مملكة سفيد بقلم رحمة نبيل
ستخفت قوى الكرة وسيصعب عليك إيجادها هل كل شيء واضح
هز سالار رأسه ليضيف العريف يلقي ببعض الكتب أمامه وعيونه باردة لا تهتم بشيء حوله ولا حتى لقائد الجنود الذي يكاد يحيل المكان حولهم لرماد
هذا كتاب يصف لك بعضا مما قد تقابل في الخارج حيث الملكة حينما تعبر حافة العالم ستسير حسب مخطوطة سأمنحها لك وستصل لبلدة صغيرة أين ستجد أحد رجالنا في ذلك الجانب وهو سيساعدك للذهاب حيث تشير الكرة
لن نعلم إلا عندما تخرج من هنا عامة هو سيخبرك أين ستذهب وكيف ستفعل سيساعدك كما سبق وفعل مع مستكشفي مملكتنا سابقا يمكنك أن تثق به
رمقه سالار بنظرات شديدة مخيفة بعدما مال على مقعده وقد كان صوته أشبه بفحيح حية تستعد للالتفات حول ضحيتها وخنقها قبل أن تبتلعها
أنا لا أثق بأحد
اقتحم دانيار في تلك اللحظة المكتبة يقول براحة شديدة لرؤية الجدران في مكانها المعهود
أشار سالار عليه يكمل على حديثه السابق
عدا دانيار وتميم والملك وتلك البومة التي تعلو كتفك فقط
أصدرت البومة صوتا وكأنها تفهم ما يقول ليبتسم العريف بسخرية
اوه هذا كان جارحا
لطالما كانت الحقيقة هكذا
ابتسم له العريف ينهض من مكانه يتحرك داخل المكتبة الخاصة به يتجاهل تماما وجوده بينما مرجان والذي يلتزم الصمت منذ لمح وجود سالار قرر أنه حان وقت الهروب من وجهه والذهاب لإحضار المرشدين لذلك ابتسم بسمة صغيرة وهو يستأذن راكضا خارج المكتبة تاركا دانيار يجلس أمام سالار..
وهل ترك لي إيفان خيارا
ابتلع دانيار ريقه ثم نظر حوله يميل قائلا
هل تريد مني مرافقتك
رمقه سالار بحاجب مرفوع
ومن سيقود الجيش في غيابي دانيار
اجابه دانيار بكل بساطة ودون تفكير
تميم سيفعل
أطلق سالار صوتا حانقا مغتاظا من اقتراح دانيار
تميم ! بالله عليك دانيار إن كنت تطمح لضياع تلك المملكة فلن تقترح هكذا اقتراح
أنظر نحن معه هنا في القصر ويكاد يحطمه أعلى رؤوسنا ماذا إن تركنا له زمام الأمور أنت ستبقى هنا كي تحمي المملكة من أي معتدي خارجي ومن تميم ايضا
ضحك دانيار بصوت صاخب يرى أن قائده محق فتميم والذي كان المسؤول عن الأسلحة والمدافع وتطوير كل ذلك يعد کاړثة متحركة لا ينفك يفجر معمله مرتين كل اسبوع.
لا تقلق أنا استطيع حماية نفسي وحماية مملكة بمفردي ومعي سيفي العزيز
سمع صوت العريف يقول من داخل المكتبة
لا يمكنك أخذ السيف
عض سالار شفتيه بغيظ شديد
ذلك العجوز يوما ما سأتخلص منه وألقيه بيدي في الجانب الآخر من العالم حيث المفسدين أمثاله
وصل له صوت العريف يقول بسخرية لاذعة
ختم جملته يضرب البومة بالكتاب لتطلق الأخيرة صوتا محتدا وهو تجاهل الأمر يفكر أنه حقا يتمنى الانعزال عن هذا العالم بمن فيه هم مزعجون وبشدة لا يطيق هؤلاء الأربعة الذين يمثلون تحالفا ويتمنى لو يختفون من تلك المملكة ويتركونه ينعم بحياة هادئة وسط كتبه الغالية .
تنهد سالار لا يدري ما يفعل الأمر سيستلزم منه جهدا وفيرا كي يصل وجهدا أكبر كي يقنعها بالمجئ معه حسنا الجزء الاول ليس بالصعب لكن أن يتعامل مع امرأة ويقنعها بشيء لهو المستحيل بعينه لكن ومنذ متى يأس سالار وعجز أمام شيء ما
والإجابة كانت أبدا إذن سيفعلها وينتهي منها كما يفعل دائما ويعود بأسرع وقت ممكن حيث مملكته الغالية وجيشه العزيز ..
سمع صوت انفجار آخر ليكمل داخل عقله وليلقن تميم درسا ..
________________________
كان يجلس في معمله امامه العديد من الأدوات والعديد من المواد التي يصنعها بنفسها أو يوصي عليها من العالم الخارجي فنعم هم رغم انعزالهم التام عن الحياة في الخارج حيث المفسدين إلا أنهم في بعض الأحيان يستعينون ببعض موادهم .
ابتسم يقوم بحشو كرة حديدية ببعض المواد المتفجرة ثم امسكها بين يديه يحركها للأعلى والاسفل وهناك بسمة واسعة ترتسم على فمه رفع يده في الهواء يبحث عن مكان يلقي به تلك الكرة ليجربها ليقع الاختيار في النهاية على مدخل المعمل فهو المكان الوحيد الفارغ من أدواته الثمينة .
لوح بالكرة في الهواء ودون تفكير كان يلقي بها بقوة مخيفة تسببت في أحداث صوت عالي مدوي ودخان كثيف وصاحب صوت الانفجار صوت صرخات أنثوية تصيح بهلع
النجدة ...النجدة
فتح تميم عيونه ينتظر أن ينقشع الدخان حتى ظهر من بينه امرأة طويلة الجسد بعض الشيء جميع ثيابها