قصة حسن الحمال
الحمار يدور حجر الرحى بدوره ويطحن الحبوب
ثم عمد الطحان الى الحمار فحرره من العمود وطلب من حسن أن يأتي ويمسك بالعمود فتقدم الفتى ونفذ ما طلب منه
فقال الطحان والان قم بالطحن بالمقلوب أي بعكس سير الحمار
دهش الفتى وقال بعصبية أقول لك عائلتي والعالم في خطړ وأنت تسخرني للعمل عندك
أجاب الطحان لو سافرت إلى العالم كله لتبحث عن فاطمة وأسرتك فلن تجدهم أبدا أتعرف لماذا
أومئ حسن برأسه وقام بدفع حجر الرحى بمشقة حتى خارت قواه بعد عدة دورات فترك العمود
فقال الطحان لقد قمت بعشر دورات فقط وهذا يعني بأنك قد كسبت عشرة أيام
تسائل حسن مستغربا عشرة أيام ماذا تعني
وعندما طلبت منك أن تطحن بالمقلوب فقد عدت بعجلة الزمن الى الوراء أياما بعدد الدورات التي قدرت عليها
وبذلك فقد أصبح لديك متسع من الوقت كي تذهب الى الشمال ثم تعود إلى هنا ثم التوجه الى مدينتك دون أن تفقد شيئا من المهلة التي أعطتك إياها غصون
فكر حسن وقال إذا كنت أيها الطحان قادرا على إعادة الزمن فلماذا لا نستغل ذلك الآن لنوقف غصون عند حدها قبل اختطافها لفاطمة
لذا أقوم بالتدخل في الأمور التي لا تؤثر على خط سير الزمن فالأحداث الجليلة الوقوع كاختطاف فاطمة أو مۏت أحدهم يجب أن تستمر ولا حيلة بيدي لردعها ..
لكن بإمكاننا أن نؤثر على بعض الأحداث الجانبية التي من شأنها أن تغير نتيجة الأمور في المستقبل مثل توفير مساحة كافية من الوقت للتحرك بحرية وهذا ما فعلته لك للت
ابتسم الطحان وقال ومن ذكر شيئا عن السير
إذهب الى الحظيرة خلف الطاحونة ستجد فيها حصانا قويا فخذه وانصرف على بركة الله ..
قال حسن وكيف سأساعد الخياطة وأفك عنها لعڼتها وأنا لست بساحر
أجاب الطحان لا تبخس حق نفسك أيها الحمال فأنت تمتلك ما لا يملكه أعتى السحرة
لأن الأشرار لا يجرئون على الإقتراب من العطار وابنته إلا من كان طاهر القلب وهذا الشرط لا يتوفر في عصبة الأشرار طبعا
وبسبب هذا الشرط قد وصلت أنت الى ما وصلت إليه الأن وستصل الى أبعد من ذلك إذا توكلت على الله وحده
انطلق حسن متسلحا بالعزيمة والثقة حتى بلغ تلك المدينة ففكر بالبحث عن السحارة المزعومة كي يجبرها على فك لعڼتها عن الخياطة وولدها لكنه لم يعرف من أين سيبدأ
وبينما هو كذلك وإذ بحصانه يجري فجأة بين أزقة المدينة وسككها فتعجب حسن وصاح ما بك يا حصان فلتتوقف الآن
لكن الجواد لم يتوقف حتى وصل براكبه الى أرض خربة وفي وسطها يقبع بيت حقېر
دخل الحصان بحسن الى باحة الدار وإذا بإمرأة بدينة ذات ملامح بغيضة تتقدم نحوهم وهي تصيح بذهول
من أنتم وكيف واتتكم الجرأة على اقټحام بيت السحارة هكذا
قال حسن إذن أنتي هي من أبحث عنها أدعى حسن الحمال وأنا هنا لإجبرك على فك اللعڼة عن الخياطة السمراء وولدها
لكن السحارة سارعت بإخراج كيس أسود من جعبتها وصړخت بل سألعنكم كما لعنت ابن السوداء
وعندما رفعت السحارة ذراعيها لتمارس سحرها وإذا بها تتجمد مكانها وهي تنظر جهة حسن وتقول توقف يا أمير الجن واتركني لحالي
فاستغل حسن الفرصة وقفز على السحارة وهو على صهوة جواده فركل يدها فتعبثرت محتويات الكيس على الارض وأفسد سحرها ثم قال انا لست بأمير للجن اخبرتك ان اسمي هو حسن وانا حمال
هنا سمع حسن صوتا من الخلف يقول إنها تقصدني انا يا حسن إلتفت حسن فدهش للغاية عندما اكتشف ان حصانه هو من كان يتكلم
حيث قال الحصان لقد تسللت هذه الخبيثة قبل عدة سنوات الى مملكتنا وقامت باختطافي وأنا صغير ثم حولتني الى شكل الحصان وامتطتني وقامت بأمور فظيعة وډمرت عوائل كثيرة وأخيرا سقطت السحارة من على عاتقي لكنها هربت بعيدا وقد أمضيت سنوات وانا أبحث عنها حتى استقر بي المطاف عند الطحان
الى أن سمعتك اليوم تذكر للطحان أنها قد شوهدت في الشمال لذا طلبت من الطحان أن أذهب الى هناك فوافق شريطة أن أساعدك في البحث عنها فوافقت بسرور
وحالما دخلنا المدينة حتى قادني حدسي إليها وها نحن ذا
قالت الساحرة للحصان لم يكن الأمر