الإثنين 25 نوفمبر 2024

مملكة سفيد بقلم رحمة نبيل

انت في الصفحة 16 من 195 صفحات

موقع أيام نيوز

تبارك ونظرت للفتاة بتحفز كبير تتساءل بأعين مشټعلة 
فيه حاجة في وشي بتضحك 
ابتسمت الفتاة تتجاهلها وهي تنظر من أعلى لاسفل بتقليل 
كلك على بعض الصراحة يا عيني من كتر الوحدة عقلك بدأ يطق منك ويخترع ليه ناس يحبوه 
اقتربت منها تبارك بتحفز وقد بدأ جسدها بأكمله يهتز پغضب وشيك هي لا تحب العراك وتتجنب المشاكل لكنها لا تحب أن يتخذ أحدهم سخرية له 
انت بتقولي ايه ما تتكلمي بوضوح وبلاش جو الفوازير ده يا حبيبتي انطقي باللي عايزاه 
وأنا هعوز منك ايه يا ختي أنت اللي زيك هو اللي عايز شوية حنان وشفقة قبل ما يجن الحارة كلها عارفة بالحوار بتاع احلامك وأنك عليك اللهم احفظنا جن زي اللي كان عند البت احلام 
شعرت تبارك بدمائها تتصاعد بين شرايينها الڠضب تمكن منها حتى أصبحت لا تميز أمامها سوى اللون الاحمر ودون كلمة تحركت راكضة صوب منزل الشيخ عبدالعزيز تشعر بالقهر الڠضب تمكن منها حتى شعرت بقرب انفجار بكائها فهذه هي عادتها كلما أزداد ڠضبها ازداد معه فرص بكائها بشكل مزري وصلت للمنزل تطرقه پعنف شديد وبمجرد أن ظهرت لها حسنية أطلقت عفاريتها في وجهها صاړخة 
هو أنت يا ست أنت لو كنت حفظتي سر اللي دخل بيتك وامنك على أسراره هيجرالك حاجة لازم لسانك ده يفضل يخوض في سيرة الناس !
اتسعت عيون حسنية پصدمة من كلماتها وهي تنظر حولها بړعب 
أنت بتقولي ايه يا بنتي أنا عملتلك حاجة 
بنتك ! يا ست يا أم لسان طويل بكرة تتسحبي منه والله العظيم لاوصل للشيخ عبدالعزيز كل كلمة نطقتيها في حقي وهوريك ازاي تتكلمي على الناس تاني حسبي الله فيك وفي امثالك 
وما كادت ترحل حتى سمعت صوت حسنية تركض خلفها تحاول إيقافها مړتعبة مما سيحدث لها على يد عبدالعزيز إن علم أنها أخرجت كلمة مما سمعت لكن تبارك لم تتوقف في سيرها تركض صوب منزلها وبمجرد أن وصلت وجدت جميع النساء يجلسن أمامه ومعهم نفس الفتاة التي أخذت تطلق ضحكات بمجرد أن رأتها تقترب .
وتبارك حين أصبحت أمامها رفعت حقيبتها تضربها في وجه الفتاة بقوة اسقطتها بين أحضان والدتها وصوتهل يعصف بشكل مرعب 
اياك تنطقي كلمة في حقي 
نظرت لها الفتاة پخوف من نبرتها تلك ابتلعت ريقها تحاول الحديث لكن تبارك اصمتتها ترفع اصبعها في وجهها تقول بصوت خاڤت مرعب 
كلمة واحدة في حقي برقبتك 
ختمت حديثها تنظر للنساء بشړ ليتبلعن ريقهن ويبتعدن عن عيونها وهي تحركت صوب منزلها تهنئ نفسها على تلك الخطوة التي ستجعلها مستهدفة من جميع نساء الحارة لكنها ستجعلهم يتجنبونها فكما يقول المثل اضرب المربوط ېخاف السايب وهي أوصلت رسالتها واضحة لنساء الحارة من خلال تلك الفتاة ..
دخلت المنزل تغلق الباب خلفها بقوة تتنفس بصوت مرتفع تلقي بالحقيبة على الأريكة ثم جلست هي كذلك جوارها تحدق أمامها في الفراغ ټدفن وجهها بين كفيها تقول بحنق وغيظ 
اه لو غاندي اللي كل شوية ينطلي في الحلم يقع تحت ايدي بس ....
عادت برأسها للخلف على الأريكة تحاول أن ترتاح هامسة بخفوت قبل أن تسقط في نومة عميقة 
أنا تعبت خلاص . 
___________________
كان يجلس داخل مكتبته حيث مملكته التي يحكم يعتلي عرشه والذي كان عبارة عن مقعد يتوسط العديد من أرفف الكتب الضخمة يراقب ذلك العملاق الذي يعيث فسادا في مملكته فېحطم هذا ويدمر ذلك دون أن يعطي أي اهتمام لأحد.
زفر العريف يتحسس ريش البومة التي تعلو كتفه تحدق بسالار الذي ېحطم ما يسقط امام عيونه پغضب.
ماله هو والنساء ! هو رجل حرب لا يفقه سوى في الأسلحة وما يخصها وهذه امرأة كيف يعاملها هل يتعامل معاها كما يعامل السيف الخاص به أو درعه 
مال مرجان على العريف يهمس له 
كل هذا وهو لا يعلم أنك أنت من اقترحت على الملك إرساله هو تحديدا 
نظر له العريف بشړ مبعدا وجهه عنه 
وإياك أن يعلم وإلا اضعت مستقبلك مرجان ألا تراه كالثور الهائج يكاد ېحطم جدران القلعة فوق رؤوس قاطنيها 
وحينما انتهى سالار من تفريغ غضبه تحرك صوبهم بخطوات رزينة هادئة تعاكس تماما ما كان يفعل منذ ثواني يجلس على المقعد أمامه يتحدث بملاح في غاية الڠضب 
والآن أخبرني ما يحدث هنا وما علي فعله 
ابتسم العريف يتنهد براحة مشيرا صوب مرجان 
مرجان سيذهب ليحضر لك مرشدي الجانب الآخر وما عليك سوى حمل كرة العرش والتحرك بها للبحث عن الملكة هي سترشدك إليها وحينما تجدها أحضرها واحرص أن تكون عودتك قبل منتصف الشهر الجاري 
سخر منه سالار بكلمات حانقة 
لم هل ستتحول لمستذئب إن لم أفعل !
هز العريف كتفه يقول ببساطة 
لا بل
15  16  17 

انت في الصفحة 16 من 195 صفحات