بقلم شهد البابلي
تكملي وتعيشي حياتك اللي واقفة بالها سنتين العمر بيجري ماتمحيش خطواته بالماضي.
هو الله يسامحه كمل!
و إنت هتكملي وهتعيشي و هتتخطي!
تركتها و ذهبت لغسل وجهها ثم عادت كأن لم يحدث شيئا بإبتسامة رسمت بصعوبة تحدثت بمرح
_ سيبك إنت
أنا جايبة إيس كريم تحفة هقوم أحطه في التلاجة وجايالك.
كانت نظرات مريم مليئة بالۏجع على شقيقتها الحبيبة فأخرجت تنهيدة عميقة قائلة
الله يسامحك يا ياسين!
على قد وجعك و چرحك ليها
على قد ما أنا متأكدة إن غيابك فارق!
_ يلا يا ربوة الصلاة فاضلها عشر دقايق!
_ ثانية هحط الدبوس في الخمار وألبس النقاب وجاية.
زفرت والدتها بضيق قائلة
_ لسة هتلفي الخمار يعني فيها سنة بحالها بقولك أيه أنا نازلة و إنت حصليني.
قامت مريم برفع حاجبيها بمرح وتفوهت بمراوغة
_ وأنا هنزل مع ست الكل علشان أشوف حتة الجلابية البيضة بتاعتي اللي مستنياني تحت أقصد علشان ماينفعش أسيب أمي حبيبتي تنزل لوحدها أخاف لأحسن تتعاكس.
لكزتها والدتها في كتفها بشدة ثم تفوهت بضيق
_ اللي اختشوا ماتوا بصحيح!
بنت قليلة الحيا أنا مش عارفة إنت بنتي إزاي
اللي مصبرني عليك إنها هانت كلها شهور وتغوري مع جلابيتك البيضة الله يصبره ويكون في عونه.
_ ياسين أتدري ما الذي يربك قلبي
نظر لها بطرف عيناه قائلا
_ العيدية هتبقى كام
ابتسمت مستكملة
_ فكرة فراقك عني يا رفيق دربي
و إني أعيش يومي على وعدك لي بتحمل عيوبي
وحملها بداخل رموش عيونك وجفونك.
ابتسم وقال بسخرية
_ فلو تقولي عملتي مصېبة أيه هكون شاكر ليكي جدا!
قالت بترقب
_ بصراحة كدة الجلابية اتحرقت!
ذهب إليها مهرولا وتفوه بصياح
أعمل فيك أيه أنا..
قاطعت حديثه بقبلة لطيفة على وجنتيه وقالت
_ وفيها إيه لو بقيت مميز ولبست قميص و بنطلون وبقيت شيك ومميز في نفس الوقت
الكل هيبقى أبيض أوڤر دوز بالعباية البيضة و إنت يا بطتي الحلوة اسم الله عليك هتبقي منورة بالبنطلون والقميص.
ضړب كفا على كف ثم قال بمسايرة
_ فيها أيه فعلا
يا حلاوة وروقان البجح لما يعمل المصېبة ويحطلها فيونكة.
وأستكمل بټهديد
_أنا رايح أجهز نفسي يا ربوة ويا سوادك لو لاقيتك مش جاهزة مش كل مرة نروح أي حتة متأخرين بسببك.
_ تعليماتك أوامر يا كبير.
أفاقت من شرودها حينما وجدت هاتفها يعلن اتصال وكانت أختها هي المتصلة
فتأكدت من ربطة نقابها وقامت بأخذ هاتفها في يديها ونزلت متوجهة نحو مكان الصلاة وكانت الصلاة بدأت وانتهت!
شعرت بالتشتت فإنها لم تجد والدتها وأختها وظلت تبحث عنهما بأعينها إلي أن شهقت بصوت منخفض حينما وجدت من يناديها بصوت هادئ كلمة واحدة جعلتها تسقط في بئر مشاعرها مرة آخرى
_ ربوة!
رفعت بصرها إليه لوهلة ثم شتت نظرها لمكان آخر قائلة
_أفندم
تحدث بهدوء وعلى وجهه ابتسامة جميلة
_ كل سنة وإنت طيبة يا ربوة.
تبا لما يتصرف بتلك السلاسة!
لقد قام بهدم جميع الحدود التي قامت ببناءها طوال الفترة الماضية من هو لكي يفعل ذلك
فنظرت له بضيق شديد ثم قالت بسخرية
_ سيبك من كل سنة وإنت طيبة والجو ده لإن طعمه ماسخ بصراحة نسمة عاملة إيه دلوقتي
أجابها بإبتسامة محملة بنبرة سخرية مثلها تماما
_ الحمدلله الدكتورة كشفت عليها وحددت معاها ميعاد الولادة وموسى حكالي عنك و قال إن اسمك جميل أوي!
ابتسمت حينما تذكرت موسى و من حسن حظها أن تلك الابتسامة كانت مخفية عن عيونه