه عقب سماعها لصوته الذي يغيب كتيرا من هذا المنزل لتنظر إليه بعتاب وأنت يهمك أمري أووي علشان كدا بشوفك كل شهر مره....
إقترب منها سريعا وكان على وشك وضع يده على رأسها لكنها أبعدت رأسها عن مرمى يديه ...
مصطفى ليه كدا يا أمي... حقك عليا والله .. ڠصب عني..
ليتحدث هذا الذي يستمع لحديثهم بهدوء تاركا المجال لأبنه الأحمق ليصلح ما أفسده إنت بتسأل ليه كدا المفروض إحنا إللي نسأل السؤال ده مش إنت
حالك مش عاجبني لا أعرف إنت بتروح فين ولا بتيجي منين ومختفي من البيت عالطول
ليقول الآخر بعصبيه طفيفه وهو أنا لسه صغير علشان أخد الأذن وأقول أنا رايح فين وجاي منين
عاصم أيوااا كبرت علينا يا دكتور مصطفى وبقينا مش قد المقام .
مصطفى متقولش الكلام ده يا بابا أنا قولتلك كام مره أنا بشتغل في شركة أدويه ومشغول اليومين دول في دراسة علاج معين وبدور كمان على أختي إللي مختفيه من عشرين سنه
أميره حالك مش عاجبني يا ابني وقلبي وكلني عليك وحاسه إن وراك حاجه مخبيها
مش كفايه أختك يا مصطفى هيبقى إنت كمان
تحدث مصطفى محاولا طمئنتهم أنا كويس يا أمي ومفيش حاجه إنتي إللي مكبره الموضوع على الفاضي
ويستأنف حديثه مقررا الهروب من هذا الحصار أنا همشي بقى ورايا شغل
عاصم بعصبيه مع السلامه .. إمشي من قدامي مش عايز أشوف وشك ..
وضعت يديها على كتفه بلاش الكلام ده يا عاصم ربنا يهديه ولا أشوف فيه حاجه وحشه
بينما مصطفى فخرج مسرعا من هذا الحصار فوالدته لديها إستشعارا ينبهها بما يحدث
وخشي أن يفتضح أمره أمامها ...
ليبدأ رحلته في الذهاب إلى قصر الصياد فقد حدثه مؤمن منذ قليل يريده فى أمر هام.
أتى وقت الكشف عن الحقيقه من منظورها هي تظن أن هذا اليوم ستتحرر به وتنال الحريه التي طالما حرمت منها وستتخلص من هذا السچن للأبد
لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن ....
بالردهه الواسعه الخاصه بالقصر جالسه بكل كبرياء وأناقه لا تليق إلا بها بعدما استردت عافيتها وجبروتها المعتاد فمرضها لم يغير منها في شئ
ترتدي فستان من اللون الأسود يصل لركبتيها بأكتاف مكشوفه
وبالرغم من أناقتها إلا أنها لم تستطيع إخفاء شحوب وجهها وجسدها الهزيل إثر نومتها الطويله...
وكان المشهد كالتالي....
تجلس على أريكه وثيره واضعه قدما فوق الأخرى وعلى الجانب الأخر يجلس صالح بترقب وتحفز لمعرفة الحقيقه ليرتاح قلبه قليلا.
بينما هي فتقف أمامهم بشحوب وداخلها يرتعش من الخۏف لكن ما يطمئنها أنها لا تعرف والدته وهي كذالك لا تعرفها ..
فمن المؤكد أنها ستنكر الأمر...
تحدث صالح أولا بترقب وأعين مليئه بالكثير والكثير إنتي كويسه يا أمي ... تقدري تتكلمي
ابتسمت له بهدوء وتحدثت أنا بخير يا حبيبي.
أشار صالح إلى تلك الواقفه بترقب عملت تحريات على حاډثة آدم ووصلت للبنت دي بس هي بتنكر وبتقول إنها متعرفش حاجه عن الموضوع ده ولا تعرف آدم..
وإنتي أكتر واحده أدرى بالموضوع ده وشاهده على الحاډثه ..
ثم صمت برهه وأكمل حديثه بترقب ليخرج صوته مهتزا إنتي تعرفي البنت دي .. هي دي إللي عملت كدا
نظرت لعينيه فوجدت نظره تقول لها أرجوكي قولي لا
تترجاها أن تنفي الأمر وتنكره فعلى ما يبدوا