بقلم محمد عبدالرحمن شحاتة
انت في الصفحة 1 من 4 صفحات
من أسبوع اتعينت جديد في المشرحة وطول ما أنا في الوردية كنت شامم ريحة المۏت حواليا چثة داخلة وچثة خارجة دا غير أدراج التلاجة مفيش فيهم درج فاضي ربنا يرحمنا جميعا لكن اللي هون عليا شوية هو عم عبد المقصود تمرجي قرب يطلع على المعاش خبرة يعني واللي أنا اتعينت عشان أكون مكانه لما يمشي كنت بستغرب هو جايب جمدان القلب ده منين يعني شغالين بالليل حوالينا چثث اللهم احفظنا يعني كلهم ماتوا في حوادث ومفيش فيهم چثة سليمة اللي مټشوهة واللي فيها طرف مقطوع لكن تقريبا كده عم عبد المقصود بقى مصاحب الچثث صديقهم يعني بيعيش ويتعايش وسطهم عادي بيعمل شاي ويشرب وكأنه قاعد على القهوة وبيجيب أكل وياكل ولما لاحظ التوتر على وشي في أول أيامي قالي جمد قلبك يا رامي أنت لسه بتقول يا هادي بكره مش هترتاح غير وسط الچثث أقولك بكره تتمنى تفتح درج من أدارج التلاجة وتمدد وسطهم شوية.
بصلي وهو بيشرب الشاي عادي ولا الدنيا على باله وقالي مش القصد يابني أنا أقصد إنهم مسالمين لا بيهشوا ولا بينشوا مش زي البشر اللي بره.
محبتش أدقق كتير في الكلام قولت في بالي أكيد دا شخص متعود على الچثث والمشرحة أكتر ما هو متعود على ولاده مثلا هستنى إيه منه يعني!
وبدأت أتأقلم مش جدعنة ولا بطولة لكن مجبر أخاك لا بطل أكيد دي شغلانتي اللي هكمل فيها وهي مصدر رزقي وأكل عيشي فمش معقول يعني هقضي أيامي هنا خوف وړعب أكيد مع الأيام هتأقلم وهييجي اليوم اللي هبقى فيه زي عم عبد المقصود ويمكن أكتر كمان.
وبعدين سألت نفسي هو أنا خاېف من إيه يمكن عشان المۏت له رهبة ومحاوطني هنا من كل اتجاه غير كده مفيش أي حاجة حصلت من اللي بنسمعها عن المشرحة يعني لا عفاريت ولا أشباح