قصة حسن الحمال
شخصيا أيها الامير كل ما في الأمر أن سحري في ذلك الوقت كان يتطلب حضور جني ذو دماء ملكية كي يعمل ويؤثر على الناس لذا قمت باستعارتك لبعض الوقت ريثما أقوم بتصفية خصومي
قال الحصان لقد حطمتي عائلتي وډمرتي سمعتي وها قد جاء الوقت الذي ستدفعين فيه ثمن غرورك وتلاعبك بمصائر الاخرين
إقترب حسن من السحارة لكنها باغتته فدفعته جانبا وهربت فركض نحوها الحصان وركلها بحافريه الخلفيين فحطم فكها السفلي فسقطت أرضا وهي بلا حول ولا قوة
دخل حسن الحجرة فشعر وكأنه يدخل مغارة واسعة إذ إن جدران الحجرة وسقفها من الحجر الأملس جميعا وفي وسط الحجرة يقبع بئر قديم وحول البئر يتمدد العشرات من الرجال الطاعنين في السن والنساء العجائز
وعلى مقربة منهم تتكوم أكداس من الهياكل العظمية والتي من الواضح جدا أنها لأشخاص ماټو بسبب الشيخوخة
وعندما دقق حسن النظر لاحظ أن ذلك الشاب قد أخذ يزداد في العمر مع كل دورة تدورها العجلة التي يحركها الشاب بساعديه الى أن أصبح عجوزا جدا وهو يلاقي صعوبة في تدوير مقبض العجلة حتى أوشك الدلو المملوء بالماء من بلوغ قمة البئر
قالت السحارة وهي تواجه صعوبة في النطق
كما رأيتم هؤلاء جميعا ملعۏنون بلعنات مختلفة ومياه البئر وحدها الكفيلة بغسل كل اللعنات لكن للحصول عليها يجب أن ټصارع الزمن
فالټفت الى الحصان وقال أنت والخياطة وولدها كلكم مصاپون باللعنات ويجب عليكم أن تديروا بأنفسكم عجلة البئر لتبرئوا مما أنتم فيه
قال الحصان سأحضر الخياطة حالا خرج مسرعا وبعد مدة
عاد وهو يحمل الخياطة التي بدت مذهولة مما يجري وحكت لي حسن كيف أن الحصان قد خاطبها وأقنعها بالصعود على ظهره
بدأ الحصان أولا فأمسك بأسنانه القوية مقبض المحور الذي يلتف حوله الحبل وأخذ يدور به مرارا وتكرارا من أجل جذب الدلو حتى بانت الشيخوخة على الحصان أيضا
فسقط أخيرا ولم يستطع إكمال المشوار
فتقدمت الخياطة وأغلقت عينيها وهي تتذكر ولدها وقالت
هذا من أجلك يا ولدي المسكين ثم شرعت بتدوير المقبض حتى غزا الشيب شعرها وتجعد وجهها فسقطت هي الأخرى من شدة الجهد والتعب دون أن تحقق شيئا
فشمر عن ساعديه وأمسك المقبض بقوة وطفق يديره بهدوء وثبات حتى شعر بالكهولة والتقدم بالعمر
ثم شاهد شعر ساعديه وهو يتحول الى اللون الأبيض وكذلك استطالة لحيته وبياضها ثم ضعف نظره ووهن عظامه وۏجع مفاصله
وأخيرا بلغ الدلو حافة البئر الى درجة أن حسن إستطاع أن يرى صورته في ماء الدلو فلما مد يده ليمسك به وإذا بثعبان ينقض عليه من بين ثقوب جدران البئر فيلدغ معصمه فأفلت حسن المقبض فهوى الدلو متقهقرا الى قاع البئر وهوت معه كل آمال الثلاثة في استرداد شبابهم
إلتفت حسن الى السحارة فشاهدها تبتسم بخبث فعلم أنها قد كادت له لتفشل مسعاه فتألم لذلك واحتسب أمره عند الله
وبينما هم كذلك وإذا بطائر صغير قد هبط قرب الخياطة
تطلع الجميع إليه فإذا هو غراب أسود
هنا قال الحصان مخاطبا السحارة إنه ابن الخياطة ولقد قمت باستدعائه بنفسي وسأعيده مؤقتا الى شكله البشري بما تبقى لي من سحر الجن العجيب
عض الحصان ذيل الغراب فتحول الى طفل في الرابعة ثم صعد على جسد الحصان المطروح قرب البئر وشرع بلف مقبض العجلة مرة بعد أخرى حتى تخطى جميع المراحل العمرية الى أن أمسك أخيرا بالدلو وأراد سحبه
وهنا أخذت السحارة تلوح بيدها لتقوم بخدعة سحرية
ثم وفجأة هجمت عليها الخياطة العجوز وتصارعت معها
لكن مع ذلك فقد انقض ثعبان ضخم على ابن الخياطة وكاد أن يلتقم ذراعه لولا أن حسن قد أمسك في اللحظة الأخيرة بذيل الثعبان وسحبه إليه فألتف الثعبان حول حسن واعتصر جسده
ثم أخذ الثعبان يتعملق وهو يوغل في جسد حسن اعتصارا حتى أوشك أن يطحن عظامه وفي تلك اللحظة بالذات
حمل ابن الخياطة الدلو بكلتا يديه وسكب بعض الماء على حسن فتحول الثعبان فورا الى دخان أسود سرعان ما تلاشى في الهواء
أما حسن فقد استرد شبابه وعافيته في الحال
تلا ذلك إن سكب بعض الماء على والدته وعلى