حكاية البنت جواهر_وملكة_الجان
إفعل ذلك لعل الله يرحمنا ويرزقنا بنية تكون قرة عينك فأجابها سأفعل فإن تلك الفتاة جواهر تستحق كل خير وأنا لا أفهم كيف تصبر لزوج فقير رغم ما تملكه من جمال ورقة وفي الصباح أتى بالبنائين وقال لهم الأرض التي بجوار الحمام ملكي فابنوا فيها دارا وادخلوا تلك الغرفة فيها ولم يمر شهران حتى صار لجواهر دار فيها طابقين وأعطت أحد الغرف للصبيين واستغرب صاحب الحمام حين علم أن إمرأته حامل في شهرها الثاني ولما ولدت كانت بنية جميلة مثلما كانت تشتهي ومن ذلك اليوم ضاعف الرجل أجرة الوقاد وكلما إشترى شيئا لداره أخذ للوقاد منه .
أما السلطان أبو جواهر فأحاط به المتملقون وأولهم بنتيه الكبرى والصغرى وصار يغدق على كل من يقبل يديه ويمدحه وهو لا يبالي مادام ذلك يرضي غروره .وتواصل الحال حتى أتى إليه الخازن وطلب منه أن يتوقف عن العطاء ويتقشف في معيشته ولما علم الناس بنقصان ماله بدأ يقل عدد الوافدين عليه واختفى الشعراء وحتى بنتيه الكبرى والوسطى لم يعد يراهما فشعر بالحزن فلقد تعود على إزدحام الناس أمام بابه وعلى عبارات التبجيل والتمجيد في ذلك الوقت تذكر إبنته جواهر وقال في نفسه لقد ظلمتها وماذا أفادني شكر الناس وتملقهم فما يفعلونه إلا عن نفاق للحصول على عطائي وصدق القائل يزول حب الناس لك بزوال سببه ثم أمر بعربته وذهب إلى الحمام يبحث عن غرفة الوقاد ودار فلم يجدها فلقد كان مكانها دار كبيرة تعلوها النقوش والزخارف .
ولما سأل أحد المارة عن محمد الوقاد