قصة قبو العفاريت
انت في الصفحة 1 من 7 صفحات
كان الوقت يقترب من منتصف الليل....
وكانت الشوارع خالية إلا من بعض المارة والضباب قد أخذ بالتصاعد حتى ملئ أزقة المدينة الموحشة
هنا شاهدت رجلا طويلا يرتدي قبعة سوداء يضع يديه في جيوب معطفه ويتجه نحوي بسرعة كان وجهه ضبابيا إعتقدت أن ذلك بسبب ضبابية الجو ..
لكنه عندما اقترب مني اكتشفت أن وجهه كان ضبابيا حقا
ثمة مكان في المدينة يسمى قبو العفاريت حاول أن لا تدخل إليه..
وبعد أن قال ذلك واصل سيره الحثيث حتى اختفى وسط الضباب تاركا إياي وسط دهشة ممزوجة پخوف من نوع غريب ذلك الخۏف الذي يصيبك بالقشعريرة كلما تذكرته
أما أنا فأعيش في وسط المدينة مع والدتي واسمها وفاء وأعتني بها كونها مصاپة بمرض عقلي نادر
فهي أحيانا تكون على أحسن ما يرام لكنها تنتكس أحيانا أخرى فتصاب بالخرف لذا نحتار نحن المحيطين بها فيختلط الأمر علينا فلا يسعنا الجزم هل أمي في حالتها الطبيعية أم لا
ومرض أمي هو سبب طلاقي فزوجتي كانت مصرة على إيداع أمي في مصحة عقلية وعدم تربية ولدنا معها بينما رفضت أنا ذلك لكن المحكمة حكمت لصالح زوجتي فتم الطلاق واستبعد ولدي مني ومن جدته
ومنذ لقائي بالرجل الغريب في منتصف تلك الليلة وأنا في حالة مختلفة تماما قد تعتقدون إنه كان مجرد حلم
تلك الحاډثة قد امتلكت هواجسي وسيطرت على كياني وجعلتني أبحث كالمچنون عن ما يسمى بي قبو العفاريت
ورغم أن الشخص الغريب قد أوضح بشكل صريح بأن لا أدخل الى ذلك الكهف غير أني كنت مستقتلا للعثور على ذلك المكان ..
لا أعرف هل هي طبيعة البشر أن يتعاظم فضولهم حول الأشياء الممنوعة عنهم بشكل خاص أم ماذا لست أدري بشأنكم لكن بالنسبة لي فإن الفضول كاد ېقتلني كي أعرف أين يقع قبو العفاريت هذا ..
ولو أراد حقا أن يمنعني من دخول القبو لما ظهر لي أصلا بتلك الطريقة وحذرني من دخول المكان ..
فهو قد استخدم معي طريقة علم النفس المعكوس
أي أنه يريد مني وبشدة أن أعثر على هذا المكان لذا طلب مني ذلك بطريقة أكثر تأثيرا وأبلغ توكيدا طريقة كل ممنوع مرغوب
واستخدمت وسائل التواصل الإجتماعي وسألت ذوي الخبرة والإختصاص بل وبحثت حتى في الصحف والمجلات القديمة والمخطوطات العتيقة التي يعلوها الغبار والمركونة في سراديب مكتبة المدينة لكن كل ذلك لم يسفر عن شيئ
لم أجد ولا معلومة واحدة تقودني الى مبتغاي
فعدت أجر أذيال الخيبة الى بيتي وارتميت على سريري
ثم جائت أمي كعادتها وهي تتكلم معي بكلمات لا معنى لها في واحدة من نوباتها التخريفية اليومية ..
وكعادتي اخترت أن أغلق ذهني عن الإنصات إليها من أجل أن أحظى بقسط من الراحة لكن وفي غمرة انهماكها بالكلام..
اتى الى سمعي كلمتان قالتهما أمي كلمتان فقط قبو العفاريا
جعلتني أقفز من سريري وأقف كالوتد الشاخص قبالة أمي وأخاطبها بالقول قبو العفاريت هل سمعتك تقولين هاتين الكلمتين
نظرت والدتي إلي مدهوشة ايضا وأجابت نعم قد قلت
رغم أني لم أكن أركز في حديث أمي لكن وبسبب تعلقي الشديد خلال الفترة الماضية بتلك الكلمتين فقد استطعت ملاحظتهما من بين عشرات الكلمات التي نطقت بها أمي والتي لم تجد لها في نفسي آذانا مصغية
نظرت والدتي إلي مدهوشة وأجابت نعم قد قلت ذلك
طلبت من أمي أن تعيد لي كلامها وأنها من أين علمت بقبو العفاريت والأهم من ذلك أين يقع ذلك المكان
أجلست أمي على