قصة القرية المخيفة كاملة
عن ذلك المبنى ذو الأعمدة المحفور في الجبل فقادني إلى داخله وهو يشرح لي
لا أحد يعرف من الذي بنى هذا المبنى وشقه في الجبل ولا متى حدث ذلك! ولكنه موجود هنا حتى قبل وجود القرية نفسها هكذا أخبرنا الأجداد.
توقعت أن أجد المكان من الداخل متسعا فسيحا ولكنه كان محبطا للغاية عبارة عن بهو ضيق بمساحة ثلاثون مترا مربعا فقط له سقف مرتفع تنتشر به أجولة الغلال وأكوام القش وبعض الأدوات الزراعية أوضح لي العمدة عندما رأى الدهشة في عيني قائلا
بعد ذلك صحبني العمدة أيضا لمقابلة كبراء القرية وجميعهم أناس طيبون على فطرتهم رحبوا بي ترحيبا حارا ووعدوني جميعا بأن يكونوا في عوني إذا احتجت أي شئ وتلقيت منهم الكثير من دعوات الغذاء كانت أولها طبعا من العمدة شخصيا ...
جلسنا على مائدة الغذاء في بيت العمدة وبدأ أهل البيت في جلب أطايب الطعام القروي ذو الرائحة المغرية والطعم الشهي وصفها أمامنا على الطاولة قال لي العمدة
أجبته عازما على أن أحكي له عن زائرة الفجر
في الواقع لقد بدأت العمل بالفعل من الأمس ... و
قاطع كلامي طبق البامية الذي سقط أمامي على الطاولة وتناثرت منه قطع البامية وقطرات الصلصة على وجهي وثيابي صړخ العمدة موبخا تلك الفتاة التي أسقطت الطبق فنظرت لها رغم أنني كنت أغض بصري طيلة الوقت ولا أنظر لمن يضعون الطعام على المائدة المفاجأة أنها كانت هي تلك الفتاة الشابة الحسناء التي زارتني بالأمس عرفتها من عينيها العسليتين رغم أنها كانت تصك وجهها بالوشاح وعرفتها أيضا من رباط الشاش على ساعدها ... كان العمدة ما زال يواصل صراخه وقد نهض ليجلب من ينظف المكان رحلت الفتاة بسرعة بعد أن همست في أذني
عاد العمدة ومعه خادمة عجوز تحمل إناء به ماء وقطعة من الصابون ومنشفة وضعته أمامي لاغتسل وتوجهت هي لتنظيف المائدة من آثار حاډثة البامية قال العمدة معتذرا
أعذر ابنتي بدور فهي حمقاء تماما.
اغتسلت بسرعة وأنا أوضح له أن ماحدث كان أمرا عارضا ولم يضايقني البتة ثم عدنا لاستكمال الغذاء الشهي طلب مني العمدة أن أكمل ما كنت أقوله فغيرت مجرى الحديث قائلا
نهش العمدة قطعة كبيرة من فخذ البطة الذي كان يمسكه في يمينه ولاكها في نهم وهو يقول
العم شقص ... سيكون معك دربه كما تشاء.
أعادني العم شقص للوحدة الصحية وهناك رأيت الدليل على قوة وتأثير عمدة القرية فالوحدة كان قد تم طلاؤها من الخارج والداخل