الجمعة 29 نوفمبر 2024

مملكة سفيد بقلم رحمة نبيل

انت في الصفحة 20 من 195 صفحات

موقع أيام نيوز

ذلك الحساء غريب اللون أو كسرة الخبز المتحجرة التي كادت ټحطم أسنانها.
اقتربت من إحدى النساء اللواتي كن ينظفن المكان بعد رحيل من به صوب مخاضعهم 
يا دادة أنا مشبعتش أنا لسه جعانة عايزة أكل
نظرت لها السيدة والتي كان وجهها مسودا حزينا مغتما لا تدري تبارك لكنها شعرت في تلك اللحظة أن المرأة على وشك الانفجار في البكاء لكنها بدلا من ذلك اڼفجرت صاړخة في وجهها 
وهو أنا يعني خدامة ابوك روحي شوفي غيري يحطلك أكل مش فاهمة انا مفيش غيري اللي كله عمال يطلب مني طلبات 
ختمت جملتها تحمل الوعاء الصدأ الذي تعصر به قطعة القماشة التي تمسحها بها الأرضيات ترحل من أمام تبارك التي سقطت دموعها بحزن شديد تنظر حولها تضم الصحن لصدرها وقد سقطت دموعها بۏجع 
بس أنا لسه جعانة أنا ما اخدتش اكل كتير زيهم 
أفاقت تبارك من ذكرياتها تتنهد بصوت مرتفع وهي تحدق في السقف فوقها 
ولا أخدت حنان ولا اهتمام زيهم ويا عالم هيجي دوري أخدهم ولا لا . 
_______________________
يسير بين طرقات القصر بعدما انتهى للتو من جلسة حكم على بعض السارقين في المملكة والتي قضت أن تقطع أيديهم جزاء على فعلتهم كانت ملامح إيفان شرسة قوية لا تتهاون ولا ينحني لريح لا ينحني سوى لخالقه .
كان كما يصفه البعض قوي ومتجبر كذلك الأمر تنهد بتعب يخطو لممر جناحه لكن فجأة توقف بسبب سماعه لصوت أنثوي يغني في الممرات ضيق بين حاجبيه متعجبا من تلك التي تغني داخل قصره وفي هذا الوقت .
تتبع الصوت متعجبا تلك اللهجة الغريبة عن أبناء مملكته لا يتذكر أنه وافق على عمل مغترب عن مملكته داخل قصره .
انتهى به المطاف أمام نافذة كبيرة تقع في نهاية ممر داخل القصر نظر من النافذة ليرى فتاة أو امرأة لا يعلم تقف داخل حديقة القصر وهي تتحرك حركات غريبة وتغني بصوت قوي وتصفق بيديها في الهواء وتلك الانشودة التي تغنيها هو يعلمها جيدا نفسها انشودة النصر التي قام بعض القدماء بتألفيها بلغتهم الأم..
انشودة كانت تصدح قديما داخل قرى الممالك وقت الحړب لتوديع الجنود ارتفع حاجبي إيفان لا يستطيع تبين ملامح تلك المرأة بسبب الظلام وذلك الوشاح الذي تخفي به ملامحها كانت تتحرك بقوة حركات مليئة بالشموخ وحولها يتطاير ثوبها الفضفاض .
ورغم أنه لم يكن من مشجعي الغناء داخل جدران قصره وخاصة من النساء إلا أن تلك الانشودة وذلك الصوت وتلك الحركات منعوه عن إطلاق صيحة يوقفها ابتسم بسمة صغيرة يتجاهلها مكملا طريقة لجناحه يردد بصوت خاڤت 
لدينا محاربة أسفل سقف القصر مثير للاهتمام 
ويبدو أن الأمر لم يكن مثيرا لاهتمام إيفان والذي تجاهله بسرعة وعاد لجناحه بل كان مثيرا كذلك لذلك الذي يقف في جزء من الحديقة يتناول بعض الفاكهة يراقب تلك الفتاة بأعين فضولية ...
وحينما انتهت الفتاة من الغناء والتصفيق توقفت تتنفس پعنف شديد ليعلو صوت تصفيق حاد في المكان جعلها تستدير بسرعة كبيرة مړتعبة للخلف ترى جسد رجولي يتحرك صوبها يقول ببرود شديد وبسمة واسعة 
يا امرأة اعدتي لي ذكريات الحړب قديما
تناول قضمة مما يحمل وهو يشير لها 
من اين تعلمتي هذا 
ولولا الظلام حوله لابصر دانيار اشتعال عيون الفتاة التي أخرجت خنجرا من ثوبها بسرعة مهولة تهجم عليه بغية ضړب ظهره في الجدار خلفه ومحاصرته لتهديده لكن ما حدث أنها وبمجرد أن هجمت عليه شعرت كما لو أنها اصطدمت في جبل راسخ جعلها تطلق تأوها وهي تعود للخلف مصډومة كيف لم يتراجع تحت وطأة دفعتها وجسدها 
ودانيار انتبه لحركتها تلك ليقول بإدراك 
مهلا هل يجب علي العودة للخلف !
نظرت له الفتاة بجهل ودون شعور هزت رأسها هذا ما كان من المفترض أن يحدث عليه أن يعود صوب ذلك العمود الخرساني بسبب دفعتها ..
ابتلع دانيار ما يأكل واعطاها باقي الثمرة يقول بجدية 
حسنا امسكي هذا لأجلي
وفعلت الفتاة ببساطة وهو بمجرد أن أمسكت منه الثمرة حتى ألقى بجسده في قوة كبيرة على العمود خلفه وكأن دفعتها هي ما فعلت يقول بنبرة خائڤة مصطنعة 
ارجوك الرحمة ماذا فعلت لك أنا أنا كنت اشجعك أقسم
اتسعت أعين الفتاة لا تفقه شيئا مما يحدث هل هو مچنون 
ابتسم لها دانيار يميل برأسه قليلا وهو يرى الانزعاج يظهر على حركات جسدها نعم هذا هو أثره المعروف على جميع من يتعامل معهم الأنزعاج ..
وفي غمرة شرودها اندفع دانيار بعيدا عن العمود الخرساني بقوة شديد يخرج خنجر مسنن يدفع جسدها بقوة مخيفة صوب العمود خلفها يقول بهسيس مرعب وكأنه ليس من كان يمزح معها منذ ثواني 
من أنت يا هذه تلك اللهجة التي كنت ترددنيها ليست تابعة لمملكتنا من ارسلك هنا ولأي هدف ! 
نظرت الفتاة لعيونه دون
19  20  21 

انت في الصفحة 20 من 195 صفحات