عن عجائب الدنيا...قال طارخ نصيحة من أخ محب لك يا خالد أجعلها في كل أموركخالدتفضل يا طارخ...قال طارخ دع عنك ما رده في كتاب الله قوله تعالى يا أيها الذين امنوا لا تسالوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكمتكلم ضعفن قائلا يا خالد كفانا حديثا عن عالم الجن...قال شرعيل نحن فتية فدعنا نتحدث في أمور تهم مرحلة الشباب...لم يعترض خالد فاندمجوا جميعا في أحاديث شيقة في عالم الأنس أبعدت عن خالد كل الهواجس...تكلموا في كل شئ تكلموا عن الحب و عن الصحة و عن الدين حتى عن كرة القدم...انضم إليهم عدد من الجن المتواجدين في المجلس مقبلين بحديثهم إلى خالد بكل حب و مودة و هو في وسط المجلس و وسط اهتمامهم...شعر خالد انه يعرفهم منذ زمن طويل
شيء واحد كان يشغل تفكير خالد لكن ما هولا أحد يعرف غير الله ثم ضوءإذا انتظروها في الجزء القادم فقد حانت لحظات الفراق و الألم
يتبع...
الحلقة التاسعة
شعر خالد انه يعرفهم منذ زمن طويلشيء واحد كان يشغل بال خالد....ظل يفكر في الأمر و يعجز عن الإفصاح عنه...ما كان يشغل بال خالد هو أن زيزفونة ليست هنا...و مع شروق الشمس سيختفون جميعا و يظل هو وحيدا دون حتى أن يودع طفولتها المشرقة...تفرع بهم الحديث و تشعب حتى نسي خالد أنه في عالم الجن و أنه بينهم...أخذوا يتبادلون النكات و التعليقات و يتناقشون و خالد في صدر المجلس يشعر باهتمامهم و تقديرهم و حبهم له...يرى خالد في وجوه الفرسان الثلاثة كل علامات الرجولة و الشهامة و الفروسية...تناهى إلى سمع خالد صوت المؤذن و هو يرفع أذان صلاة الفجر...صمتوا جميعا و هم يرددون خلف المؤذن...حين انتهى الأذان وقف الجن مودعين خالد فقد حان وقت الرحيل...قال شرعيل أسعدنا يا خالد أن نلقاك بعد أن سمعنا عنك و أتمنى أن أجلس معك أكثر لكن حان وقت الصلاة ..
وبعد الصلاة علي العودة إلى قبيلتي مع رجالي قبل شروق الشمس فنحن من جن بلاد المغرب و سنستغرق بعض
الوقت للوصول إلى ديارنا...قال خالد سعيدا أسعدني وجودك يا شرعيل.. و شرفني أن ألقاك و أتعرف بك...تقدم ضعفن من خالد و هو يقول و أنا أيضا سأغادر قبل شروق الشمس فأنا يا خالد من جن العراق و المسافة
أقرب إلى ديارنا لكن سأنهي أمورا أوصاني بها طارخ في قبيلة الجن الكافر لكن يعلم الله يا خالد إنني أحببتك...أجاب خالد أحبك الله الذي أحببتني فيهتدخل في الحديث شرعيل قائلا لقد أتينا و لك في قلوبنا تقديرا و أجلال و التقيناك فازددنا لك حبا حتى جنودي أحبوك...خالد شكرا لك يا شرعيل...تابع خالد مبتسما و هو يوجه كلامه إلى طارخ أليس معك جندا يا ضعفنرد ضعفن قائلا بلا يا خالد. لقد جئت من بلادي و معي 300 ألف فارس و مع شرحيل 100 ألف إضافة إلى 700 ألف
فارس من فرسان هذه القبيلة لذلك حين سمعت القبيلة الكافرة بعددنا استسلمت و رضخت رغم أن من أجتمع لهم من حلفائهم
يفوق عددنا لكن كان الله معنا...قال شرعيل و هو يربت على كتف خالد سنصلي الفجر و نغادر...تكلم طارخ قائلا باسمي و اسم قبيلتنا أشكركما ياشرعيل و ضعفن على حضوركما و باسم كل قبائل الجن المسلمة أشكرك
يا خالد على صنيعك و نثمن لك وجودك الفضل بعد الله لك...كانت فتائل للحرب لا تخمد لكن الله يسرك لتكون العزة لمن ارتضى و تثبت هزيمتهم في أصقاع المعمورة...أجاب خالد إن الشرف لي فمن يتسنى له هذا الشرف ليكون في ضيافة الجن... و أي جن ..جن ملكوا كل الشهامة و الكرم...طارخهيا يا خالد ..أدخل و توضأ...قد لا نلتقي بعد الصلاة.. فنم قرير العين و تستطيع الرحيل متى شئت...دخل خالد و توضأ...حين خرج وجد نفسه أمام مفاجأة جديدة... كان كل شيء مختلفا...مشهد غريب بحق جعل خالد يتعثر و هو يحاول العودة إلى الحمام...وجد المجلس خاويا خاليا... لا أحد فيه...لم يجد إلا شخصا واحدا يقف في إحدى أركان الغرفة و ملصقا وجهه بالجدار... لم يكن هذا الشخص سوى فتاة في ريعان الصبا
شعرها أسود طويل يتجاوز ظهرها ليصل إلى عجزها...هم خالد بالعودة إلى الحمام فلا بد أنه خرج من باب آخر و إلى مكان آخر...فالغرفة تبدوا أصغر كثيرا من المجلس الذي كان فيه...إضافة إلى أن لا أحد من الجن هنا لا طارخ و لا شرعيل و لا ضعفنلا أحد سوى هذه الفتاة الجديدة...تعثر خالد و هو يحاول العودة إلى الحمام و كاد أن يسقط على وجهه...خاطبته الفتاة قائلة على رسلك يا خالد.. ما بك توقف خالد و الټفت إليها مطرقا يرأسه إلى الأرض و قال آسف.. فلا بد أنني خرجت إلى مكان آخر...أجابته الفتاة لا تقلق يا خالد هو نفس المكان...تلعثم خالد قبل أن يسأل قائلا و هل تعرفين أسمي نعم أعرف أسمك و أنت ألا تعرف أسمي. أجاب خالد لا...أبدا...
ضحكت الفتاة قبل أن تقول هل نسيتني بهذه السرعةتابعت كلامها قائلة ما فتأت تقبلني يا خالد منذ رأيتني أول مرة...نظر خالد إلى الفتاة بطرف عينه و هو يقول هل تعنيني أنك زيزفونة أجابت الفتاة و هي تبتسم نعم يا خالدأنا زيزفونة...نظر إليها خالد فأسره ما رآه ..فتاة جميلة... بل رائعة الحسن لم ير خالد مثلها قط...ترتدي ثوبا أسود طويل بأكمام قصيرة...عيناها واسعتان...يتماوج فيهما لون أخضر ممزوج بسواد آسر...بيضاء كالقمر يوم تمامه...يظهرها ثوبها الأسود و كأنها هالة نور تنبعث من بين السحب...شعرها الطويل يتلألأ و كأنه أمواج تعكس أنوار النجوم الخاڤتة...وجهها صاف كوجه الوليد...و حمرة تنبعث من وجنتيها و كأنهما زهرتين ورديتين...نقش حناء على كفيها يصل إلى نصف الساعدين...نقش و كأنه أغصانا تشابكت لترسم للجمال صورة...نظر خالد إلى قدميها ليراهما بلون شمس الصباح و بنقش حناء يأسر اللب و يوهن الفؤاد...عاد خالد ينظر إلى وجهها من جديد ليقابل بنظرات أقل ما يقال عنها أنها تجعل اللبيب المفوه يعجز عن كل قول سوى التسبيح...و هذا ما فعله خالد إذ قال سبحان الخلاق..أردف قائلا هل أنتي زيزفونة الطفلةأجابته ضاحكة نعم يا خالد.. أنا الطفلةزيزفونة التي رفضت الزواج بها...قال خالد بسرعة أوافق أنا موافق...سأتقدم طالبا يدك من جديد...زيزفونة و هل ستعود و تخبره أنك ستتزوج من طفلة صمت خالد برهة قبل أن يقول ألهذا كان يقول والدك أنك لست بطفلةأجابته نعم و لهذا كان ينظر إليك أهل القبيلة بحنق...خالد كل تلك النظرات الغاضبة كانت حاقدة عليزيزفونة نعم .. الم تكن تقبل ابنة مليكهم الطفلة و التي لم تكن في حقيقة الأمر سوى فتاة بلغت سن الرشدخالد بتعجبيا إلهي ألهذا ڠضب طارخ زيزفونة هذا صحيح يا خالد...سأل خالد بحزن وهل يغار عليك طارخأجابته زيزفونةقائلة و لم لا... الست ابنة عمهصمت خالد قبل أن يقول و كأنه يبغي إجابة معينة لا بد أن من الجن من خطبك...قالت زيزفونة و بلا مبالاة نعم هم كثر و