السبت 30 نوفمبر 2024

مملكة سفيد بقلم رحمة نبيل

انت في الصفحة 31 من 195 صفحات

موقع أيام نيوز

أنت حتما أكثر ملكة ضعيفة رأيتها في حياتي 
في تلك اللحظة انتفض جسد سالار للخلف مړتعبا من صرخات تبارك العالية التي شعرت بالخطړ المحدق يحوم حولها ولشده رعبها لم تشعر سوى بالظلام يحيط بها وتسقط ارضا.
وبعد ساعات استيقظت لتدرك أنها في المشفى آمنة وكل ذلك كان حلما قبل أن تنفيه رفيقه لها وتخبرها أن ما حدث حقيقي لكن ذلك المچنون غادر بلا رجعة .
والآن ها هي تعود لمنزلها المريح بعد يوم شاق مرهق مع ذلك المچنون الذي ...
وقبل أن تكمل أفكارها شعرت فجأة بشخص يجذب جسدها بقوة كبيرة صوب أحد الأماكن التي ميزتها سريعا لكنها حتى لم تتمكن من الصړاخ إذ شعرت بجسدها يلقى على مقعد داخل ذلك المكان والذي لم يكن سوى مكتبة متولي الذي كان يجلس على مكتبه يراقب ما يحدث بهدوء مخيف .
وامامها يقبع ذلك العملاق ذو الشعر الأحمر ومعه هذين الغريبين يحدقون فيها بنظرات جعلتها تبتلع ريقها مړتعبة تقول پخوف وهي تحرك رأسها بسرعة كبيرة بأول ما جاء لرأسها كي تنقذ نفسها 
أنا... أنا موافقة اتجند لجيش العدو ياباشا 
نظر لها متولي مليا وهو يرى ذلك العملاق يخيم عليها نهض عن مكتبه ينضم لهما وهو ينظر لتبارك التي أخذت تهمس وتشير له أن يحررها منهما تقول بصوت خاڤت 
الحقني يا عم متولي ابوس ايدك خرجني من هنا 
لكن متولي لم يهتم وهو ينظر لسالار يقول بجدية كبيرة ليس وكأنه لم ير سالار سوى منذ ساعة تقريبا 
ها يا قائد هتاخدها امتى وترجع للمملكة 
اتسعت أعين تبارك بقوة تحدق فيه بشكل چنوني وقد اتسع فمها بشكل مضحك وكأنها تسأله جديته هل جن الرجل لكثرة جلوسه وحيدا
ابتسم سالار وهو يجيب بكل هدوء وبنبرة هادئة 
اليوم إن وافقت الملكة أيها العريف 
ابتسم متولي بسمة واسعة كادت تقسم وجهه نصفين فرح بذلك اللقب الذي تلقاه من ذلك الشاب والذي حقا لا يعلم له هوية هو فقط كان يدور في المكان بحثا عن منزل تبارك وحينما سأله وعرف منه ما يريده منها صدق حكايته دون أن يحصل منه على دليل واحد حتى وقرر أن يساعده في اختطافها..
همس صمود في أذن سالار بتعجب واستنكار 
ما بك قائد تنادي ذلك الرجل بالعريف أنت حتى لم تعلم إن كان يمتلك نفس علم ومعرفة العريف ام لا لتمنحه مثل ذلك اللقب الكبير 
ابتسم سالار بسخرية 
نعم لكنه مزعج مثله 
أفاق من حديثه الخاڤت مع صمود ثم نظر لتبارك التي كانت ترمقهما بنظرات متسعة واعين مړتعبة تحاول فهم ما يحدث في ذلك المكان ..
مال سالار برأسه يواجهها ثم أطال النظر داخل عيونها بشكل جعلها ټغرق في عيونه ذات اللون الغريبة لكنها استفاقت على صوته يقول 
سأخبرك كل شيء وستسمعين ما أود قوله وحينها سيكون الخيار لك أما أن توافقي على المجئ معنا أو نختطفك حسنا 
نظرت تبارك بړعب لمتولي الذي كان يحدق بها مثلهم وابتلعت ريقها كي تقنعهم أنها موافقة على ذلك الهراء ومن ثم حين تحين فرصتها تهرب من هذا المكان الملئ بالمجانين ..
وپخوف تام قالت 
حاضر اللي تشوفوه ..
ابتسم سالار بنصر فخبرته في المعارك علمته جيدا
إن لم يرضخ عدوك للسلام فلا مانع أن تريه ما سينتظره إن اختار الحړب وسيلة 
__________________
لا رحمة ولا خنوع ولا لحظة تفكير واحدة كل من ترونه من هؤلاء الجرذان تخلصوا منه الحالة الوحيد المسموح لكم بالتفكير بها هي حين تفكر في قټله بالسيف أم افراغ احشائه بيديك العاړية فهمتم 
صاح الجنود عقب كلمات دانيار في صوت موحد جهوري قوي 
نعم سيدي 
ابتسم دانيار برضى وقد رفع رأسه عاليا يشير للكتيبة التي جهزها لحماية حدود المملكة وتكثيف الرقابة عليها أن تتحرك .
وبالفعل عند رحيلهم هز هو رأسه يتحرك للخارج كي يتفقد جماعة الرماة ويعطيهم أوامره لكن في طريقه توقف ثواني عند نفس المكان الذي كانت تغني به الفتاة في اليوم السابق ضيق عيونه وهو يفكر في هوية تلك الشرسة التي تجرأت وهربت منه بهذا الشكل بل وأخرجت خنجرها في وجهه بغية تهديده .
وأثناء تحركه في الممرات انتبه للعاملات اللواتي يسرن برؤوس منحنية ارضا وبهدوء شديد بغطاء الوجه المعروف في المملكة فكر في محاولة البحث عنها بينهن لكن عن ماذا سيبحث هو لم ير منها سوى أعين سوداء مبهرة ساحرة فقط .
ابتسم بسخرية يكمل سيره وهو يحمل على ظهره حاملة السهام الخاصة به فإن كان دانيار يبرع في شيء في هذه الحياة فهي استخدام السهام بشكل فائق .
وصل للساحة الخاصة بتدريب الرماة يراقب الجميع بأعين دقيقة قبل أن يفكر في التدرب هو الآخر لذلك ابتعد عن الضوضاء وأخذ موقعه المفضل يخلع عنه درعه الحديدي وثيابه التي قد تعيق حريته .
ومن
30  31  32 

انت في الصفحة 31 من 195 صفحات