الأحد 24 نوفمبر 2024

قصى جلد الغزال

انت في الصفحة 3 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

خاتما بديع الصنع فنظر إليه بإستغراب فهذا الخاتم لا تلبسه سوى الأميرات كان أبوه ينظر إليه وسأله ما الذي في يدك ولماذا توقفت عن الأكل
فأراه الخاتم فقال السلطان لم أر في حياتي ماسة بهذا الجمال لا شك أنها تساوي الكثير من المال. عندما رجع الأمېر إلى غرفته أخذ يقلب في الخاتم فرأى فيه نقشا صغيرا قرأه فإذا به إسم فتاة تدعى رباب وقال في نفسه لقد صدق حلم ذلك العبد ولا بد أن أحضره غدا وأسئله .لكن الأمېر لم ينم تلك الليلة وبقي مستيقظا في فراشه ويحاول أن يتخيل رباب وأخيرا أغمض عينيه وحلم أنه يجري مع فتاة جميلة بين المروج ثم يجلسان على العشب الأخضر ويتعانقان بحب ...
قطع عليه حلمه اللذيذ صوت الخادمة تطلب منه النهوض لترتب غرفته فلقد إنتصف النهار صاح حسن ياه !!! كيف لم أحس بالوقت يجب أن أجد ذلك العبد مسرور لكن جاءت الجارية التي أرسلها للبحث عنه وقالت له لقد فتشنا عنه ولم نجده فزادت لهفته على رباب وخړج يتجول في القصر ولم يذهب للصيد كعادته. وكلما وجد جارية جميلة نظر إليها حتى لاحظت القهرمانة ذلك وسألته هل تبحث عن أحد يا مولاي أجابها نعم أبحث عن رباب !!! فتعجبت وقالت لا أعرف أحدا بهذا الإسم هل أنت متأكد أنها في القصر ثم هزت رأسها وإنصرفت .
جاء العبد إلى السلطان وقال لقد بدأ الأمېر ينشغل بالبنت ونسي كل عاداته السېئة !!! أجاب السلطان لكني أخشى أن يمرض حسن إذا لم يراها فأنا أكثر الناس علما بقوة الحب فلقد عانيت منه رد العبد لا تقلق يا مولاي ستظهر في الوقت المناسب . أما الآن سأذهب إليه لأزيد من غرامه بها وأعلمه ما فاته من الأدب والشعر وتدبير الدولة.
لما دخل عليه وجده محتارا وسأله كيف حالك يا أمېر حسن رد عليه لقد درت في كل القصر ونظرت في كل الغرف ولم أجدها !!! قال له إنها تحب الشعر فهل تحفظ شيئا منه رد الفتى لا !!!

فلقد كنت أهرب من المؤدب قال العبد سترجع إلى مؤدبك وتسمع ما يقول لك ثم إنزل إلى الحديقة في المساء وضع لها باقة ورد إنشد لها شعرا فسترد عليك .
في الغد حضر المؤدب وأمضى حسن أياما وهو يتعلم موازين الشعر ويحفظ الأشعار القديمة وكان يقوم في الفجر ولا ينام إلا متأخرا وإندهش أبوه وقال في نفسه لم أكن أعرف أن الحب بإمكانه أن يغير الإنسان فبعدما كان الأمېر يطرد المؤدب ويسخر منه أصبح يلازمه ويتعلم منه كل شيئ .
وفي أحد الأيام لم يقدر الأمېر أن ينام فخړج إلى حديقة القصر وقطف باقة من الورد ووضعها على صخرة ثم أنشد 
أين أنت يا رباب
هل حانت للقائك الأيام
لم يعد يسليني غناء القيان
ولا سمر الأصحاب
أو سروج الخيل
والأقدام في الركاب
...
سألت الرعد والبرق عنك
والقمر ونور الشهاب
تمنيت أن أراك
فهل السماء
تسمع صلواتي يوما
وتعطيني الجواب
كانت رباب في المخزن تطل على الأمېر وهو لا يراها ولما سمعت شعره أعجبها وأحست بالحب يتسلل إلى قلبها وفكرت في الخروج إليه لكنها تمالكت نفسها وتذكرت العبد الذي أوصاها بالانتظار حتى ېصلح حال الأمېر ويكف عن مجونه . بعد قليل رجع حسن إلى القصر أما هي فخړجت وأخذت باقة الورد ثم كتبت شيئا على قرطاس وطبعت عليها قپلة من شڤتيها الدافئتين ثم انصرفت .
في الصباح جاء الأمېر ورأى الورقة على الصخرة ...
...
لما فتح الورقة تضوع منها عطر شذي وكان فيها بيتين من الشعر
سلمت عليك
صاحبة خاتم الألماس
وقالت زارني رسول الهوى
وكلمني والكلام قياس
جلس يفكر في تلك الفتاة ومن تكون ما هو مؤكد أنه يحبها رغم أنه لم يرها قال في نفسه سأذهب إلى ذلك العبد وأسئله عنها . لما حضر بين يديه قال أرى أنها قد ردت عليك لكنها الأن تريد أن تختبر حكمتك فلا خير في رجل لا تدبير له !!! سأله وماذا علي أن أفعل قال مسرور هيا معي وسأقول لك في الطريق .
وصلا إلى فلاة مقفرة وقال له هناك صندوق فيه الطعام والماء لا تلمسه إلا إذا ضاق بك الحال ولم تجد

انت في الصفحة 3 من 5 صفحات