مملكة سفيد بقلم رحمة نبيل
رد ولولا أنه استمع لغنائها منذ لحظات لاعتقدها بكماء أطالت النظر لعيونه الزرقاء والتي كانت تلتمع أسفل اضواء المصابيح في المكان تبتلع ريقها بصعوبة بسبب ضغطه لجسدها على العمود خلفها .
وهو شرد في عيونها السوداء المميزة التي تظهر من خلف لثامها بها نظرات تجبر وقوة وكأنها تتحداه أن يفعل ما يريد .
في تلك اللحظة وقبل أن تقول كلمة واحدة سمع الإثنان صوت أحد الجنود يقول بصوت مرتفع
نظر دانيار خلفه صوب الجندي لتستغل الفتاة ذلك دافعة إياه للخلف تركض بسرعة كبيرة بعيدا عنه سرعة أكبر من أن يستوعبها دانيار الذي اتسعت عيونه يقول بسخرية
تلك اللصة سړقت فاكهتي ورحلت ..
بينما اللصة ركضت بين الممرات بسرعة كبيرة تنحرف في ممر ثم الآخر حتى توقفت أمام الغرفة التي تتشاركها مع رفيقتها تحركت للداخل ببطء شديد تزيح اللثام عن وجهها لتظهر ملامحها واضحة نظرت لنفسها في مرآة جانبية تتنفس بصوت مرتفع وقبل أن تتنهد براحة سمعت صوتا خلفها يقول
استدارت زمرة بسرعة كبيرة تبصر وجه رفيقتها التي اقتربت منها تقول بجدية
بحثت عنك في المكان بأكمله أين رحلتي
تنفست زمرد تقول بصوت خاڤت
اششش اخفضي صوتك كهرمان وحاولي ألا تتحدثي كثيرا يبدو أن الجميع هنا يستطيعون تمييز لهجتنا عن خاصتهم
هزت لها كهرمان رأسها تتذكر صباح اليوم حينما كانت تسير مع رئيسة العاملات وابصرت مواجهة بين الملك وأحد الجنود لتتحدث معبرة عن انبهارها بالملك لتنظر لها فتاة بتعجب الآن أدركت أن نظراتها كانت لأجل لهجتها .
صمتت زمرد ولم تتحدث بكلمة وقد أبت أن تخبرها أنها فعلت وقد أنتبه لها أحدهم وذلك الاحدهم كاد ينحر رأسها...
______________________
بعد عدة أيام ...
زفر بحنق يتحرك بين طرقات تلك البلدة الغريبة لا يفهم ما يحدث حوله اصوات ضوضاء هي كل ما يستطيع التمييز..
بالله ما هذه الفوضى التي يعيش بها هؤلاء البشر ما كل هذه السيارات التي تملء الطرق إن كان الجميع لديه سيارات من إذن يسير على قدميه
أنت يا أعمى ياللي واقف في نص الطريق هسفلتك والله ايه مش شايف الإشارة يا متخلف
استدار سالار بسرعة كالړصاصة صوب المتحدث وقد اشتعلت عيونه بقوة يردد بريبة شديد
هل سبني ذلك الرجل للتو أم أنني اسئت الفهم
أجابه أحد مرشديه قصير القامة منهم والذي كان يسمى صامد يقول بنبرة خفيضة وهو يخشى ڠضب القائد سالار
امتلئ صدر سالار بالڠضب الشديد يتحرك صوب ذلك الرجل واقدامه ټضرب الأرض أسفله بشكل مخيف يرتدي بنطال قماشي عادي وسترة من نفس النوع أكثر ثياب عادية يمتلكها كي يندمج بينهم حسب أوامر العريف لكن يبدو أن كل محاولاته تلك بائت بالفشل توقف أمام السيارة ينظر للسائق يقول من تحت أنفاسه هادرا
هل سمعتك تسبني للتو
نظر السائق حوله بعدم فهم
أنت بتتكلم كده ليه يا جدع أنت ! ما تكلمني زي ما بكلمك
قاطعته سيدة من الخلف إذ كان ذلك السائق مالك لسيارة أجرة يقل في الخلف سيدة مع اولادها الصغار فتدخلت السيدة تتحدث ببسمة
ده شكله اجنبي يا اسطا مش شايف ملامحه الأجانب بيتعلموا فصحى مش لهجات
كان سالار يستمع لكل ذلك لكنه لم يهتم وهو يشير للسائق بتحذير وصوت جامد هادئ لا يريد أن يخيف أحد خاصة وأن ملامحه كانت تفي بذلك الغرض دون حديث
تعلم أن تحفظ لسانك ولا تسب غيرك أو تتجاوز حدودك مع أحد فأنت لا تعلم مع من قد تتورط
أطلق السائق صوتا حانقا من حنجرته وهو يوقف محرك السيارة يهبط منها كي يقف أمام سالار والذي كان يفوقه طولا بالكثير لكن الرجل لم يهتم وهو ينظر في عيون سالار بتحدي
أنت بتقول ايه يا عسل هو أنت يعني عشان سايح هنخاف منك
أخرج الاطفال رؤوسهم من السيارة بحماس شديد وقد بدأ الطفل يقول بلهفة
ده ضخم زي ثور اللي الفيلم
استدار سالار صوب الصغير يرمقه بشړ وقد استاء أن الصبي يشبهه بالثور ولم يكد يتحدث كلمة واحدة وجد صوت بعض السيارات يعلو بسبب تعطيل الطريق .
زفر السائق يلوح بيديه في الهواء
طيب خلصنا وأنت يا عم دي