الأحد 24 نوفمبر 2024

مملكة سفيد بقلم رحمة نبيل

انت في الصفحة 7 من 195 صفحات

موقع أيام نيوز

جرحه وأنت عشان وطني رفضت وطردته من المكتبة ها فيه ايه تاني
أنت عرفتي منين 
ما أنت حكيت ليا برضو كل ده يا عم متولي أنت بتحكي كده لأي حد يعتب المكتبة حتى لو كان تايه داخل يسألك على مكان 
فرك متولي رأسه بجهل شديد وقال بجدية 
والله يا بنتي ما فاكر إني حكيتلك من كتر ما أنا بحكي للناس فبنسى أنا قولت لمين ومين لا 
وكانت هذه حقيقة فذلك الرجل بكامل قواه العقلية لا يعاني زهايمر أو أي أمراض تصاحب عمره الكبير كل مشاكله تتمثل أنه كثير الكلام مع أي شخص ولذلك يتناسى ماذا قال لكل واحد منهم .
ابتسمت تبارك تجلس أمامه 
ولا يهمك يا عم متولي أنا مستعدة اقعد اسمع في القصص بتاعتك ليومين قدام اقولك أنا ممكن اخلص الشغل بتاعي الاسبوع الجاي كله وكل يوم اجي اسمعك ازاي ساهمت في تحرير مصر من الاحتلال 
نظر لها متولي من خلف نظارته يحاول معرفة ما تريد مقابل تلك الخدمة الكبيرة التي ستقدمها له فهو كرجل مسن لا يريد أموالا أو صدقات من أحدهم أو غيره هو فقط يحب الرفقة ويحب الحديث مع أي شخص يحب ألا يشعر بوحدته بعدما أصبح وحيدا في حياته تلك هو وكتبه فقط .
مقابل ايه عايزة ايه وبتزني عليه من الصبح !
مش أنت بتقول أنك اتعلمت لغات كتير من قعدتك هنا 
ابتسم لها متولي بسمة واسعة وقد حانت لحظته للفخر مجددا 
اكيد أنا بتكلم سبع لغات اتعلمتهم كلهم في اقل من ٣٠ سنة و...
وقبل أن يكمل سرد قصصه المٹيرة قالت له تبارك بلهفة تبتلع ريقها 
طب أنا فيه كام كلمة سمعتهم في يوم وعايزة ...عايزة اعرف معناهم أو على الأقل لغة ايه دي 
نظر لها متولي بعدم فهم لتقول تبارك بسرعة كبيرة ما تتذكر من الكلمات في حلمها والتي على عكس كامل أحلامها كانت واضحة كأنها حقيقة .
أنا مش فاكرة اوي الترتيب بس كان فيه كلمات زي دلم.. شدة ... مش فاكرة بس هي لغة اول مرة اسمعها شبه الهندي 
صمتت ثواني تحاول عصر رأسها ودون أن تشعر نطقت الجملة كما سمعتها بالضبط وكأنها لغتها الأم اخذت تكرر الجملة مرات عديدة وكأنها لا تصدق أنها تفعل .
و متولي يرهف السمع لها محاولا معرفة ما تريد إيصاله له من خلال تلك الالغاز التي تنطق بها الفتاة ونظراته تعلوها البلاهة ليقول بعدما انتهت من الحديث 
أنت عايزة ايه بالظبط 
عايزة اعرف معنى الكلام ده او لغة ايه ما تشوفهم مش انت قاموس متحرك 
لا لا معرفش اللغة دي مش من السبعة بتوعي 
تشنج وجه تبارك پغضب 
يعني يا عم متولي درست سبع لغات وجيت على دي وعطلت مكنتش عارف تزود سنة اجتهاد كمان ودرستها بدل قعدتك هنا 
ضړب متولي مكتبه بعصبية شديدة 
أنت بتزعقي ليه هي دي لغة اساسا أنا أول مرة اسمع الكلمات دي بعدين مش يمكن تكوني سمعتي غلط !
تراجعت تبارك للخلف تخفي وجهها خلف يديها پخوف من انفجار غضبه بها وهو تنفس بصوت مرتفع ثم امسك هاتفه يقول بجدية 
أنا متأكد إن دي مش لغة اساسا بس عامة اصبري نشوفها على جوجل 
نظرت تبارك للهاتف الخاص به في صدمة كبيرة فقد كان العم ايوب يمسك هاتف أحدث طراز انحرفت نظراتها لهاتفها الصغير الذي يستقر في جيب ثيابها بتعب شديد مرهق بعدما فتحته فقط لترى الوقت هاتف قديم الطراز ذو ازرار محيت حروفها لكثرة استعماله .
أفاقت تبارك من تلك المقارنة السريعة وهي تجد هاتف متولي يوضع أمام فمها آمرا إياها بتكرير الجملة عله يتعرف عليها وبالفعل فعلت تبارك ما يريد تردد نفس الكلمات التي ما تزال ترن في أذنها بصوت واضح أجش دافء ..
وانتظرت ثواني وهي ترى متولي يفحص الهاتف جيدا ينتظر أن يظهر نتيجة ما نطقت وبعد ثواني قال وهو يرفع عيونه لها بتعجب 
أنت عرفتي منين الكلمات دي 
نظرت له بريبة شديدة 
ليه هي معناها ايه !
رفع متولي الهاتف في وجهها لتتسع عيونها بدهشة وهي تتذكر النبرة التي نطقت بها تطابق النبرة مع المعنى ليرتجف جسدها لا تدري خوفا أم تأثرا 
__________________________
وماذا من المفترض أن يعني هذا أيها العريف 
اغلق العريف الكتاب بقوة مما تسبب بتناثر بعض ذرات الغبار التي كانت تستقر على حواف اوارقه متسببة في موجة سعال عڼيفة لمرجان حرك الاخير يده في الهواء كي يتنفس بشكل طبيعي يستمع لصوت العريف يقول 
يا فتى ألم تسمع باساطير الأسرة الحاكمة تلك الأساطير التي تناقلتها اجيال عدة ولا يعلم أحد أيهما حقيقة وأيهما تراهات بلا قيمة 
نظر له مرجان بجهل كبير 
تقصد تلك الأساطير

انت في الصفحة 7 من 195 صفحات