الأحد 24 نوفمبر 2024

قصة قبو العفاريت

انت في الصفحة 3 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

على أعتاب المكان الذي شغل تفكيري خلال الأسابيع الماضية وعلى وشك معرفة السر الذي يكمن خلفه..
ضړبت وجهي لفحة هواء باردة فسرت بداخلي قشعريرة الإثارة الممزوجة بالړعب الحاصل من جراء تلك المواقف
نزلت درجات سلم عتيق وأنا أحدق بما يكشفه لي شعاع المصباح بينما أبعد بيدي الأخرى شبكات العناكب التي غزت المكان فلما صرت في حجرة القبو شعرت وكأن مئات العفاريت تحدق بي وتتأهب لمهاجمتي وافتراسي حيا هنا
أحسست بمغبة وحماقة ما قمت به فلقد تملكني شعور قوي بأني قد سرت بأقدامي نحو فخ محكم 
فخ قد وضعه لي ذلك الرجل ذو الوجه الضبابي
من كان ذلك الرجل وما الذي يريده مني بالضبط 
لكن فجأة سمعت صوتا يقول إذن فقد عثرت على المكان
إلتفت فإذا هو الرجل الضبابي نفسه كان يقف كالفزاعة في زواية مظلمة..
إقترب مني بطريقة مخيفة ثم أضاف بنبرة خشنة
لقد طلبت منك عدم الدخول ألم أفعل
ثم تخطاني وسار نحو زاوية مظلمة أخرى
حاولت ان اتابعه بضوء المصباح لكن مصباحي تعطل فجأة
فڠرقت في ظلام مطبق لثانيتين فقط لكنها كانت كافية لإخافتي حتى المۏت..
فقد شعرت بأن جميع العفاريت قد تكالبت علي وحوطتني بأجسادها ثم أضاء مصباحي مجددا فتبدد هلعي
فأدركت أن مسألة العفاريت برمتها ما هي إلا تهيؤات قهرية منشأها غرابة الموقف وسطوة الظلام..
وبينما كنت أمسك بزمام نفسي المضطربة وإذا بي أكتشف أن الرجل الغريب قد اختفى تماما
سرت نحو الزاوية التي اتجه هو إليها فلم أرى أمامي سوى جدار من الطابوق بدا لي لأول وهلة بأن الرجل الضبابي قد اخترق ذلك الجدار 
لكن الذي لفت انتباهي هو أن لون الطوب هنا كان يختلف عن بقية جدران الحجرة
فأسرعت الى سيارتي وأحضرت منها معولا وسرعان ما عدت الى القبو وشرعت بهدم جدار الطوب حتى انهار جزئيا بعد بضعة ضړبات متلاحقة من معولي كاشفا عن تجويف خلفه
فما انكشفت الغبرة إلا عن رائحة خانقة..
سلطت ضوء المصباح لأكشف عما وراء الجدار وأنا أغطي أنفي بيدي الأخرى من بشاعة الرائحة فهالني أن أجد جثتين مدفونتين خلف الحائط قد عفا عليهما الزمن فكشط اللحم عنهما حتى بانت عظامهما فاړتعبت من منظرهما
إستطعت أن أخمن أن الجثتين لرجل وامرأة
وربما كانا زوجين لأن خواتم الزواج ما زالت في إصبعيهما
كما لاحظت ارتدائهما لثياب النوم فتوقعت بأنهما ربما قد اخذا على حين غرة فقتلا وهما في بيتهما ثم تم التخلص من الجثتين بدفنهما خلف هذا الجدار 
وربما كان هذا الكوخ هو مسرح الچريمة لكن ما علاقة كل هذا بي ما الذي يريده مني ذو الوجه الضبابي بالضبط 
هل يريدني أن أتعمق في حل القضية 
ألم ينهاني أصلا من الدخول الى هنا ربما لأني سأكتشف ما لا يجب كشفه على أي حال من الأحوال ..
هنا لاحظت أن چثة الرجل قد أخذت بالتحرك ففزعت من الأمر لكن سرعان ما تبين أن عدة جرذان خرجت من جوفه هي من قامت بتحريكه..
قمت بأخذ عينة شعر من كلا الجثتين ثم خرجت من الكوخ المرعب وقفلت عائدا الى وسط المدينة ..
ثم قمت بالتواصل مع صديق لي يعمل في سلك الشرطة يدعى جعفر وسلمته عينات الشعر وطلبت منه أن يتحرى في مختبراتهم عن أصحابها 
وسألته أن يبقي الأمر سرا بيننا ثم عدت الى بيتي وأنا أحاول ربط تلك الأحداث مع أبي وأمي فمن الواضح أنهما كانا يعرفان هوية أصحاب تلك الچثث
فما الذي حدث هناك في قبو العفاريت يا ترى 
بقيت تلك الأسئلة ونحوها تدور في رأسي وتقظ مضجعي طوال الليالي اللاحقة ولم أتجرأ على مواجهة أمي لأني لا أملك دليلا قويا ضدها لذا انتظرت نتائج فحوص العامل الوراثي 
وبعد عدة أيام ظهرت النتائج فطلب مني صديقي جعفر الحضور الى مركز الشرطة فذهبت هناك لكنهم اقتادوني الى مكتب مدير تحقيقات الچرائم الكبرى 
وهناك شاهدت جعفرا فسألته أنه ما الأمر 
فأخبرني أن الموضوع قد خرج من يده وأصبح في عهدة قسم الچرائم الكبرى ..
لأنه ما إن أدخل النتائج في جهاز الحاسوب ليستخرج هوية أصحاب عينات الشعر حتى انطلق إنذار خاص كانت الشرطة قد وضعته على ملفات هذين الشخصين بالذات ليحذر الشرطة من أي دخول على بياناتهم 
وبذلك فقد علموا بشأن عينات الشعر وقاموا بالتحقيق معه أنه كيف

انت في الصفحة 3 من 7 صفحات