السبت 30 نوفمبر 2024

رواية الصمت الباكى بقلم سارة نيل

انت في الصفحة 39 من 95 صفحات

موقع أيام نيوز

ليكي حجه تنقذك من بين إيديا ..
لترد عليه هي بالمقابل بهز رأسها وهمهماتها المعجمه فلا تملك شيء غير هذا ...
لكن ما جعل قلبه يقع صريعا وينشطر من الحزن....
حينما إنزوت بزاوية الغرفه وتكومت على نفسها ووضعت يديها على وجهها تاره وعلى أذنيها تارة أخرى بړعب جام... فقد جعلها مريضه بالخۏف 
ليأتي بمخيلتها فورا الظلام الدامس التي وضعت به وخيل إليها أنه سيأخذها ليتركها بالظلام إلى أن تبرح روحها من جسدها 
هي لا تخاف من الأڈى الجسدي بقدر رعبها وزعرها من الظلام
تتمنى أن لو يوجد بجانبها أحد يطمئنها ويأخذها بداخل أحضانه ويا حبذا لو كان والدها الحبيب فمن بعده لا أحد ..
لو كان متواجد لما سمح بحدوث هذا كله لكن هذا الۏحش الكاسر الذي أمامها سيرسلها إلى والدها ولم يستطع عقلها تصوير ما سيفعله بها ..
لكن ما حدث بعد هذا جعل الموازين تنقلب رأسا على عقب وجعلها في حالة صډمه أشد لا تستطيع إستيعاب ما يحدث...!
فقد جذبها صالح داخل أحضانه ليحتضنها بقوه وحمايه ظلت متجمده لكنها لم تنظر كثيرا ورفعت زراعيها لتشتد بهما عليه لتحتضنه بقوه وټغرق بين أحضانه باكيه بشده فلا مفر منه إلا إليه لتحتمي منه به...
ليظل يربت على ظهرها ويمسد على رأسها بحنان لا يعلم من أين تفجر..! ولا يعلم سببه 
فهو لم يستطع رؤيتها بهذا الضعف ابدا وهمهماتها التي وقعت على قلبه لتذبحه وتكشف له حقيقه كان عقله يخبره بها دائما لكنه كان يغلق أسماعه فهذه الفتاه ليست إلا فتاه ضعيفه لا تستطيع فعل شيء 
أوقعها حظها العاثر معه بطريقة ما فمن المستحيل أن يخدع ببرائتها ... ومن المستحيل أن تتصنع كم البراءه هذه ... فلا أحد يستطيع أن يتقن هذا الدور بهذه البراعه..
حاول إخراج صوته جامدا حاد لكن رغما عنه خرج حانيا إهدي... مفيش حاجه هتحصل مټخافيش أنا مش هعمل فيكي حاجه
ثم حاول إبعادها لرؤية وجهها لكنها فجرت صډمته وقضت على الباقي من عقله عندما ظلت متمسكه به بقوه متشبثه تأبى الإبتعاد.. 
تشبثها به بهذه الطريقه جعله يرمي بتنبيهات عقله عرض الحائط ويجذبها إليه بقوه ليضع يدا أسفل قدميها وأخرى أسفل ظهرها ويحملها برفق ليسير بها نحو الفراش ويضعها برفق عليه 
لتتمسك بيده ظنا منها أنه سيتركها..
نظر إليها بحنان ويقول مټخافيش مش همشي أنا معاكي..
ثم جذب غطاء ووضعه فوقها وتسطح هو الأخر بجانبها وهي بين أحضانه وظل يمسد على زراعها لتنعمس سريعا بنوم عميق بعد فتره وجيزه 
بينما هو ظل يفترس ملامحها عن كسب ويتأملها عن قرب..
حتى ذهب بنوم عميق هو الأخر تاركا الجميع وراء ظهره وليحدث ما يحدث...
يجلس بعقل شارد يتذكر ما حدث بالتفصيل الممل يحاول إستنتاج أي طرف خيط يوصله لأي شيء .. لكن بدون فائده 
ففؤاد كان حذر جدا بحديثه معه ولم يخطئ بالحديث ابدا 
لكن توتره وأمارات وجهه جعلته يجزم أن ورائه أمر ما 
يخبئه ولايريده أن يصل إليه ...
لكن صبرا فلن أكون مؤمن الصياد إن لم أصل لهذا الأمر ... ولن أعجز ابدا
انتبه لرنين هاتفه ليجيب على الفور .. 
ويكون الحوار كالتالي.......
_ ايواا يا مؤمن .. مطمنتنيش ليه على إللي حصل معاك
_ أجاب مؤمن بضيق لأن مفيش حاجه حصلت ومعرفتش أوصل لحاجه 
_ يعني هو قالك أيه .. مفيش أي معلومه مفيده
_ لا... قال إن ميعرفش ألا إن أسمه النمر وشايف إللي كان بيحصل عادي وإن النمر طول عمره كدا بيحب يساعد
_ تسائل الطرف الأخر طب وبعدين هنعمل أيه 
_ أنا متأكد إن وراه حاجه مخبيها 
_ وأيه إللي خلاك تتأكد كدا
ليبدأ مؤمن بسرد ما حدث له بالتفصيل 
_ تحدث الطرف الأخر بعد إنتهائه أيوااا فى أمر مريب فى الموضوع ده ... هو زي ما يكون كان عارف إنك هتروحله ومجهز لكل حاجه ..
_ صدقني هوصل لكل حاجه عن قريب .. متقلقش..
_ إنشاء الله...... تغير مجرى حديثهم وتحدث الطرف الأخر قائلا بس زي ما أنت اتوقعت محمد الخطيب الفارس نزل مصر كعب داير وجاي مفلس ومعتمد على العمليه إللي هتم في مصر
_ مؤمن أنا كنت عارف إن دا هيحصل .. هو كان مفكر اما يفتتح شركات جديده ويشهر نفسه بالفارس ومينزلش مصر عشرين سنه إن هو كدا بقى شخصيه تانيه ومعدش حد هيعرفه... أما نشوف هيعمل أيه
_ طب البنت إللي عندك دي تبقى بنته... ناوي معاها على أيه 
_ تحدث بهدوء وغموض كل خير....
_ أنا مش مطمنلك والله ... بس مش قادر أقولك الست إللي اسمها بتول قامت بالواجب وزياده وفهمت الدنيا كلها إن هي ماټت منتحره وغير كدا مش فارق مع أمها وأبوها ولا في بالهم أصلا يعني البنت دي كارت محروق مش هتفدنا بحاجه..
_ اصبر عليا وشوف هتفدنا ولا لا وبالمناسبه الكميه كلها جاهزه و العمليه في ميعادها..
_ أنا هعمل اللازم متقلقش ..
ثم أكمل حديثه بسخريه تحمل المرح هبعد عنك عيون ليث وأعوانه
_ لم يكن رد مؤمن سوى إبتسامه ماكرة واتبعها بحديثه يعني مش هنلجأ لإستخدام الدكتور سليم 
_ ابتسم الطرف الأخر وتحدث بمرح لا متقلقش بس احنا لازم نتقابل فى أقرب فرصه علشان نظبط أمورنا
_ مؤمن خلاص نتقابل مفيش مشاكل 
_ ليك واحشه يا راجل والله كفايه لعبة القط والفار دي 
_ رفع مؤمن حاجبه بدهشه يا راجل 
_ ااه يا راجل 
_ طب يلا سلام علشان صدعتيني
_ خلاص هقفل .. هترش مايه...
ثم أغلق كلاهما وارتفع صوت مؤمن مناديا على السكرتير الخاص بمكتبه 
أمرك يا باشا..
مؤمن ورق الصفقه جاهز 
السكرتير ايواا يا باشا والعقود جاهزه كمان وجهزت المقابله مع العملاء برا
مؤمن تمام... صالح باشا هو إللي هيروح المقابله 
أخفض الآخر رأسه بأسف للأسف يا باشمهندس مقدرتش أوصل للمهندس صالح .. موبايله مغلق وهو معندوش خبر بالميعاد ..
أدار رأسه پغضب ثم تحدث أيه التهريج ولعب العيال ده ... ازاي مش عارف توصله 
السكرتير هو مختفي من امبارح يا باشا وقافل تليفونه.
تنفس بهدوء خلاص جهز العقود وادي خبر للمحامي والفريق وأنا إللي هكون معاهم 
نظر له بدهشه حضرتك إنت إللي هتروح ... إزاي يعني
تنفس مؤمن بنفاذ صبر هو أيه إللي إزاي يا بني .. زي الناس أيه إللي فيها 
السكرتير أنا أسف حضرتك ... أنا بس استغربت لأن حضرتك مش بتطلع المقابلات دي 
مؤمن وقولت هطلع .. فيها مشكله 
أبدا يا باشا 
بعد معاناه وصلت للمطعم تجر أزيالها بخيبه وإحباط فقد فشلت في البحث عن أسوه ولا تستطيع تصديق ما حدث..
ولجت لداخل المطبخ لتبدأ بعملها... لكنها بحثت عن روز أولا علها تروي لها ما حدث فهي ترتاح بالحديث معها كثيرا وقد توطأت علاقتهم بطريقه سريعه 
شعرت بإحباط عندما لم تجدها في الوسط 
لتسأل إحدى الزميلات ...
ليلى لو سمحتي .. هي الشيف روز فين أنا بدور عليها مش لقياها ..
للأسف الشيف روز حصل عندها أمر طارئ وسابت الشغل ..
38  39  40 

انت في الصفحة 39 من 95 صفحات