الجمعة 29 نوفمبر 2024

مملكة سفيد بقلم رحمة نبيل

انت في الصفحة 19 من 195 صفحات

موقع أيام نيوز

النداء قبل ما الحارة باللي فيها تولع
النداء اللي هلبيه ده هلبيه بأني...
تركت جملتها معلقة ليس لجهلها بباقيتها فهو أعاد على مسامعها كل شيء مرات عديدة لكنها فقط تود التأكد مرة أخرى أنها لم تخطأ السمع وهو سارع كي يكمل تلك الجملة لها 
أنك ترمي نفسك في النيل 
صمت ثم أضاف بعدما تذكر 
من نزلة ابو العلا اللي في التحرير كده تتشيكي وتلبسي فستان ابيض بلياقة دهبي وحزام دهبي وتروحي ترمي نفسك 
والطرحة دهبي برضو ولا على ذوقك 
لا دي براحتك يعني عادي 
هزت تبارك رأسها تبدي اقتناعا زائفا تتحرك من مقعدها للخلف ببطء شديد وحرص ومتولي يراقبها بعدم فهم وهي تبتسم له بسمة صغيرة غبية 
هروح اكوي الفستان وأجهز نفسي واول ما أقرر إني ارمي نفسي هديك رنة تمام 
كان متولي يتابعها وهي تتحرك صوب باب المكتب الخاصة به وبمجرد أن لمست أقدامها عتبات المكان حتى هرولت للخارج بسرعة وكأن الاشباح تطاردها كانت تبارك تركض بأقصى ما تملك تنظر خلفها بړعب وما اوقف هرولتها سوى جسد ضخم صلب اعترض طريقها .
توقفت بړعب تعود للخلف وهي تتنفس بصوت مرتفع 
أنا بعتذر مكنتش ....هو أنت هو مفيش حد في البلد دي بخبط فيه غيرك !!
رمقها الطبيب الذي يعمل معها بتعجب لكنه تجاوز ذلك التعجب متسائلا حول ملامحها المړتعبة 
هو فيه ايه حد بيجري وراك ولا ايه 
نظر خلفها يبحث عن ذلك الذي يركض خلفها لكنها سارعت للقول من بين انفاسها 
لا ...لا مفيش أنا ...أنا بس كنت بعمل رياضة مسائية 
نظر لها بشك لكنه لم يعلق حول الأمر يبتسم لها ويمد يده ببعض الازهار التي أحضرها لأجلها 
اتفضلي دي جبتها عشانك 
نظرت تبارك للازهار بأعين متسعة وبعدم فهم 
عشاني أنا 
أومأ يؤكد لها صدق ما سمعته يأكل المسافة بينهما ضاربا بكل شيء عرض الحائط لا يهتم بأي شيء يحيطه أو أنه يقف الآن وسط حارة ملغمة بأعين النساء وألسنة بحدة السيوف يراقبون ما يحدث باهتمام شديد ينقصهم فقط بعض الأوراق وقلم لتسجيل ما يحدث والنقاش به في اليوم التالي .
أيوة عشانك يا تبارك أنا اساسا كنت جاي عشانك كنت عايز اتكلم مع أهلك و اتقدم ليك عشان نتعرف على بعض بشكل مناسب 
اتسعت أعين تبارك بقوة تشعر أن الأرض بدأت تدور أسفلها من تلك الكلمات لكن فجأة ضړب جرس انذار داخل عقلها حينما انتبهت لكلمة اهلك التي توسطت جملته بكل خبث تخرجها من تلك الحالة التي ألقاها بها الطبيب .
ابتلعت ريقها تنظر لوجهه تقول بتردد وكأنها تريد أن تبعده عنها 
دكتور علي الحقيقة أنا معنديش أهل 
ضيق علي ما بين حاجبيه بعدم فهم مبتسما بسمة صغيرة 
يعني ايه معندكيش أهل يتيمة قصدك أنا كمان والدي مټوفي على فكرة بس مش ب 
قاطعته تبارك فجأة وهي تقول بجدية 
لا معنديش أهل مش عارفة إذا كانوا عايشين أو ميتين أنا كنت في ملجأ 
بهت وجه علي يعود للخلف مبتلعا ريقه وقد أصابته تلك المعلومة پصدمة صدمة جعلته يفتح فمه رغبة في الحديث لكنه اغلقه ك سمكة خرجت من الماء تحاول التنفس بصعوبة .
وملامحه تلك كانت أكثر من كافية لتبارك التي ابتسمت تعيد له الورد مرة أخرى تقول بهدوء شديد 
أنا عارفة إن الموضوع ممكن يكون صدمك لكن كان لازم تعرف عامة أنا بشكرك و ..
صمتت تعض شفتيها تشعر بسخافة ما تقول لا تجد رد تقوله والأعين من حولها لا تساعد أبدا على أن تبلور حديثها في جملة مفيدة لذا قررت أن تبتسم وتودعه بكلمات مقتضبة ثم تحركت صوب منزلها تستأذن منه تتجاهل أعين النساء والهمسات التي وصلت لها .
وعلي يقف مكانه يحاول معرفة ما حدث منذ ثواني هو فقط هو فقط تفاجئ لم يستوعب ما قالته نظر صوب المنزل يشعر أنها فهمت صمته بشكل خاطئ هو لم يقصد أن يشعرها بالدونية أو ما شابه تنفس يطلق سبة حانقة وهو يتحرك صوب سيارته وقد قرر أن يتحدث معها حينما يراها في المشفى وقد شعر بظهره ېحترق بسبب النظرات التي يوجهها البعض له .
وتبارك وصلت لمنزلها ولم تحاول أن تضئ الانوار تشعر أن الظلام الآن وضع جيد لما تشعر به تنفست بصوت مرتفع تتحرك بتعب شديد صوب الأريكة تلقى نفسها عليها تتنفس بصوت مرتفع وعقلها يعود بها للخلف حيث سنوات العڈاب التي خاضتها لتصل لهذه اللحظة ..
أنا مشبتعتش يا دادة أنا مشبعتش 
كانت تتحدث وهي تدور داخل قاعة الطعام بصحنها الفارغ بعدما أنهت جميع اللقيمات به تتوسل الجميع في المكان أن يتوقفوا ويحضروا لها الطعام لكن لا أحد يهتم .
ابتلعت ريقها تشعر بطعم مر في حلقها ربما هو طعم
18  19  20 

انت في الصفحة 19 من 195 صفحات