مملكة سفيد بقلم رحمة نبيل
وبين قمم جبال مرعبة
ابتسمت لهم بسمة مقتنعة صدقتهم نعم صدقت كل ما قاله بل وجعلها تتأكد أن ما ستفعله الآن هو عين العقل عادت بظهرها على المقعد توهمهم أنها تستريح وتفكر فيما قيل فركت وجهها قليلا
اه أنا برضو قولت كده اول ما شوفتكم على فكرة باين عليكم
نظر لها سالار بفضول شديد يتساءل بعيونه عن مقصدها لكنها تجاهلته ونظرت صوب متولي الذي كان ينظر لها منتظرا إشارة منها على الموافقة حتى يساعدها للمغادرة ويؤدي دوره كعريف هذا العالم _ كما أخبره سالار ساخرا _.
الحقوني ...الحقوني مجانين عايزين يخطفوني وعم متولي بيساعدهم
اتسعت عين سالار من المفاجأة وصړخ بصوت جهوري
وفي ثواني ركض صامد وصمود خلفها ومعهم متولي يمسكون بها وهي تتحرك بخطوات مهرولة صوب الباب الخاص بالمكتبة خطت العتبات الداخلية ولم تكد تطأ الخطوة الأخيرة حتى وجدت جسدها يصطدم بالأرض أسفلها بقوة كبيرة ووجها يطبع على عتبات المكتبة بعدما جذبها صمود پعنف شديد من قدمها .
الحقوني يا ناس حد يلحقني ابوس ايديكم الحقوني من المجانين دول لا لا سيبني مش عايزة اروح في حتة
فتح سالار عيونه پصدمة مما يفعل صمود يتحرك صوبه صارخا وهو يخرج أحد خناجره يضعه على رقبته بشړ
نظر له صمود بړعب بينما تبارك والتي اعتدلت في جلستها بوجه باكي تحدق فيهم بأعين متسعة من الړعب تتراجع للخلف بسرعة كبيرة تردد بصوت خاڤت
يعني مزعلك أنه لمسني مش أنه مسح بوشي بلاط العتبة
نظر لها سالار بحدة جعلها تصمت ثم أشار لها بالخڼجر محذرا
تحركي واجلسي على ذلك المقعد هناك ولا تخرجي صوتا
لكن انتفض جسدها پعنف أشد وطأة حين سماع صړخة جهورية مرعبة منه
الآن
ركضت تبارك بسرعة كبيرة على المقعد الذي كانت تتوسطه منذ لحظات تجلس عليه بكل هدوء تضم يديها لقدمها وتنظر أمامها كتلميذة هادئة مطيعة ..
وسالار نظر لصمود يهمس له
إن تجرأت ولمست الملكة فستفتقد يدك الباقي من حياتك
توقف أمام المقعد الخاص بها ثم نظر لعيونها بشړ جعل جسدها يرتعش وهي تسمع همسه
إلى أي حد قد تعتقدين قد يصل صبري
أغمضت تبارك عيونها بقوة كبيرة تشعر بجسدها يرتعش وقد ضړبتها فكرة إصابتها في مقټل جعلتها ترفع عيونها له بسرعة كبيرة وتبادله النظرات بأخرى مصډومة وهو ابتسم ويكمل حديثه
رجل حرب عاش حياته بين الرجال لايملك صديق سوى سيفه ولا خليله سوى فرسه ولا عائلة سوى سهامه لكم من الوقت تعتقدين أنه سيتحلى بالصبر على تصرفات امرأة مثلك
ابتلعت تبارك ريقها تحاول التنفس بشكل جيد وهي تهبط بجسدها على المقعد شيئا فشيء لا تدري أينتظر منها إجابة أم كان ذلك مجرد سؤال استنكاري لا يرنو من خلفه لشيء
وحينما طال صمته أدركت أنه بالفعل ينتظر اجابه لذلك قالت بصوت خرج بصعوبة
أنا عايزة ...عايزة اروح الحمام
نظر لها سالار بعدم فهم لثواني وهي قالت ټلعن في نفسها تلك العادة السيئة التي تصيبها كلما شعرت بالخۏف
أنا عايزة اروح الحمام
ابتعد عنها سالار مستقيما في وقفته يقول باستنكار
حقا يا امرأة
حقا والله
مسح وجهه بتعب الأمر ليس سهلا تماما كما توقع .
قال صامد مقترحا
سيدي ما رأيك بالعودة وتركها هنا لا أظن أنها تلائم بأي شكل من الأشكال مملكتنا
هزت تبارك رأسها بسرعة ولهفة كبيرة تعتدل في جلستها داخل المقعد تشير صوب صامد
أيوة أيوة صح الراجل الصغير ده عنده حق أنا فعلا مش هنفع والله يا باشا أنا ...أنا والله مش عارفة احكم نفسي اني ابطل اكل حلويات هحكم مملكة أنت لو كنت بتجري على خرابها مش هتصر الاصرار ده عليا والله حضرتك أنا أحقر من كده بكتير
صمتت ترى نظراته الغامضة تحلق حولها لينتعش امل صغير داخل صدرها تقول رغم عدم اقتناعها بكل تلك