رواية الصمت الباكى بقلم سارة نيل
أن صالح يريد تبرأت هذه الفتاه وقد رق قلبه من أجلها ...
والأدهى من هذا ومن الواضح أيضا أنه يريد إمضاء حياته معها ... وقد فطنت هذا الأمر بعد أن علمت بزواجه من هذه الفتاه
فالأول قد تزوجها للأنتقام منها والآن يريد إبقائها لنفسه بعد أن يعلم أن ليس لها يد بما حدث مع أخيه..
لكن هيهات..
رفعت إحدى حاجبيها بمكر ذئبه لاحظته تلك المسكينه التي تدعوا الله بجوفها لتتخلص من هذا العڈاب ...
فهذه الماكره أخذ بدنها يرتعش وتبكي بتصنع متقن لتدخل بحاله هستريه من البكاء
زعر صالح عندما رأى حالتها تلك وأخذ يهدئها وهو متعجب من تغيرها وحالتها هذه..
صالح طب إهدي يا أمي وفهميني في أيه..
لتشير بيدها نحو ساره وتبكي بهستريه مصطنعه هي يا صالح ... هي دي إللي قټلت اخوك وحرمتني منه وحسرتني عليه
نظرت ساره إليها پصدمه وفتحت عينيها على وسعيهما ولا تصدق ما سمعته للتو ..
وكم كانت تود في هذه اللحظه أن تستطيع النطق والدفاع عن نفسها وتكذب تلك الكاذبه
فلما تفعل معاها هذا وهي لا تعرفها
من المؤكد أن هناك سببا آخر غيرها...!
وڠضب من حاله أكثر وأكثر بسبب تأثيرها عليه وأنه كان على وشك تصديقها....
إحتضن تلك الأفعى بحنان لا تستحقه فهي تعتقد بأنها كذالك ستكسر قلبه ..
وهذه أولى خطواتها بتدميره وإكمال عملها الذى توقف بنومتها الطويله وظل ناقصا...
ستفعل كل هذا وستدمره..
وسيتلقى هو كل هذا بصدر رحب ..
لأنها والدته الحبيبه تظهر إليه بمظهر الأفعى
ملمسها ناعم وداخلها يعج بالسم القاټل..
أوقفها صالح من مكانها بحنان ورفق خلاص يا أمي إهدي علشان صحتك وصدقيني يا أمي هجيب حق آدم ومش هسيبه ابدا ودا وعد مني ليكي
يلا تعالي إرتاحي في أوضتك..
والتي سترى الچحيم بحق
إستنيني في أوضتك ... جايلك حالا
بحديقة القصر وبالأخص أمام الملحق كان يزيد يلهو بفرح ومرح جديدين عليه
بينما هي بعالم آخر تحاول تجميع أفكارها
أفاقت من شرودها عندما شعرت بجلوس أحدهم بجانبها ولم تكن سوى سلوى التي تجنبتها منذ ظهور يزيد لكنها كانت على يقين أنها ستأتيها ولن تطل مدة صمتها ..
تحدثت سلوى مباشرتا وبدون مقدمات أول ما قولتي إن يزيد ابنك صدمتيني فيكي يا أسوه وكنت على وشك إن أغير نظرتي فيكي بس رجعت وقولت إحساسي ميكذبش عليا ابدا لما حسيت إنك بنت أصيله وبنت ناس ومش بتاعت الكلام ده
بغض النظر عن إنك مش لابسه حجاب بس أنا عمري ما بحكم على حد من شكله
وغير كدا لما حسيت بيتم يزيد كدا لأن اليتم ظاهر عليه أوى
رددت أسوه بإنفعال غير مقصود يزيد مش يتيم أنا موجوده معاه وعمره ما هيحس باليتم أبدا
ابتسمت سلوى بهدوء أنا مقصدش كدا باين عليكي بتحبيه
نظرت له أسوه وهو يلهو يزيد دا كل حياتي ونور عنيا هعوضه بكل إللي اتحرمت منه
سلوى ربنا يبارك فيه قوليلي يلا أيه الحكايه احكيلي إللي فى قلبك
وضعت أسوه يديها على فخذ الأخيره قائله أنا بشكرك جدا ومقدره ثقتك بيا وموضوع الحجاب... أنا ملقيتش حد يوعيني ولا يفهمني ولا لقيت حد جانبي
ثم صمتت وهي تتذكر ليلى بشوق وحنان وأكملت حديثها بس ربنا رزقني بصاحبه كويسه جدا وفهمتني كل حاجه على الحجاب وكنت ناويه ألبسه وألتزم بيه حجاب شرعي كامل .. بس المشاكل إللي حصلت دي شغلتني..
سلوى ربنا يهديكي يا بنتي وبعدين أنا موجوده معاكي وهنعرف كل حاجه سوا وأنا حبيت يزيد علشان كدا بسألك عنه
أسوه يزيد حكايه طويله أنا اتعاهدت على نفسي إن مكشفهاش ولا أطلعها للنور ابدا
علشان خاطر يزيد وعلشان أحميه
فأنا أسفه جدا يا طنط سلوى مقدرش أقولك على أي حاجه تخص يزيد ..... سامحيني
سلوى بتفهم ولا يهمك يا أسوه أهم حاجه يكون بخير وربنا ييسر الأمور ...
بناحيه أخرى كان مصطفى بطريقه لمكتب مؤمن وعقله مشغول مع والدته لكن سرعان ما تغيرت حالته المزاجيه عندما رأها مقبله عليه بهدوئها المعتاد ورزنتها التي لا تليق إلا بها...
ليشعر بدقات قلبه تتسابق والفرحه تغزو قلبه فمجرد رؤيتها فقط كفيل بقلب الموازين لديه وتغير مزاجه للأفضل ..
أما هي عندما رأته ولاحظت نظراته أحمرت وجنتيها بخجل محبب لقلبه وشرعت لتغير طريقها
لكنها توقفت إثر ندائه إستني...
توقفت قبالته بخجل وظلت تفرق أصابعها بتوتر وتشعر بمشاعر غريبه لا تظهر إلا بحضوره
لتردد بخجل نعم....
مصطفى عامله أيه
نظرته إليه بدهشه لتبز جمال عينيها السوداء المحاطعه بالكحل الأسود الذي زادها جمالا فوق جمالها لتجعله ينظر بداخلها يتأملها بدون شعوره وبخارج إرادته
بينما هي ظلت بدهشتها فهذه المره الأولى التي يسألها بها عن حالها بل ويحدثها خارج النطاق المعتاد
صفيه بخجل وإرتباك كويسه.. الحمد لله
وظلت تحرك رأسها بجميع الأركان ليفيق هو من تأملها ووقف ولا يجد حديث يتحدثه فهم ليس بينهم أمور ليتحدثوا بها
لينطق هو أخيرا مؤمن باشا في المكتب
صفيه بهدوء ايواا مستنيك... ثم تابعت متسائله اعملك حاجه تشربها..
مصطفى لا .. شكرا تسلم إيدك
ويتركها على مضض ذاهبا لهذا المؤمن فمن ناحيته هو يريد البقاء بجانبها لنهاية العمر...
مصطفى أمرك يا مؤمن باشا قولت إنك عايزني في موضوع مهم
رفع مؤمن أنظاره من الأوراق التي تقبع أمامه متسائلا الكميه المطلوبه جاهزه يا مصطفى.. الدكتوره خلصت
مصطفى كله تمام .. باقي سته كيلو على بكرا هيكونوا جاهزين..
مؤمن كدا تمام... واعمل حسابك على الشغل التاني
والدكتوره تكون بعيده عن الموضوع ده
مصطفى إللي هو أيه
نظر إليه مؤمن بحزم مش بحب أكرر الكلام وفوق معايا شويه .. يعني الموضوع هيكون أيه
الزهره إللي خفيناها تظهر وأنت هتصنع أكبر كميه من مضاد الأفيون...
ظلت تشق الأرض ذهابا وإيابا وداخلها يرتعش من الخۏف فقد أدركت أنه سيتم القضاء عليها لا محاله وهذه المره ليست كسابقيها فقد صكت والدته على فرمان عڈابها وجحيمها...
لن يرحمها هذه المره وقد يأس عقلها لإيجاد خطه للهروب منه ولم تجد حل أسلم من مواجهته
لكن السؤال الأهم ...
كيف ستواجهه بلسانها العاجز هذا..!
انفتح باب الغرفه بقوه أفزعتها... فهو لا يكون بصالح إذا تركها أكثر من هذا..
ليشرف عليها بجسده وقد اجتمعت شرور العالم داخل عينيه وعروق رقبته تنفر من الڠضب بسسب الډماء التي تغلي بداخلها ...
منظره هذا كفيل ببث الړعب بداخلها وإنهائها..
ظلت تتراجع للخلف وتهز رأسها بلا بهستريه وقد أخذت الدموع مجراها ..
لتشير إليه بيدها وتضغط على صدرها وتهمهم بكلمات غير مفهومه ..
ليتحدث بلهجه يملؤها الڠضب أعمل فيكي أيه دلوقتي .. كان عندي أمل إن أمي تنكر إن إنتي إللي عملتي كدا ... لكن دلوقتي معدتش لاقي