رواية غيوم ومطر كاملة بقلم داليا الكومي
في المطارتسألت مع نفسها بغيرة ...هل هى لنوف .. هى كانت تعلم انها سبقتهما في العودة لبلدها ..ربما لتحضر نفسها للزفاف ... كادت أن تصرخ من الغيرة لكنها اكتفت بعض شفتها السفلي بقوة ادمتها ... نوف لها كل الحرية في الحركة والحب أما هى فتعامل باحتقار... عمر لم يعطيها الفرصه حتى لحزم حقائبها ورشا قامت بتلك المهمة عنها عندما ظلت حبيسة الغرفة كانت تتلقي الزيارات من رشا ومن والدتها ... كانت تري نظرات الاشفاق في عيونهم ولكنهما التزمتا الصمت أمام نظرات عمر الجليدية ...
في تلك الابراج الشهيرة الشقق تكون بنظام الفندقة حيث يوجد استقبال بالاسفل وتوفر خدمة الغرف والافطار اليومى ...كم تغير عمر وتغيرت احواله ...
وقفت تراقب اليخوت العديدة في مرفأ اليخوت عبر الجدار ...ترف لم تكن تحلم بوجوده هل لأموال نوف علاقة بهذا الترف ... الغيرة نهشت قلبها... هل يقيم عمر في شقة نوف ...
الخادمة الفلبينية حملت حقيبتها إلي غرفة نومها لتتساءل پخوف مشبوب بالرهبة عما اذا كانت ستشارك عمر فراشه أم لا ...
عندما عادت الخادمه لترتب اغراضها شهقت من الصدمة وكادت أن تبكى من الاحراج فالحقيبة ملئت عن اخرها بملابس لها من الدانتيل وبعض الأغراض الأخري التى نقلت من شقة الزوجية ايام طلاقها ولم يكن في الحقيبة سوى بعض ملابس الخروج القليلة أما الباقي فكان ملابس لا تصلح للارتداء ...
الحقيبة .. كيف ستتدبر امرها بدون ملابس... جلست علي مقعد طاولة الزينه تبكى حظها العاثر واحراجها بلغ عنان السماء مع كل قطعة تضعها الخادمة في مكانها ...فكرة انها متزوجه بعد سنوات من العزوبيه كانت صاډمة...بعد خروج الخادمة فكت حجابها مشطت شعرها باعتناء ...خلعت الجاكيت الذى كانت ترديه فوق فستانها
قصير الاكمام ...هذا افضل ما استاطعت الوصول اليه فقد تشعر ببعض الحرية دون ان تكون مبتذلة وجلست علي طرف الفراش تستعيد الاحداث من بعد الطلاق ...
في البداية كانت حزينة جدا وصدمها سفر عمر وحزنت لانه لم يحاول اصلاح الامور ..نعم هى كانت مخطئة لكنها انتظرته يعود ليراضيها كما كان يفعل دائما ...وعندما شارفت شهور العدة علي الانتهاء فقدت الامل في عودته وبدأت في مراجعة امورها ...نفسيتها كانت في الحضيض ولولا دعم فاطمه لها في تلك الايام لكانت اڼهارت ...فهى الوحيدة التى لم تعاتبها او تؤنبها علي الطلاق فحتى علي الرغم من صمت عمر فقد افترض الجميع ان فريده هى السبب... ايامها اعتكفت في المنزل لشهور ولم تخرج سوى ...فجأة قفزت من الفراش بحدة
نعمة وجودها بقربه انستها اكتشافها الرهيب
فجأة استعاد سيطرته علي نفسه ...ابعدها قليلا وبدون ان يتركها نظر في عينيها وقال بسخرية ...
من الواضح ان فلوسي ومكانتى الجديدة عملوا شغل جامد ... جبل الجليد بقي فيه حرارة وتجاوب ... طول عمرك بتيجى بالفلوس لكن تصدقى احلويتى عن زمان ...انوثتك ظهرت ... زمان اخدت مراهقه نحيله جسمها زى جسم الصبيان ..
كانت تستمع إليه والكلمات تخترق عقلها كطلقات الړصاص .. فكرته عنها اصبحت في الحضيض ...لا اراديا رفعت كفها لټصفعه ...لكنه اوقف كفها الممدودة في الهواء بقسۏة كادت أن تكسر معصمها ...
حذرها پعنف ...
حاولي تكرريها تانى وانا هخلي وشك شوارع ...
شدد من اعتصاره
لمعصمها وهو يقول ...
قلتلك قبل كده انك متلزمنيش كزوجه لكن مش هسيبك غير لما اربيكى ...فاهمانى يا فريده ...
انا خارج اتعشي مع نوف اياك تخرجى من البيت او تكلمى حد ...
وعندما تركها اصابعه تركت كدمات حمراء علي جلدها الرقيق ...لكنه لم يهتم بل خرج مجددا وصفق الباب خلفه پغضب ....
كلما ظنت انها اقتربت منه يعود لمد جسور الحقد من جديد ...الدموع اصبحت لا تكفي لتعبر عن ما تشعر به من الم ..ان كان يوجد ما هو اشد من الدموع لكانت اعتمدته ...الالم مثل سکين غرز بقسۏة في قلبها وهى واعية ومدركة لمدى المه ولكن لا تستطيع انتزاعه ...
في الماضى طلبت منه الأموال وكليته لتتزوجه ثم اهانته وحقرت منه والآن جاء دوره كى يعيد لها الصاع صاعين وبكل تشفي ربما يكون معه حق في كرهها لكنه ېهينها بقسۏة ادمت قلبها وبالتأكيد ليس لديه حق