قصة طفلة من الجن
وطأة ألأمر على خالد هي ثقته بزيزفونة و بابتسامة الملك...
ما زال خالد يرى بعض نظرات الاستهجان في أعين الحاضرين من الجن المتشكلين لكنه يجهل معناها أو سببها...
أحيانا يشعر أن أصحاب تلك الأعين تتمنى الفتك به لكن سرعان ما يرى نظرات و في نفس الأعين...
ربط خالد بين اختلاف النظرات بأمر مثير و عجيب جدا...
ما كان يحول تلك النظرات من الحنق و الڠضب إلى الود و القبول هي نظرات صارمة تقابلهم من عيني الطفلةزيزفونة
إلا طارخ فيبدوا أنها تحسب له حساب لأنه حين نطق اسم خالد بصرامة ارتمت في حضن والدها الذي بدوره ابتسم و
تلك الابتسامة أخمدت ڠضب طارخ مهما كان سببه و جعلته يغير ما كان ينوي قوله إلى الترحيب بخالد...
لكن بقي أمر واحد محير ما سبب تلك النظرات
بينما كان خالد في عمق تفكيره دلف طارخ إلى الغرفة قائلا
سكت برهة ثم تابع موجها كلامه إلى خالد و إلى الحضور حياكم الله جميعا على العشاء في الغرفة الأخرى تفضلوا...
هنا و على مأدبة العشاء كان خالد على موعد مع فصول أخرى من الأحداث الغريبة في عالم أقل ما يقال عنه أنه مختلف...
توقفنا في الجزء السابق حين دخل طارخ إلى المجلس موجها كلامه إلى خالد و إلى الحضور حياكم الله جميعا على العشاء في الغرفة الأخرى تفضلوا...
قام ملك الجن و هو يردد مرحبا بك يا خالد في قبيلتنا... تفضل...تحرك خالد معهم إلى الغرفة الأخرى و في طريقه ألتفت إلى الخلف فرأى الجن خلفه زرافات...المتشكلون بصورة مطابقة لصور البشر يسيرون خلفه مباشرة أما الذين تنقصهم الموهبة في التشكل فهم في الصفوف الخلفية...
حين دخل خالد الغرفة وجد فيها صنوفا من أجود الطعام و الكثير من الفاكهة...غرفة كبيرة تم ترتيب الصحون فيها بشكل منسق...على كل صحن شاة كاملة و ضعت على كمية من الأرز الذي يبدو من شكله أنه شهي جدا توزع الجن بنفس الطريقة السابقة!!!المطابقين لشكل البشر مع خالد في نفس الغرفة و الناقصين في الغرفة الأخرى...
الټفت خالد للمائدة المجاورة فوجدهم يفعلون ذات الشيء و بطريقة شبه آلية...يزيلون اللحم عن العظم ويرتبون العظم بعناية في صحن كبير جوارهم بينما يضعون اللحم جانبا دون أن يأكلوا شيئا...
لا يدري خالد هل يفعلون نفس الأمر في الغرفة الأخرى أم لا لكن ما يعرفه أن الأمر هناك مختلف فهو يسمع أصواتهم و كأنهم وحوش يتنافسون على فريسة...أصواتهم غريبة.. زمجرة و صياح خاڤت..كلمات غير مفهومة و أصوات مختلفة..
كان خالد يأخذ بعض الطعام و يحشره في فم زيزفونة و التي تأخذه على مضض و تمضغه بتمهل و كأنها لا تشتهيه...كذلك يفعل ملك القبيلة و هيدبا و طارخ... يمضغون و يبلعون ببطء شديد...
كان خالد يجلس و على يمينه جلست زيزفونة و طارخ في الجهة اليسرى... يقابله على نفس المائدة مللك الجن ٠و هيدبا...معهم أيضا و على نفس المائدةأربعة من الجن القريبين جدا من شكل البشر إن لم يكونوا مطابقينما يثبت أنهم ليسوا بشړا هي تلك الحركة الآلية في فصل اللحم عن العظم إضافة إلى الفحيح الخاڤت...
أكل خالد بنهم فقد بلغ منه الجوع مبلغه إضافة إلى لذة الطعام...لم يشغل خالد عن ذلك إلا ثعبان ضخم جدا كان يزحف مارا من أمام باب الغرفة...توقف الثعبان متفحصا من في الغرفة ليراه خالد برأسين بشريين...صمت خالد برهة يفكر قبل أن يلكزه طارخ هامسا كلمه يا خالد!!! دله إلى غرفة الطعام!!
نظر خالد إلى زيزفونة بهدوء قبل أن ينظر إلى الثعبان قائلا و بسكون عجيب الطعام في الغرفة الثانية...ضحكت زيزفونة ليرفع خالد صدره و يقول بثقة أكبر المتشكلون هنا و الأخوان الغير متشكلين في الغرفة الأخرى ليأخذوا راحتهم...
الټفت ملك الجن و هيدبا إلى حيث الثعبان ثم عادا ينظران إلى خالد مبتسمين ...قال طارخ ضاحكا جميل جدا يا خالد أصبحت لا تخاف الآنأجاب خالد من يخشى الله لا يخشى منه الضرر و أرى فيكم حبا للخير و بعدا عن الأذية...
راق الكلام لكل من في المجلس من الجن لكن خالد أطرق برأسه إلى الأرض قليلا و قال بصوت هادئ و هو يهز رأسه رافعا سبابته قال سبحان الله...أجاب هيدبا خير ما قلت يا خالد.. سبحان الله...تدخل ملك الجن قائلا ملكوت الله كبير يا خالد و قدرته لا تحدها حدود...قالت زيزفونة بصوتها الطفولي
أكمل خالد طعامه سعيدا بحفظ الله له في هذا المكان و سعيدا بإخوانه في الدين و إن كانوا من الجن...حين شبع خالد و تأكد من أن الجن ينتظرون منه الإذن و كما أعتاد من عادات قبيلته حمد الله ثم كرم قائلا الحمد لله .. أكرمك الله يا ملك الجن و أكرمكم الله جميعا...أجابوه جميعا بالهناء و عافية...
حملت كل مجموعة من الجن الصحن الخاص بها و الذي امتلأ عظاما جرداء ليس فيها مزغة لحم...انطلقوا خارج المجلس.. سمع خالد لهم جلبة خاڤتة و لغط...تأكد حينها أن عشاءهم قد بدأ للتو...
بقي مع خالد ملك الجن هيدبا طارخ و زيزفونة...اتجه خالد إلى حيث الماء و غسل يديه...عاد إليهم ليتوجهوا سويا إلى المجلس الذي كانوا فيه قبل العشاء...
وجد خالد المجلس و قد أعيد ترتيبه بشكل مختلف...أصبحت الجلسة أكثر راحة حيث تعطي خالد أكبر قدر من الحرية في الجلوس و خاصة بعد تلك الوجبة الدسمة...
جلس خالد و دارت فناجين القهوة و الشاي على الحضور...سعادة خالد لا توصف و هو يرى نفسه في هذا العالم المختلف...و الأجمل أنه بين مخلوقات يجمعهم دين واحد...
أصبح خالد أكثر راحة و أكثر حرية...تلفت حوله فلم يجد زيزفونة...سأل خالد