رواية بقلم ولاء رفعت
عشان عارف إن أنا هعارضك وهارفض اللي عملتوا في بنت أخونا اللي كلنا عارفين تربيتها وأخلاقها و عقلك وتفكيرك العقيم بدل ما يخليك تفكر تعاقب الجاني وتاخد لها حقها من اللي عمل فيها كده رايح تظلمها أكتر وتجني عليها كأنها مذنبة.
_ والله وجه اليوم يا كريم اللي تعلي فيه صوتك و واقف بكل بجاحة راس براس في وش أخوك الكبير اللي وقف جمبك و كان بيعملك إنك ابنه مش أخوه وبس.
_أنا اللي عملت نفسي أنا اللي شقيت وسفيت التراب لحد ما خلصت بنا شقتي و أتغربت في محافظة تانية عشان أقدر أتجوز وأفتح بيت من غير ما أستني إحسانك وعطفك عليا بس ده مش موضوعنا دلوقت أنا كل اللي يهمني من الليلة دي كلها بنت أخويا اللي يعلم ربنا معزتها في قلبي وكأنها بنتي اللي مخلفتهاش أنا راجع وحالف إن مش هاسيب حقها.
_ إيه ناوي ټنتقم مني
أجاب بتهكم
_ أنت و يحيي و حجازي بالنسبة لي أخوات بالاسم ليس إلا لكن بالنسبة للاڼتقام مابقاش راجل لو ماخدتش حق شمس من ال... اللي عمل فيها كده هو وعيلته.
قالت زينب والبكاء والشجن يتخللا نبرتها
_ و دول حد يقدر عليهم يا كريم
أقترب منها ووقف أمامها وبكل ثقة قائلا
في سيارة كريم تجلس زينب برفقة ابنتها في المقاعد الخلفية و محمد يجلس بجوار شقيقه الذي يقود وينظر كل حين والآخر عبر المرآه علي وجه ابنته الشاحب ونظرتها المتبلدة لا حياة في عينيها وكأنها جسد خاوي.
أراد أن يقطع هذا الصمت القاټل فقال
_ أنا علي فكرة قبل ما أجي عرضت الموضوع علي محامي صاحبي قالي ما تقلقش إحنا لو قدمنا بلاغ و رفعنا القضية فبالتأكيد هيطلبوا تقرير الطب الشرعي وبيه نثبت .
_ تسلملي يا أخويا بس أنا سابقتك قبل ما أعرف اللي حصل وكلت محامي معرفة تبع واحد صاحبي في الشغل حتي لما قابلته وشرحت له ظروفي وهياخد أتعابه بعد ما نكسب القضية.
_ وأنا مش عايزك تقلق من ناحية الفلوس اللي أنت هتطلبه تحت أمرك فيه شمس بنتي زي ما هي بنتك وحقك عليا علي اللي عملوه أخواتك أقسم لك لو كنت موجود مكنش حد فيهم أتجرأ يقربلها.
_ عارفين والله يا كريم يعلم ربنا معزتك وغلاوتك في قلوبنا مش مجرد عم بنتي بالعكس أنت غلاوتك من غلاوتها كفاية وقوفك جمب محمد لما تعبت وفضلت تلف معاه في المستشفيات بيا وترجع تقعد مع شمس وتراعيها.
ابتسم بامتنان وقال
_ ماتقوليش كده يا أم شمس إحنا أهل ولو أنا ماوقفتش مع أخويا في وقت الشدة مين اللي هيوقف معاه الغريب مثلا.
_ والله ما جت من إخواتك حتي السؤال كانوا مستخسرينوا.
أستدار محمد برأسه إليها موبخا إياها
_ ما خلاص بقي يا أم شمس وفضيها سيرة ربنا يسهلهم ويبعد عننا آذاهم.
رد كريم
_ أحسن دعاء ليهم ربنا يديلهم علي قد نيتهم وحسبي الله ونعم الوكيل.
نظرت زينب نحوه وكأنها تذكرت أمرا ما وقالت
_ ألا قولي أنت عرفت إزاي اللي حصل إحنا لولا البت رحاب اللي خسارة في أهلها أتصلت علي أخوك مكناش نعرف أي حاجة.
تنهد الأخر وأجاب
_ رشا أتصلت بيا وحكتلي علي كل حاجة بس اللي فهمته إنها عند أهلها حجازي كالعادة عشان يراضي محمود أتخانق معاها ومد أيده عليها كل ده عشان اعترضت علي اللي بيعملوه.
زفر شقيقه بضيق وقال
_ لا حول ولاقوه إلا بالله طول عمرها حقانية ما بتحبش الظلم ولا الحال المايل وبرغم كده استحملت حجازي سنين كفاية بعد ما عرفت إن تأخير الحمل من عنده كملت وصبرت معاه وياريت بيقدر ده بالعكس بيجي عليها و ممكن يبيعها في ثانية لو محمود قاله يعمل كده.
ألقت الأخرى نظرة علي ابنتها قبل أن تتحدث فوجدتها مغمضمة العينين يبدو إنها تغط في نوم عميق.
و بعد ساعة وصلوا أمام المنزل فقامت بإيقاظ ابنتها تربت عليها
_ أصحي يا حبيبتي خلاص وصلنا.
لا رد منها وضعت يدها تتحسس وجنتها لتجد حرارتها منخفضة صاحت پخوف
_ شمس يا شمس ألحقني يا محمد بنتك ما بتصحاش وجسمها متلج.
وبعد