رواية بقلم ولاء رفعت
ليه! ولا عشان الهانم خلاص ما بقتش تنفع بعد ما علم لك عليها ابن حماد السفوري وخلاك لبانة في بوء أهل البلد.
و ما كان ينقصه تلك الكلمات التي حولته من حمل وديع إلي وحش ثائر أو يمكننا قول أصبح كالبركان الذي أنفجر لتوه تتقاذف من عينيه الحمم والجمار المشټعلة شعرت بلهيب علي وجنتها بعدما هبط علي وجهها بلطمة قوية أخرج فيها ما يكمن من غضبه وهو يصيح بها
غرت فاها وأتسعت عينيها التي كادت تخرج من محجريهما و إنها لثوان مرت حتي أدركت ما فعله بها صړخت به وهي تخلع خاتم الخطبة ثم ألقته في وجهه
_طلقني أنا بكرهك.
و في اليوم التالي قام محمد بتوديع أشقائه متعللا بعمله حيث لم يستطع التغيب عنه أكثر من ذلك وترك لهم ابنته أمانة لديهم مع كثير من التوصيات عليها إلي شقيقه محمود وزوجته.
_بجد مش مصدقة نفسي يعني كان لازم عمو محمد يجيبك بنفسه وإلا كده مكنتش شوفتك خالص ده غير طبعا إن كلها أيام وهتتجوزي و زي أصحابي مش هاشوفك غير في المناسبات وإن جوزك خلاكي تحضري.
تبدلت ملامح شمس من الإبتسامة إلي الحزن وهي تنظر إلي بنصرها في يدها اليمني فارغا من خاتم الخطبة الذي ترك أثره ولم يزول بعد ردت بتوتر
عقدت ما بين حاجبيها باستفهام ثم أقتربت منها و سألتها بترقب
_هو إيه اللي حصل
رغما عنها ذرفت عينها عبرة بلورية أنسدلت علي وجنتها جعلتها تشيح وجهها وغير قادرة علي التحدث وقفت رحاب أمامها رفعت وجهها من طرف ذقنها.
_ شمس أنا آسفة وحقك عليا لو سؤالي زعلك وخلاكي ټعيطي بس أعذريني أنا سألتك عشان عارفة اللي كان مابينك أنتي و أحمد مكنتش مجرد خطوبة ده حب عمره سنين فاكرة لما كنتي بترغي معايا بالساعات عنه و عن نظرات حبه ليكي لحد ما جه طلب إيديكي كل ده راح إزاي
_والله عال سايبيني طالع عيني في شغل الشقة وعمايل الأكل والهوانم قاعدين يتساهروا.
تأففت ابنتها وقالت
_ مش الشقة دي لسه عملاها لك أول إمبارح ومخليها لك فلة.
صاحت بها وهي تزجرها بنظرة حادة
أجابت ابنتها بسخرية
_إيه كل ده يا ماما هو العيد بكرة وإحنا ما نعرفش!
لكزتها والدتها پعنف وقالت
_ لاء يا حلوة يا أم لسانين أهل خطيبة أخوكي محمد جايين بعد بكرة وبعدين هنا كل واحد لازم يخدم نفسه أنا مش الخدامة اللي جبهالكم أبوكم.
ألتفت رحاب إلي شمس وهي ترفع أكمامها عن ساعديها قائلة
_ معلش يا شمس أستنيني أخلص اللي ورايا وجاية لك ما تنميش بقي.
صاحت شوقية بإعتراض وكأن حدثت کاړثة
_ ده مين دي اللي تستناكي وما تنمش! مش بنت زيها زيك وده بيت عمها مش حد غريب ده غير إنها مش ضيفة وقعدتها هتطول يعني زيها زينا في البيت وتروق وتكنس وتمسح وتغسل زينا ولا ما بتعمليش مع أمك كده يا شمس
أجابت الأخري وهي تزدرد لعابها بتوتر
_طبعا بساعد ماما ومن غير ما تقولي يا طنط كنت هساعد رحاب.
_طيب يلا بقي خلصوا بسرعة قبل ما عمك ما يطلع من الدكان وأكون أنا خلصت الغدا.
ذهبت شوقية فأقتربت إبنتها من شمس تربت عليها
_ حقك عليا أنا يا شمس لو كلام ماما زعلك هي شديدة وقوية بس قلبها طيب.
هزت الأخرى رأسها بابتسامة ساخرة
_واضح واضح.
و