رواية بقلم ولاء رفعت
النوم تركت حقيبتها جانبا و خلعت وشاحها ثم تمددت بجوارها ولأنها مستيقظة من قبل صلاة الفجر غلبها النعاس فأسدلت جفونها الواهنة و ذهبت إلي العالم التي تتمني أن تمكث فيه وتبتعد عن واقعها البائس.
الفصل السادس
يتأمل مياه النهر الجارية يري صورتها تطفو وهي تبتسم إليه ثم تحولت تلك الإبتسامة المشرقة إلي وجوم ووجه عابس عبرة تساقطت من ذهبتيها التي لن ينساها بتا أنتشله من لحظات تأمله صوت لم يعتد عليه بعد قائلة له
حدق إليها بامتعاض وكأنه مجبر علي جلوسه برفقتها أجاب
_عايزاني أقول إيه يعني يا مروة.
بادلته بنظرة عتاب وقالت
_أول خروجة لعريس وعروسته بعد خطوبتهم وكتب كتابهم المفروض يقولها إيه! ده أنت حتي مهنش عليك تقولي أزيك إمبارح قاعد جمبي في الكوشة ونازل عليك سهم الله واللي يجي يبارك لنا ما تردش عليه لما خليت شكلي وحش وسمعت تعليقات سخيفة.
_معلش حقك عليا أصلي مضغوط في الشغل اليومين دول وساعات بنطبق شيفتات زيادة فببقي مصدع ومش مركز خالص.
أقتربت منه ووضعت يدها علي يده قائلة بلهفة
_خلاص تعالي روح عندنا ريحلك ساعتين أو زي ما أنت عايز ولما تصحي نقضي باقي اليوم مع بعض وأعملك الأكل اللي بتحبه.
سحب يده مما جعلها تشعر بالحرج وقال
جاء النادل يحمل كأسين من عصير المانجو الطازج وطبقين يعلوهما قطعتين من الحلوي قام برص الكأسين والأطباق ثم سأله
_أي خدمات تاني يا فندم
_لاء شكرا.
بينما هي نظرت إلي طبق الحلوي بإشتهاء وقالت
_الله شكل التشيز كيك يجنن أنا بحبه أوي.
غرزت الشوكة وحملت قطعة صغيرة وأبتلعتها بإستمتاع فأردفت
كان هو شاردا في موقف مشابه تماما عندما كان يتنزه مع شمس برفقة شقيقته التي كانت تتركهم بمفردهما وتجلس علي بعد مسافة تاركة لهما الخصوصية.
مشهد سابق
يقطع أحمد قطعة بالشوكة خاصته و يمدها أمام فمها فقالت له شمس بخجل ووجنتيها شديدة الحمرة من الخجل
ضحك وقال
_واحد بيأكل حبيبته اللي هاتبقي مراته فيها إيه ما بنعملش حاجه حرام.
أومأت له وأجابت
_عارفه بس بتكسف أوي و بعدين ما بحبش الجاتوه.
سألها بنبرة رومانسية حالمة
_طيب بتحبي إيه وأنا هاجيبه لك حالا
أجابت وتنظر في الفراغ تفكر
_حاجة حلوة كدة دوقتها في مرة عند واحدة صاحبتي إسمها إيه يا شمس إسمها إيه آه أفتكرت إسمها تشيز كيك.
_طلباتك أوامر يا مولاتي.
أعتدل وقام بمناداة النادل فجاء له مسرعا
_أمرك يافندم.
سأله الآخر
_عندكم تشيز كيك
أجاب النادل
_اه يافندم عندنا كذا نوع بالفروالة أو الشيكولاتة والمانجا وبالتوت.
نظر أحمد إلي شمس وسألها
_بتحبيها بطعم إيه
إبتسمت بسعادة وأجابت
_بالمانجا.
قال أحمد للنادل
_أتنين بقي وصاية وكتر المانجا.
اومأ له النادل قائلا
_تمام يا فندم.
عودة للوقت الحالي
عاد من شروده وتذكره للموقف القديم ليجد مروة تنهض وتلملم هاتفها وحقيبتها تتمتم بكلمات غير مفهومة وهنا أنتبه إلي خطأه الفادح وهو التجاهل.
أمسك معصمها وسألها
_بتعملي إيه
جذبت يدها بحدة وأجابت
_بعمل اللي المفروض يتعمل من ساعة ما جينا وعماله أكلم فيك وأحاول أغيرلك مزاجك وبرضو متجاهلني كأني هوا قاعد قدامك.
قال لها بنبرة يستعطف سجيتها وقلبها النقي
_عشان خاطري أقعدي بس و ما تفهمنيش غلط.
صاحت في وجهه بحنق
_لاء فهماك صح يا إبن خالي وأنت فاهم وأنا فاهمة بس كنت بقول لنفسي أصبري عليه يابت يا مروة لما يفوق من الصدمة اللي هو فيها لسه مش هينساها بسهولة ده مكنش بينهم خطوبة يوم ولا أتنين ده سنين غير عشرة الجيرة اللي ما بينهم.
أفرغ تنهيدة بقوة نابعة من أعماق صدره وقال
_وفرتي عليا اللي كنت هقولهولك و زي ما قولتي كده بالظبط فعلا لسه ما نستهاش وقلبي مهوش كارت ميموري أمسح اللي أنا عايزه وقت ما أحب.
أبتسمت بتهكم وتحدق إليع بنظرة سخط قائلة
_ولما الحكاية كده ليه جيت طلبت إيدي وعارف ومتأكد إن أنا زي الهبلة هوافق وطبعا مرات خالي واثقة من كده فقالت لما أجوزه بنت عمته العبيطة اللي هاتموت عليه من زمان خليها تنسيه البنت اللي كان خاطبها.
كاد يجيب ولكن قاطعته بنبرة حادة قوية تثأر بها لكرامتها
_و لما أنت بتحبها أوي مكملتش معاها