قد كنت أنت المقدم عليهم و الأحق بالأمر منهم...خالد بتعجب أنا مقدم على باقي الجنقالت زيزفونة بهدوء كان لك الأفضلية حتى على طارخ...سألها خالد پانكسار هل تعنين أنك ستتزوجين طارخ ردت زيزفونة قائلةلا.. طارخ يحب راما و سيتزوجها دمت أنا من تسعى له في الموضوع...خالد من راما هذه هل هي أختك أجابت زيزفونة قائلة راما لا يذكر الجمال في عالم الجن إلا و ذكرت راما...سألها خالد متعجبا و هل هناك من هي أجمل منك قالت زيزفونة بثقة بالتأكيد لا... فبلا فخر يا خالد.. أنا أجمل فتاة في قبائل الجن وهذا ليس رأيي بل هو رأي فرسان قبائل الجن و تصنيف مجلس الجن...اكتسى وجه خالد حزنا و هو يسأل إذا ستتزوجين واحدا من الذين تقدموا لخطبتك...قالت زيزفونة باسمة كلهم يا خالد أقل من أن يذكروا إلا ضعفن... سأل خالد و هل طلبك ضعفن للزواج زيزفونة نعم .. طلبني أكثر من مرة لكنني لم أوافق.. و هذا ما جعلني أغادر حين حضر فتخيل
أنك قبلتني في حضوره ماذا تتوقع أن يحدث لقلبه سألها خالد و هل يحبك ضعفن لهذه الدرجةأومأت زيزفونة برأسها إيجابا...تابع خالد كلامه فقال لكن لماذا لم توافقي فيه عيب أليس كذلك قالت زيزفونة على العكس يا خالد.. لا عيب في ضعفن أبدا بل فيه كل الصفات التي تتمناها أيجنية في فارس أحلامها فهو واحد من أفضل الشباب و أوسمهم و من أشجع الفرسان بعد طارخ...خالد إذا لماذا لم توافقي عليه أجابت زيزفونة لأنني أعتبره مثل أخي فقد تربى ضعفن في قبيلتنا معي و مع طارخ منذ الطفولة حتى أشتدعوده وكنت أراه أخا لي لا أكثر...سألها خالد بتوجس و هل في قلبك أحد من الجن يازيزفونة...أجابته و هي تنظر إليه باسمةحتى الآن لا... قلبي خالي...قال خالد و بسرعة إذا هل تقبلين الزواج بيثم تابع موضحا كلامه لو طلبتك من الشيخ خوصان هل ستوافقين تنهدت زيزفونة قبل أن تقول لن يستقيم الأمر يا خالد...سألها خالد بحزن لماذا هل لأنني لست أبن ملك زيزفونة ليس للملك عندي أهمية خالد و قد برقت في عينيه لمحة أمل إذا سيستقيم الأمر يازيزفونة...ضحكت زيزفونة قبل أن تقول پألم و من سيسكن في عالم الآخرمن سيتخلى عن حياته ليلتحق بالآخر و هل تستطيع أن تعيش في عالمنا أجاب خالد و هل أعيش معكم في الليل ثم تختفون و تتركونني نهاراتابع خالد بتردد أرى أن الزوجة هي من تلتحق بزوجها...قالت زيزفونة وبابتسامة مکسورة لن تستطيع أن توفر لي أبسط احتياجاتي يا خالد المأكل و المشرب...خالد ماذا تعنين لم أفهم زيزفونة كيف أأكل و أشرب هل تستطيع أن توفر لي طعامي أم تريدني أن أرجع إلى قبيلتي كلما اشتهيت الطعامو هل تظن أن أبا سيقبل بذلك خالد بل سأوفر لك طعامك بالتأكيد...زيزفونة إذا لضربوا عليك حكما قاطعا پجنون أو بردة...خالد لماذا زيزفونة هل تعرف يا خالد ما هو طعامنا نحن الجن أجاب خالد بلهجة الواثقنعم العظام قالتزيزفونة العظام و أشياء أخرى فهل ستبحث عنها عند القصابين و على أطراف المقاپر لو فعلتها يا خالد لحكموا عليك انك ساحرأكملت زيزفونة كلامها بجدية قائلة و الأهم من ذلك هل تستطيع أن توفر لي ما أحتاج إليه من الزئبق الأحمرسألها خالد بتعجب أنا أعرف الزئبق لكن زئبق أحمر لم أسمع به قبلا فما هو...أجابته زيزفونة هو غير الزئبق الذي تعرفه هذه المادة مهمة في عالم الجن و مهمة جدا لملوك الجن و لمردةالشياطين على حد سواء... لا يملكها إلا قليل في عالم الجن و لا يعرف أماكن تواجدها أنس و لا جان إلا أن يجدها من حالفه الحظ وهذه المادة محور حروب طاحنة بين الجن منذ القدم يستخدمون معها كل شيء و يستعين البعض من أجلها بالسحرة و بإبليس نفسه...
همت زيزفونة بتكملة حديثها عن الزئبق الأحمرغير أنها صمتت فجأة و كأن أمرا وصلها بعدم الإفصاح أكثر...تناهى إلى سمه خالد صوت المؤذن و هو يقيم الصلاة...هم خالد بالخروج غير أن زيزفونة سدت الطريق في وجهه
الجزء العاشر والاخير
قال خالد زيزفونة ستفوتني صلاة الجماعة...أجابتهزيزفونة و هي تشير إلى اتجاه القبلة صلي هنا و هذا اتجاه مكة...سألها خالد متعجبا و هل أصلي وحدي و أضيع أجر الجماعةزيزفونة منذ متى تهتم بصلاة الجماعةأجابها باسما من اليوم فبعد أن رأيت ما رأيته في عالمكم سألازم باب مؤذن حينا...
ضحكت زيزفونة من كلام خالد وهي تقول لكنك لن تستطيع أن تصلي معناسألها خالد و لماذا هل صلاتكم مختلفةأجابته زيزفونة لا ليست مختلفة لكن أنت تعرف يا خالد أن الصلاة إقبال على الله بكل الجوارح و التجرد من كل أمور الدنيا لا رياء و لا ادعاء فكيف سنتشكل في الصلاة...خالد صدقت يا زيزفونة فبأس العبد من يرضي الناس على حساب مولاه... إذا سأصلي هنا...
بعد الصلاة تستطيع أن تنام يا خالد و إذا استيقظت لصلاة الظهر تستطيع أن تكمل نومك أو تتابع سفرك متى شئت فنحن لن نكون هنا لأننا لا نظهر بعد شروق الشمس...قال خالد بحزن هل هو الفراق يا زيزفونة ألن أراكي من جديد
أجابته زيزفونة و في وجهها مسحة حزن لا يا خالد ليس الفراق...حين ترحل تستطيع زيارتنا إذا أردت...ما عليك إلا أن تتحرى ليالي غياب القمر و تحضر إلى أطراف الوادي ليلا و نحن سنرسل أليك من يحضرك...تابعت زيزفونة كلامها و هي تقول سأعود إليك بعد أن تصلي...غادرت زيزفونة و أغلقت الباب بهدوء ليشعر خالد أن روحه قد غادرت معها...
وقف خالد باتجاه القبلة و استعد للصلاة...هم بالتكبير لكنه تذكر زيزفونة...أغلق عينيه...جمع صورتها مع كل ما يشغل باله و طرحه جانبا...
أقبل خالد على ربه بكل جوارحه و بخشوع و سکينة...همس بقوله اللهم أحسن وقوفنا بين يديك...صلى صلاته في سکينة... حين انتهى ذكر الله وشكره على نعمه...حمد الله على فضله و على حفظه له...
انتظر حضور زيزفونة بقلب حزين...تأخرت فبكى من الشوق...ألن تحضر ليودعها ألن يراها لآخر مرةاستلقى مكانه و بدأ النوم يداعب جفونه...تنبه إلى قرع على الباب... رفع رأسه بتثاقل و هو يقول تفضل...فتح الباب فدخلت زيزفونة...
رآها كما رآها أول مرة...فتاة صغيرة في الثانية و النصف أو الثالثة من عمرها... كالقمر...ترتدي جلبابا أبيض مائل إلى الحمرة...شعرها كستنائي اللون ممتد على ظهرها بشكل جديلة...تأكد خالد من شعوره بجمالها و ولوجها إلى الروح دون عناء...
كانت تمسك في يدها وسادة بالكاد تسحبها...تقدمت منه و هي تناوله الوسادة...جلس خالد على ركبتيه و حين اقتربت زيزفونة وجدها رقيقة كنسمات الصباح...أستنشقها بقوة...رائحتها عبقة ليست رائحة عطر أو طيب.. و لا رائحة العشب الأخضر...هذه المرة كانت برائحة ماء السماء... رائحة المطر...
ضمھا خالد إليه بقوى فبكى...تململت قليلا ثم ابتعدت... رأى في عينيها دمعة حائرة...قالتزيزفونة پألم لا يصح يا خالد فلا عذر لك بعد الآن...تابعت قائلة لن يعذرك أهل القبيلة و قد علمت الآن أنني لست بطفلة...سالت دمعة على خد