مملكة سفيد بقلم رحمة نبيل
ذلك الحساء غريب اللون أو كسرة الخبز المتحجرة التي كادت ټحطم أسنانها.
اقتربت من إحدى النساء اللواتي كن ينظفن المكان بعد رحيل من به صوب مخاضعهم
يا دادة أنا مشبعتش أنا لسه جعانة عايزة أكل
نظرت لها السيدة والتي كان وجهها مسودا حزينا مغتما لا تدري تبارك لكنها شعرت في تلك اللحظة أن المرأة على وشك الانفجار في البكاء لكنها بدلا من ذلك اڼفجرت صاړخة في وجهها
ختمت جملتها تحمل الوعاء الصدأ الذي تعصر به قطعة القماشة التي تمسحها بها الأرضيات ترحل من أمام تبارك التي سقطت دموعها بحزن شديد تنظر حولها تضم الصحن لصدرها وقد سقطت دموعها بۏجع
بس أنا لسه جعانة أنا ما اخدتش اكل كتير زيهم
ولا أخدت حنان ولا اهتمام زيهم ويا عالم هيجي دوري أخدهم ولا لا .
_______________________
يسير بين طرقات القصر بعدما انتهى للتو من جلسة حكم على بعض السارقين في المملكة والتي قضت أن تقطع أيديهم جزاء على فعلتهم كانت ملامح إيفان شرسة قوية لا تتهاون ولا ينحني لريح لا ينحني سوى لخالقه .
تتبع الصوت متعجبا تلك اللهجة الغريبة عن أبناء مملكته لا يتذكر أنه وافق على عمل مغترب عن مملكته داخل قصره .
انشودة كانت تصدح قديما داخل قرى الممالك وقت الحړب لتوديع الجنود ارتفع حاجبي إيفان لا يستطيع تبين ملامح تلك المرأة بسبب الظلام وذلك الوشاح الذي تخفي به ملامحها كانت تتحرك بقوة حركات مليئة بالشموخ وحولها يتطاير ثوبها الفضفاض .
لدينا محاربة أسفل سقف القصر مثير للاهتمام
ويبدو أن الأمر لم يكن مثيرا لاهتمام إيفان والذي تجاهله بسرعة وعاد لجناحه بل كان مثيرا كذلك لذلك الذي يقف في جزء من الحديقة يتناول بعض الفاكهة يراقب تلك الفتاة بأعين فضولية ...
يا امرأة اعدتي لي ذكريات الحړب قديما
تناول قضمة مما يحمل وهو يشير لها
من اين تعلمتي هذا
ولولا الظلام حوله لابصر دانيار اشتعال عيون الفتاة التي أخرجت خنجرا من ثوبها بسرعة مهولة تهجم عليه بغية ضړب ظهره في الجدار خلفه ومحاصرته لتهديده لكن ما حدث أنها وبمجرد أن هجمت عليه شعرت كما لو أنها اصطدمت في جبل راسخ جعلها تطلق تأوها وهي تعود للخلف مصډومة كيف لم يتراجع تحت وطأة دفعتها وجسدها
ودانيار انتبه لحركتها تلك ليقول بإدراك
مهلا هل يجب علي العودة للخلف !
نظرت له الفتاة بجهل ودون شعور هزت رأسها هذا ما كان من المفترض أن يحدث عليه أن يعود صوب ذلك العمود الخرساني بسبب دفعتها ..
ابتلع دانيار ما يأكل واعطاها باقي الثمرة يقول بجدية
حسنا امسكي هذا لأجلي
وفعلت الفتاة ببساطة وهو بمجرد أن أمسكت منه الثمرة حتى ألقى بجسده في قوة كبيرة على العمود خلفه وكأن دفعتها هي ما فعلت يقول بنبرة خائڤة مصطنعة
ارجوك الرحمة ماذا فعلت لك أنا أنا كنت اشجعك أقسم
اتسعت أعين الفتاة لا تفقه شيئا مما يحدث هل هو مچنون
ابتسم لها دانيار يميل برأسه قليلا وهو يرى الانزعاج يظهر على حركات جسدها نعم هذا هو أثره المعروف على جميع من يتعامل معهم الأنزعاج ..
وفي غمرة شرودها اندفع دانيار بعيدا عن العمود الخرساني بقوة شديد يخرج خنجر مسنن يدفع جسدها بقوة مخيفة صوب العمود خلفها يقول بهسيس مرعب وكأنه ليس من كان يمزح معها منذ ثواني
من أنت يا هذه تلك اللهجة التي كنت ترددنيها ليست تابعة لمملكتنا من ارسلك هنا ولأي هدف !
نظرت الفتاة لعيونه دون