الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية بقلم ولاء رفعت

انت في الصفحة 21 من 43 صفحات

موقع أيام نيوز


حتي رأي بنطال الصغير قد تبلل وهو يتراجع إلي الخلف يستعد للهروب وقبل أن تتحرك قدميه إلي الخارج خطوة واحدة كان في قبضة هذا الۏحش كتم أنفاس الصغير وقام بربطه في التخت ثم كمم فاهه بقطعة من القماش حتي لاتصل صرخاته إلي الجد القعيد في الردهة خارجا.
وبكل قسۏة و عدم إنسانية تناول عصا غليظة وهبط بها علي جسد الصغير بلا رحمة لم يكتف بذلك بل أمسك بالمقص والشفرة الحادة وأنهال علي رأس الصغير يقص خصلاته بعشوائية حتي أصبح رأسه حليقا ومليئة بالچروح والخدوش و برر فعلته لزوجة أخيه المتسمرة في مكانها وخشيت أن تصيح وتمنعه حتي لا يفتضح أمرها قال لها

_كده مش ها يقدر ينطق ولا يقول اللي شافه وحلقة راسه دي مش هتخليه يعتب بره باب الدار تاني.
و من تلك اللحظة تحول الصغير إلي شخص آخر قلبه مليء بالحقد والكراهية وبرغم امتناع والدته عن أفعالها الآثمة وأخذت تتوسل إليه ليسامحها وقامت بإقناعه إنها قد تابت لكن لا تعلم بإن ما رآه وحدث له علي يد عمه جعله ما هو أصبح عليه حاليا بينما عمه ترك المنزل للأبد قبل عودة أخيه وذلك بعدما أكتشف معرفة والده القعيد بعلاقته بزوجة أخيه وطلب منه بأن يرحل ويبتعد خشيت هدي من حماها وخاصة بعد أن قام بټهديدها فقررت التخلص منه بتفريغ حقنة هواء في ذراعه لم يتحملها وتوفي علي الفور ولم تدرك أن صغيرها رأي فعل آخر لها أكثر قذارة وۏحشية.
عاد من ذكرياته السوداء علي رنين هاتفه ليجد المتصل به والدته فأجاب
_ألو.
_أنت فين
_ عايزة إيه
_ عايزاك ترجع البيت وتبطل صياعه عند أصحابك.
قهقه بسخرية وقال
_ويهمك أمري أوي كده ولا ناسية اللي عملتوه فيا أنتي وعمي زمان يا هدي هانم!
_ بقي كده يا حمزة! طيب خليك عندك وأياك ترجع عشان لو شوفتك هاموتك.
رد بتهكم ليصفعها بكلماته
_زي ما مۏتي جدي
أوصدت المكالمة بدون أن تجيب فهي تعلم إنه في حالة ثمل شديدة وخشيت إنه لو عاد يتفوه بكلماته التي ستفتح عليها أبواب الچحيم.
تجلس بجوار نافذة السيارة تتابع في صمت لا تعلم قرار ذهابها هل هو من الصواب أم كان قرارا متسرعا وسيترتب عليه عواقب لا تحمد عقباها.
انتبهت علي حديث والدها وهو يقول
_يلا يا شمس يا حبيبتي وصلنا وعمك مستنينا بعربيته.
ترجلت من السيارة ليتبعها والدها فهما الآن في ميدان رمسيس وكان بانتظارهما عمها أو الحاج محمود كبير العائلة أستقبلهما بالترحاب والعناق والفرح يكسو ملامحه أخذهما بسيارته إلي منزله الذي يقع في مدينة حلوان وفي الطريق تبادل الشقيقان الحديث ما بين السؤال عن الحال والصحة كما أوضح محمد لشقيقه بأن ابنته تمت فسخة خطبتها وعلل بسبب كاذب حتي لا تحدث کاړثة و يتثنى له الوقت المناسب ويرفع القضية علي نجل السفوري لكنه منتظر استقرار حالة ابنته النفسية بدلا من أن يحدث لها انتكاسة.
وصل الجميع إلي المنزل المكون من أربعة طوابق فالطابق الأول تعود ملكيته إلي عمها الصغير كريم وهو يعمل في إحدى القري السياحية في شرم الشيخ و الدور الثاني يملكه الحاج محمود و زوجته شوقية و أولاده رحاب ومحمد وحمدي والدور الثالث يسكنه عمها يحيي وزوجته محاسن ولديهما ابنتين لمياء وفرح بينما الدور الرابع يعود لعمها حجازي وزوجته رشا لم يرزقا بالأولاد بعد.
كانت شوقية زوجة الحاج محمود في انتظارهم و بعد إلقاء السلام وتبادل المصافحة التي لم تخلو من نظراتها الفضولية علي هيئة شمس.
_إلا مالك يا شمس كده خسانة أوي وبقيتي معضمة ده حتي المفروض فرحك الأسبوع الجاي.
زجرها زوجها بنظرة ڼارية لتصمت فأجاب محمد
_المذاكرة والثانوية العامة بقي وبالنسبة للفرح محصلش نصيب الحمدلله.
شهقت بتصنع وقالت
_ليه كده كفي الله الشړ ده إحنا كنا لينا قعده مع بعض تحكي لي فيها إيه اللي حصل.
صاح بها زوجها
_حطي الفطار يا شوقية وسيبي البنت ترتاح من السفر.
_الفطار جاهز يا حاج هاحطوا عقبال ما الجماعة يغسلوا إيديهم ويغيروا هدومهم.
قالت شمس
_معلش يا طنط مش هاقدر أفطر أنا هادخل أنام شوية.
فأجاب عمها
_أتفضلي يا بنتي أدخلي ريحي لك جمب رحاب و لما تصحو أبقو أفطروا مع بعض.
ولجت شمس إلي داخل الغرفة ذات الأثاث البسيط وابنة عمها تغط في
 

20  21  22 

انت في الصفحة 21 من 43 صفحات