الأحد 24 نوفمبر 2024

قصة قبو العفاريت

انت في الصفحة 7 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

وقام بتأمين الشريط في خزينة المصرف وكان مستعدا لإرساله الى الشرطة في حالة عاودت التفكير بقټلك يا فؤاد بعد أن يطلعني على مكان الجواهر..
كان فادي يحاول تأمين حياتك بكل الطرق يا فؤاد..
الصدمة التي أصابتني في ذلك
اليوم كانت هي بداية مشاكلي مع الجنون..
فلقد قضيت على الشخص الوحيد الذي يعلم بمكان الجواهر..
وبعد أن قمت بإتلاف الشريط.. قررت الإبقاء على حياتك يا فؤاد حتى تعتني بي في مرضي..

أفنيت بعد ذلك زهرة شبابي وأنا أبحث عن تلك الجواهر في كل الأماكن المحتملة التي يمكن ان يكون فادي قد خبئها فيها.. لكن دون فائدة..
حتى استسلمت أخيرا..
وها أنت تعيد لي الآن شريط تلك الأحداث المؤلمة ..
ثم نظرت أمي وفاء إلي وقالت 
الآن وبعد أن عرفت الحقيقة يا فؤاد.. فما أنت فاعل بي 
عندما أردت أن أنطق.. إذ فجأة رن هاتفي.. وكان المتصل صديقي جعفر..
حيث أخبرني أن مدير التحقيقات غاضب جدا لأني لم أطلعه بعد على مكان الچثث..
وقال أيضا أنهم عثروا في تسجيلات كاميرات المراقبة في بيتي.. عثروا على مقاطع تظهر فيها أمي وكأنها تخاطبني وتأمرني بأن أسلم الجواهر للحكومة..
وأنها تمنعني من الإحتفاظ بها لنفسي.. مع أني لا أظهر في تلك المقاطع..
وبناءا على تلك التسجيلات فقد أصدر مدير التحقيق أمرا بالقبض علي مع أمي..
أغلقت الهاتف وأنا أنظر الى أمي وفاء پغضب ثم قلت لها 
لماذا تريدين أن تورطيني معك ما الذي فعلته لك 
قالت هي بهدوئها المعتاد 
أنت الذي بدأت ذلك يا فؤاد عندما دخلت الى قبو العفاريت هذا..
أخبرتك أنه ما كان يجدر بك أن تفعل ذلك ..
أتريدهم أن يقبضوا على أمك بسببك يا ولد 
أردت أن أخبرها بأن حفنة الجواهر التي أمضت عمرها في النوح عليها.. كان فادي قد خبئها أصلا مع الچثث أثناء بناء الحائط..
لكنني قبل ذلك قررت أن أخيفها قليلا فقلت لها 
الشرطة هم من اتصلوا الآن.. وهم قادمون الى هنا..
سأخرج الآن لأدلهم على هذا الكوخ..
وما إن تحركت خطوة.. حتى شعرت بوخزة أبرة في عنقي..!!!!
فأخذت أترنح حتى سقطت على الحائط المهدوم..
قالت أمي 
لقد وخزتك بأبرة مسمۏمة..
أنت لن تغادر هذا المكان لتلقي بأمك في السجن..
بل ستظل هنا الى الأبد مع والديك في قبو العفاريت..
ثم قامت وفاء بدفعي داخل الفجوة حتى سقطت مع الجثتين..
تلا ذلك أن قامت بردم الفجوة بالطابوق وبعض الإسمنت حتى عاد الحائط سويا كما كان..
وهكذا تمددت أنا بلا حراك..
هناك في ذلك التجويف المظلم..
رفقة أبي وأمي..
ورفقة كيس الجواهر الذي لم تهتدي وفاء الى مكانه مطلقا..
وفي ذلك الظلام..
حيث يهيمن الهدووء..
شاهدت الرجل ذو الوجه الضبابي..
شاهدت الضباب ينقشع عن وجهه.. فإذا بي أرى وجه أبي الحقيقي مكان ذلك الضباب..
كان برفقة أمي..
إقترب مني وهمس قائلا 
ألم أحذرك من الدخول الى قبو العفاريت 
أجبته 
لم يكن تحذيرا...... بل دعوة..
فابتسم لي وضمني إليهما...
بعد عدة شهور..
كانت وفاء قد فارقت الحياة متأثرة بتفاقم حدة چنونها..
ثم وبعد عشرون عاما..
وفي إحدى الليالي الباردة..
حيث الضباب قد أخذ بالتصاعد..
وقبيل منتصف الليل..
كان ولدي فيصل يسير وحيدا في بعض أزقة المدينة..
فاقتربت أنا منه وأنا أضع يدي في جيوب معطفي..
ففزع هو مني لأن وجهي كان ضبابيا!!!!
لكنني رغم ذلك قربت وجهي منه وهمست قائلا 
ثمة مكان في المدينة يسمى قبو العفاريت.. حاول أن لا تدخل إليه.....
النهاية......

انت في الصفحة 7 من 7 صفحات