أن ينوبني عن العرش أما أنت فستأتي معي وسنتزوج في يوم واحد !!! أجابت جميلة فكرة لا بأس بها .وبعد ساعات كانوا جميعا على متن السفينة وحملت حدة معها صناديق من الأمتعة والذهب والمجوهراتوبعد ثلاثة أسابيع إقتربوا من شواطئ مملكة إسماعيل فقال إبراهيم وجميلة سنذهب للحطاب لإحضار الحصانين ولن نتأخر عنكم وكونوا على حذر فلو شاهدتم سفن إسماعيل فاهربوا إلى شيخ الرشايدة في الصحراء أرست السفينة في خليج صغير وصعد أحد العبيد فوق صغرة يراقب البحر مضى الوقت وبدأ محمد يحس بالقلق وتساءل لقد تأخروا كثيرا أرجوا أن يكون المانع خيرا وفجأة صاح العبد هناك سفن تقترب منا من المؤكد أنهم شاهدونا وهم الآن يبحثون عنا !!!
بلا ماء في الصحراء
فكر محمد قليلا ثم قال خذوا الصناديق وكل ما يصلح على ظهر السفينة ثم أغرقوها أما أنتم فإذهبوا في إتجاه الصحراء مع حدة وسألحقكم بالجمال أرجو من الله أن أجد تاجر إبل بسرعة !!! كان محمد يعرف المدينة ولم يكن من الصعب عليه معرفة سوق الدواب فاشترى الجمال وعددا من القرب ملأها بالماء ثم أسرع الخطى وقد بلغ به القلق مبلغا عظيما على حدة فرغم أنه يثق بالعبيد إلا أن الطمع يمكن أن يتسلل لقلوبهم لو عرفوا ما يوجد في الصناديق .أما رجال إسماعيل فإنهم داروا في الخلجان وبحثوا في كل مكان وأوشكوا على الإنصراف لولا أن أحد البحارة رأى فقاعات كبيرة تطفوا على الماء ولما إقتربوا رأوا مركبا يغرق وعرفوه على الفور لقد كان أحد مراكبهم الذي فقدو ه منذ شهرين .
سمع السلطان إسماعيل بما حصل وأبلغه الجواسيس برؤية قافلة صغيرة محملة بالصناديق تتجه نحو الصحراء فأمر بإرسال جيش ورائهم وجهزه بالإبل والماء. أما إبراهيم وجميلة فإنهم لما ذهبوا إلى الحطاب وجدوه قد اختفى وأخبرهم أحد جيرانه أن رجال إسماعيل جاءوا للقبض عليه منذ أياملكنه هرب منهم إنزعج إبراهيم لكن الجارية جميلة قالت له سأتحول إلى طائر وأبحث عنه فلا يمكنه الإبتعاد كثيرا والحصانان معه ثم طارت وبينما هي تحلق قرب الجبل سمعت صهيلا واتبعت مصدر الصوت الذي قادها لمغارة صغيرة ولما دخلت رأت الحطاب قد أشعل ڼارا يتدفأ عليها فاقتربت منه وقالت له أنا جميلة !!! هل تذكرني أيها السيد
فنظر لها بدهشة وسألها كيف وصلت إلى هنا أجابته سرقنا أحد سفن السلطان قال تبا لقد علموا بأمرها هل سمعت البوق قبل ساعة على الشاطئ سألته وماذا يعني ذلك أجابها أن نفر قبل أن يأتوا بالكلاب قالت إنتظرني قيلا حتى أعلم إبراهيم رد عليها ليس لنا وقت سأركب حصانا وأحمل إليه الآخر هل تفكرون في مكان تذهبون إليه قالت الرشايدة أجابها لا أحد يعرف عنهم شيئا قالت تدبر أنت أمر الماء والزاد ولا شأن لك في الباقي !!! أجابها معي قربة ماء وجراب سويق قالت في جميع الحالات لن يكفي ذلك وسنسير بالليل لكي نقتصد المؤونة .بعد قليل كان إبراهيم والحطاب وجميلة يسرعون قي إتجاه الصحراء تلاحقهما الخيل لكن الحصانين كان سريعين وابتعدا بمسافة كافية وبعد أيام بلغوا أطراف الرمال تنفس الحطاب الصعداء وقال من المستحيل أن يجدونا الآن وستهب الرياح وتخفي آثار أقدامنا !!!
ثم سأل إبراهيم هل تعرف طريقك أجابه نعم فقد تعلمت أنا وإخوتي كيف نهتدي بالنجوم أمضوا الليل يمشون وفي الصباح يإستراحواوأخذ الحطاب جبة شقها نصفين ونصبها على عيدان فاستظلوا تحتها ولما حل المساء واصلوا الطريق .أما بخصوص محمد فبعدما إشترى الإبل مشى ليلا نهارا مدة ثلاثة أيام وفي اليوم الرابع أدرك العبيد وحدة قبل أن يدخلوا الصحراء فحمد الله على أن الملكة بخير وشكر العبيد على إخلاصهم ووعدهم بعتقهم جميعا وجعلهم من حرسه ثم تذكر أخاه إبراهيم فقال في نفسه حتى إذا نجى من إسماعيل فلن يتمكن من عبور الصحراء دون ماء وجمال فقال لرئيس العبيد واسمه مبروك ستواصل وحدك نحو الشرق أما أنا فسآخذ جملين وأرجع للبحث عن أخي إبراهيم ثم ذهب ودعا الله أن يوفقه للعثور عن أخيه قبل فوات الأوان .
أما إبراهيم والحطاب والجارية فبدأوا يحسون بالعطشوكان عليهم أن يقتسموا الماء مع الخيول وحصل ما كانوا يخشونه ونفذ الماء في منتصف الطريق قالوا لبعضهم إن لم يمر بناأحد هلكنا لكن لا يوجد أحد في تلك الصحراء القاحلة وصاروا يرون السراب فيظنونه ماءا وشعر إبراهيم بالإغماء وبأن الحياة بدأة تفارقه وفجأة رأى رجلا على جمل يقترب منه فقال له هل أنت حقيقة أم سراب ثم نزل وبلل شفتيه ومد له القربة فشرب ثم جرى الرجل وسقى جميلة والحطاب والخيل ثم رجع لإبراهيم الذي فتح عيناه وقد لفحت وجهه الشمس ولما نزع الرجل لثامه صاح إبراهيم سيكون أبوك فخورا بك وأيضا حدة !!! تعال لأحضنك يا أخي الصغير ...
جيش إسماعيل في الفخ ...
في ذلك