الأحد 24 نوفمبر 2024

مملكة سفيد بقلم رحمة نبيل

انت في الصفحة 6 من 195 صفحات

موقع أيام نيوز

بعض الشيء وبتحذير مبطن 
لكم من الوقت تعتقد أنني سأصبر 
ابتسم العريف بسمة صغيرة هادئة ورزينة 
لحين نجد ما تريده مولاي فلا أظن أن قلة صبرك قد تعجل من ظهور ملكتنا 
ابتسم الملك بسمة جانبية يدرك أن ذلك الشيخ يعلم جيدا كيف يتحدث وبما يتحدث ومتى يتحدث لذا لن يصل معه لحل سوى أن يصمت ويقول بهدوء مشيحا بيده 
لك ما تريد لكن في النهاية عد لي بخبر يقين
هز العريف رأسه يستأذن الملك راحلا مبتسما بسمة واسعة أن قد تخلص منه يهرول صوب مكتبته قبل أن يغير الملك رأيه ويستدعيه مجددا.
دخل المكتبة بملامح واجمة جذبت انتباه تلميذه النجيب الذي اعتدل يقول ببسمة 
مرحبا أيها العريف لن تصدق ما اكتشفته للتو و...
تجاهله العريف يطيح بالبومة عن كتفه مغتاظا لتطلق البومة صوتا منزعجا تحاول التحليق بعيدا عنهم حتى يتحسن مزاج العريف 
لست مهتما بما اكتشفته يا ولد دعني وشأني لارى من أين سأحصل لذلك المدلل على عروس هل أذهب واجوب أروقة سفيد مناديا أن الملك يبحث عن الملكة المفقودة 
نظر الشاب ليده التي تحمل خارطة النجوم يقول بصوت خاڤت 
لقد علمت للتو أن موعد القمر الدموي قد اقترب وسيوافق منتصف هذا الشهر و...
قبل أن يكمل كلماته تحرك له العريف بسرعة كبيرة يلقي بالكتاب الذي كان يحمله في الهواء ويصطدم في البومة التي كانت تحاول الفرار من المكان ضاربا إياها في الجدار لتتساقط ارضا بقوة ..
ابتسم العريف يمسك باكتاف الشاب متسائلا بأعين تلتمع 
ماذا قلت مرجان هل سمعتك للتو تذكر القمر الدموي منتصف الشهر 
هز مرجان رأسه بتعجب لحماس العريف ليس وكأنه لا يعلم معلومة كتلك فهذا الرجل أمامه يحفظ جميع الكتب في هذه المكتبة عن ظهر قلب والتي لم يكن عددها بالهين أبدا .
ابتسم العريف بسمة غريبة وقد بدأت عيونه تلتمع بنظرة مريبة جعلت مرجان يعود للخلف 
إن تأكدت مما يدور بعقلي منذ أيام يا مرجان وربطته بما قلت أنت لتوك ووصلت لما يدور بخلدي من شكوك سنكون على أعتاب معجزة كبيرة يا فتى ....
أنهى حديثه يتحرك بسرعة صوب أحد رفوف المكتبة يسقط الكتب دون اهتمام بحثا عن كتاب بعينه وقد كانت الكتب تتساقط واحدة تلو الأخرى على رأس البومة المسكينة التي تحاول النهوض وتفشل كل مرة ..
واخيرا امسك العريف أحد الكتب يطالعه باهتمام هامسا 
أجمع لي جميع الخرائط في تلك المكتبة فلدينا ساعات طويلة من البحث يا مرجان....
_____________________
زفر بصوت مرتفع وقد مل إلحاح تلك الفتاة والتي قفزت له منذ الصباح تتحدث له بأمور غريبة لا يفهم منها شيئا وتبارك تصر أنه من يستطيع مساعدتها لمعرفة ما يحدث لها في الآونة الأخيرة .
يا عم متولي يعني يهون عليك تبارك اللي دايما تيجي تنفض معاك المكتبة لما ضهرها يتكسر تكون محتاجة مساعدتك وتتجاهلها !
عدل متولي من نظارته وهو ينظر لتلك الفتاة بحنق 
هو أنا اعرفك اساسا أنا أول مرة اشوفك 
اقتربت منه تبارك تراقبه أعلى الدرج الخشبي يقوم بترتيب أرفف الكتب وهو يطالعها بتهكم ورفض لوجودها في المكتبة الخاصة به في هذا الوقت الذي لا يخصصه لاستقبال القراء والمثقفين .
ايه لحقت تنسى ده أنا الإجازة اللي فاتت طلع عيني في ركن القواميس اللي هناك دي فاكر لما قولتلي أنك بتعرف تتكلم كل اللغات دي 
هبط الرجل يدفع بها باستخدام كتاب بيده 
لا مش فاكر بعدين أنا مش حابب عطلة هنا عايز اخلص ترتيب المكتبة قبل ما القراء يبدأوا يتوافدوا للمكتبة 
تشنج وجه تبارك تركض خلفه بين ممرات المكتبة تبحث بين الكتب عن ذلك الرجل ناكر الجميل 
قراء مين اللي هيتوافدوا يا عم متولي ده آخر حد دخل المكتبة دي كان رجال المقاومة ايام الاحتلال الإنجليزي عشان يعملوا اجتماع مغلق بعيد عن عيون الانجليز وعشان عارفين إن محدش بيعبر مكتبتك ويدخلها اساسا فكانت احسن مكان ليهم 
نظر لها متولي ينظف نظارته كي يبعد عنها ذرات الغبار 
أنت عرفتي منين المعلومة دي محدش يعرف كده غير أنا وأعضاء المقاومة الكرام فقط 
الله يرحمهم جميعا محدش عايش فيهم غيرك وأنت اللي قولتلي كده آخر مرة وانا بنضف المكتبة ومش بس آخر مرة ده أنا كل مرة أخطي فيها المكتبة لازم تقعدني وتحكيلي دور المكتبة في المقاومة الإنجليزية 
جلس متولي على مقعده يتنفس بصوت مرتفع وقد بدأت ترتسم بسمة واسعة على فمه يقول ممتصا شفتيه بحنين وتأثر 
المقاومة وهو أنتم تعرفوا أي حاجة عن المقاومة ده أنا في مرة كنت قاعد في المكتبة مع ابويا وانا عيل صغير وفجأة لقيت عسكري انجليزي داخل عليا و...
وقبل أن يكمل حكايتها مالت تبارك على مكتبه تقول بجدية 
وقالك فين أقرب صيدلية عشان يعالج

انت في الصفحة 6 من 195 صفحات