قصة حسن الحمال
من مخدعه مبهورا بما رأى مما لا يجد تفسيرا له ثم شاهد على الارض ريشة كانت قد سقطت من الغراب فحملها ووضعها في جيبه ..
وفي صباح اليوم التالي قصد حسن دار الخياطة البصرية وطرق بابها ففتحت هي له فسلم الفتى عليها وطلب منها الإذن بالدخول فلم تأذن له
آنذاك أخرج لها حسن الريشة وأراها إياها فأمسكتها الخياطة بكلتا يديها ثم سقطت على ركبتيها وقد عاودت البكاء
من ذلك الفتى الغراب أخبريني بالله عليك يا سيدتي فقد أستطيع مساعدتك ..
عندها سمحت الخياطة لي حسن بالدخول وقالت له
إعلم إن ذلك الطفل الذي شاهدته هو ولدي
وعندما كنت في مثل عمرك كنت جميلة رغم أني مجرد سمراء تعمل كخادمة في مطابخ قصر والي المدينة
لكن هذا لم يمنع حمزة ابن الوالي من الإعجاب بي حتى إنه طلب مني الزواج يوما فأخبرته إن هذا مستحيل فحتى لو وافقت فلن يقبل والداه أبدا ..
ورغم تظاهرها بالقبول إلا أن أمه كانت تعد العدة للتخلص مني عند أقرب فرصة فهي تعتقد بأني قد سحرت ابنها ليتزوج مني
وبعد سنة واحدة أنجبت منه ولدا لكن لونه كان مثل لوني وهذا ما أثار جنون أم حمزة
فكان إن تحول ابني الى غراب لونه كلون ولدي سرعان ما طار هاربا من النافذة أما أنا فقد زاد عمري عدة سنوات وفقدت جمالي بسبب سحر تلك المشعوذة التي أخبرتني أن ولدي سيموت بعد سبعة أيام من تحوله
فجلست على باب القصر طوال النهار حتى عاد زوجي من سفره في اليوم التالي فألقيت بنفسي عليه لكنه لم يتعرف علي كذلك وجل ما فعله أنه ألقى إلي بدرهم وكأني متسولة تستجدي منه
أم حمزة أخبرت ولدها بأنني هربت من القصر مدعية بأني قد اختطفت ولده وهكذا قامت بحشو صدره بالغل والحقد ناحيتي حتى صدقها وقرر أن ينساني
فاخترت أن يعيش ولدي فأخبرتني هي أن الطريقة الوحيدة لفعل ذلك هو أن أحيك له قميصا في الليلة السابعة من كل أسبوع من نبات شوكي نادر ينمو في حشائش الغابة بشرط أن أقطف ذلك النبات بيدي العاړيتين
وهكذا تراني أذهب في اليوم السابع من كل أسبوع الى الغابة وأقوم بقطاف ذلك النبات الشوكي حتى تدمى يداي وتنخران من وخز الأشواك القاسېة ثم أقوم بغزله وحياكته ليلا لأصنع منه قميصا ..
وما إن أنتهي منه وأصعد الى سطح داري حتى يعود لي ولدي فأحضى بضمھ وتقبيله الى أن ينتهي الأجل الذي وضعته السحارة لقټله أي بعد انقضاء اليوم السابع تحديدا
لذا أجد نفسي مضطرة لسحر ولدي بنفسي الى غراب مرة أخرى حين ألبسه ذلك القميص فأكسب بذلك حياته لإسبوع إضافي ولهذا السبب أشرع بالبكاء حتى تحمر عيناي لأنه مكتوب علي أن ألعن ولدي كل أسبوع بلعڼة تحوله الى طائر مقيت
بعد أن سمع حسن قصتها الحزينة إعتذر لها بأنه ليس بيده شيئ لمساعدتها وأن وقته يكاد ينقضي على إنقاذ عائلته هو لذا كسر حسن الجوزة الثالثة وعاد الى الطحان في الشمال
وأخبره بقصة الخياطة السمراء أطرق الطحان برهة ثم قال
يجب أن نساعد تلك الخياطة المسكينة ..
قال حسن وماذا عن عائلتي أنا وماذا عن فاطمة بنت عطوان أنسيت أنه لم يبق لي سوى يوم ونصف وأنا حتى لا أعرف كيف سأعود الى مدينتي بعد أن استخدمت جميع الجوزات الثلاث
الطحان لا تقلق بشأن عودتك رشيد الإسقمري يجيد التحكم بالمكان بينما أجيد أنا التصرف بالزمان بإذن الله
بإمكانك أن تعود لتلك المدينة وتساعد الخياطة ثم ترجع للشمال دون أن تخسر يوما واحدا ..
رد حسن بشيئ من الذهول وكيف سأتمكن من فعل ذلك
. قال الطحان لي حسن يجب عليك أن تعود لتلك المدينة وتساعد الخياطة ثم ترجع للشمال دون أن تخسر يوما واحدا
رد حسن بشيئ من الذهول وكيف سأتمكن من فعل ذلك
هنا أشار الطحان الى مطحنة عبارة عن حجر ضخم من الرحى مثبت عليها عمود مربوط في نهايته حمار
وعندما يدور