رواية الصمت الباكى بقلم سارة نيل
ست سنين
طب أيه السبب دا أنا كان سني خمستاشر سنه يعني تحت السن القانوني ونقلي السچن متأكد إنه مش سببه هو إللي اتسبب في دخولي الأحداث في إيد تانيه في الموضوع
والأغرب من كدا خلال السنين دي كلها أكمل تعليمي بكل سهوله وأكيد إنت فاكر كل الكتب كان بتوصلي على أعلى مستوى وبعض المواد المواد كان بيجيلي فيها مدرسين في الأحداث والسجن كمان ودا شئ ما بيحصلش
ودا إللى بحاول أعرفه.
استمع فؤاد لحديثه بدقه عاليه ويسجل استنتاجاته لتنجلي على صفحة وجهه آمارات التفكير ليتحدث
يا بني إللي حصل حصل إرمي ورا ضهرك واحمد ربنا إن ده إللي حصل
واسم الله عليك بقيت حد نضيف ودي نادره جدا حد يطلع من السچن كدا!
ضيق مؤمن عينيه بإستغراب وتسائل وإنت عرفت منين إن بقيت مهندس وشركاتي من أكبر الشركات!
توتر فؤاد على الفور لكنه تدارك الموقف وأخفى هذا التوتر ببراعه إنت فاكرني جاهل ولا أيه
ما انت عارف إن بحب أتابع الإخبار
والأخبار مش وراها ألا امبراطوريه الصياد
إجابته الركيكه لم تقنع مؤمن فالصياد لا تفوته هذه التلكؤات بالحديث وعلم أنه يخبئ أمرا ما وورائه لغز كبير لكنه لم يعقب تمام يا عمي فؤاد ولو عرفت جديد كلمني.
ثم وقف من جلسته للرحيل وضبط سترته
فؤاد هتمشي عالطول كدا
فؤاد مع السلامه يا بني
تذكر أمرا ما ليسرع قائلا إنت معرفتنيش أرقامك علشان أتواصل معاك
وقف مؤمن مكانه دون أن يستدر وإبتسامه ماكره شقت الطريق إلى ثغره مرتسمه عليه ويتبعها بكلمات مشفره تحتاج لدهياء لفك رموزها
عرفت إن الصياد هو مؤمن وعرفت إن مؤمن الإعصار هتوصل للأرقام... أكيد هتوصلها.. سلام يا عمي
وذهب تاركا إياه يتنفس براحه بعد حبس أنفاسه فكان يشعر وكأنه يعد أنفاسه فأعيونه مولمه بجميع التفاصيل..
أخرج هاتفه على الفور وتغطت على بعض الأزار بعدما تأكد من خلو المكان من حوله..
أجاب الطرف الأخر فورا كأنه كان يجلس على رأس الهاتف ايواا يا فؤاد
مين... أتكلم يا ابني عالطول أيه شغل التشويق ده
_ مؤمن الصياد
توقف الطرف الأخر عن الحديث پصدمه عقب سماعه لهذا الأسم الرعدي
ليكمل فؤاد حديثه إللي إنت اتوقعته حصل
وأيه إللي حصل كان جاي ليه
فؤاد أنا يا عم زي ما أكون محطوط تحت ميكروسكوب عيونه بتلقط ابسط الحركات والتعابير
تحدث الطرف الآخر بنفاذ صبر أنا عارف الكلام ده يا فؤاد قولي حاجه مفيده يا أخي كان عايز أيه أنا هسحب الكلام منك
ليبدأ فؤاد بسرد ما حدث بأدق التفاصيل
لينطق الأخر عقب إنتهائه مش قولتلك هيربط الأحداث ببعضها وهيدور ورا الموضوع ومش هيسكت مؤمن مش غبي ابدا
فؤاد دا أنا كنت على أخري وبدعي فى سري يمشي دا عصرني
المهم دلوقتي يا فؤاد .. أنا عرفت إن الحكومه بدور وراه وفي إشاعات كتيره بتقول إنه بيتاجر في المخډرات والأكتر من كدا إن هو بيصنعها في معامل خاصه
ومفيش حد قادر يدخل القصر من خلال الغابه ابدا محاولات كتير والكل فشل
فؤاد سر الغابه وتحفظه عليها إحنا عارفينه بس معتقدش أنه يعمل كدا أيه إللي يخليه يتاجر في المخډرات وهو رجل أعمال كبير ومش محتاج
هو وراه سر ومخبي حاجه أنا مش عارفها ولا عارف أوصلها في حلقه مفقودة
بس المهم عندي إنه ميتأذاش ولا يمسه أي ضرر
وصدقني إللي هيمس شعره منه هفرمه ومش هرحم حد .
فؤاد متقلقش بس قولي هتظهر نفسك ليه إمتى
إكتفى بجمله واحده وافيه في الوقت المناسب
ثم استطرد حديثه وصحيح قبل ما أنسى أنا وصلت لأسماء كل إللي ولدوا في المستشفى اليوم دا مع مراتك
إنجلت اللهفه والحماسه على قسمات وجهه بجد! دا أميره مراتي هتطير من الفرحه
تسائل الأخر حالتها متحسنتش
نطق بنبره يملؤها الحزن للأسف لسه صعبه عليها بردوه يوم ما تولد نلاقي البنت مېته وهي نازله بتتنفس وصحتها كويسه واللي يصدم أكتر لما نعرف إنها مش بنتنا وإنها اتبدلت..... دي حاجه تجنن
هتلاقيها لو عايشه متخافش وعلى الأقل معاكم مصطفى هيصبركم
فؤاد مصطفى كبر وبقى راجل ودكتور بس معرفش عنه أي حاجه ولا عن شغله وبيغيب عن البيت كتير
ومش عاجبني حاله وشكله مخبي سر هو كمان..وأنا زهقت من الألغاز إللي في حياتنا دي
صدقني كل حاجه هترجع أحسن يا فؤاد ..
والنهايه سعيده.........
تبتل بنبره ضعيفه يااارب..
.. مع توسط الصفعاء بكبد السماء معلنه عن رفعتها وعلو مكانها ومكانتها فمهما طال الظلام ستأتي هي لا محاله لمحو دهمة الليل الظلماء..
فحتما سيأتي الصباح..
انتهت من صعود هذا الدرج المتهالك لتأخذ أنفاسها عندما وصلت أمام هذا الباب الخشبي القديم
وأخذت تطرق على سطحه مرات عده لكن الهدوء الذى يعم الأرجاء أثآر قلقها فيبدو أن المكان قد هجر من مده ليست بالطويله
لكن لماذا المكان فارغ فأسوه وجدتها ليس لديهم أي مكان آخر غير هذا وقد انقطعت من المجئ للجامعه... ما هذا الذي يحدث!
لتهبط تلك الدراجات مره أخرى لتستعلم من أي أحد من سكان الحي فالأخبار هنا لا تتوقف ابدا ..تجري جري الرياح وتتكاثر بسهوله بالغه مع إختلاف النوايا لنكون منصفين
لم تحتار كتيرا بعد هبوطها أمام باب البنايه الرئيسي لتذهب فورا لمحبز فتحة خير الخاص بالمعلم إبراهيم والتي كانت تعمل به أسوه نصف دوام
مشطت المكان بعينيها فوجدته يقف خلف المخبوزات الشهيه المتراصه بجانب بعضها البعض..
ليلى السلام عليكم
المعلم إبراهيم وعليكم السلام... اهلا يا بنتي .. أي خدمه
ليلى اهلا بيك يا معلم أنا كنت بسأل على أسوه إللي كانت شغاله معاك بقالها فتره مختفيه وطلعتلها فوق بس مفيش حد
انجلت على ملامحه الأسف والحزن والله يا بنتي الحاره هنا اليومين دول بقى بيحصل فيها حاجات غريبه أسوه اختفت من فتره وبردوه ساره إللى كانت معاها مختفيه ومحدش يعرف هي فين وحال أمها اتقلب خالص ... والمدام بتول جدة أسوه جات هنا من يومين ووو....
ثم صمت لوهله بحزن..
لتسأله بترقب وأيه يا معلم إبراهيم كمل الله يخليك
ليكمل حديثه هي قالت إنها لقت أسوه ... بس لقيتها ڠرقانه وتعيشي إنتي
إرتدت خطوتان للخلف پصدمه واضعه كفها على فمها ولم تقوى على الوقوف فالصدمات تتوالى عليها الواحده تلو الأخرى
لتتحدث إليه مره أخرى بأعين مليئه بالرجاء لو سمحت يا عمو أتأكد أكيد في غلط وانت مش واخد بالك ... حاول تفتكر تاني
هز رأسه بأسف للأسف يا بنتي دا إللي حصل جدتها جات وقالت الكلام ده وقالت كمان إنها إنتحرت ڠرقانه