قصة كواسي بقلم نسمة مالك كاملة
خلفها ركضت حول جدتها مرددة بتوسل..
فرقعت ال١٥٠٠ اللي كنت محوشاهم و أمي عرفت و هتنزل تعمل من وداني قطايف.. خبينااااي بسررعة يا تيته بشعر حواجبك اللي طلقاهم علينا دول..
رمقتها جدتها بنظرة غاضبة مرددة پغضب..
بتتريقي على حواجبي و عايزانى اخبيكي طيب مش هخبيكي المرادي و خلي أمك تنزل تبططك زي الفطير..
اقتربت كواسي منها وقفت أمامها مرددة بتوسل..
طرقات قوية على الباب كادت أن تهدمه تليها صوت صفيه تصيح پغضب عارم يبشر بټدمير الأخضر و اليابس..
افتحي يا كواسي يا كبيرة.. أنا حفظت كل الأماكن اللي بتخبيها مني فيها و مش هتعرفي تخبيها مني المرادي و لا حد هيقدر يحوشها من أيدي..همسكك يا كواسي.. مش هسيب دماغك الجامدة يا لي مبعرفش امشي عليكي كلمة..
اخبيكي فين المرادي يابنت صفيه المفترية.. اخبيكي فين.. فين..
لمعت عينيها بفرحة و ابتسمت ابتسامة واسعة و من ثم جذبتها من يدها نحو إحدى الغرف قامت بفتحها و سحبتها خلفها لټضرب كواسي الأرض بقدميها و هي تقول..
اصبري يا بت.. أنا هخبيكي في مكان سري محدش يعرفه غيري أنا و جدك الله يرحمه..
أنهت جملتها و قامت بإزاحة مرتبة السرير قليلا و الألواح الخشبيه و ازاحت بعض الأغراض الموضوعه أسفله ليظهر باب خشبي قديم جدا لا تظهر معالمه من كثرة الغبار فوقه فتحته بصعوبة أمام أعين كواسي المنزله و نظرت لها و تحدثت بأمر..
أنزل فين يا تيته! .. أنتي هتدفنيني ولا أيه يا وليه!..
يابت دي أوضه أبو أبو حمايا الله يرحمه.. كان راجل وطني و رسام شاطر أوي.. كان بيستخبي هنا من الانجليز و بيحاربهم برسمه و ليه لوح كتير أوي في الاوضة دي ولاده مرضيوش يفرطوا فيها.. انزلي اتفرجي عليها هتعجبك أوي.. بس ده سر بينا يابت يا كواسي هأمنك عليه أوعى تقولي لمخلوق و لا حتى لابوكي ..
الله يا تيته.. ده المكان هنا ياخد العقل من جماله..
ساعدتها جدتها على الهبوط بحذر و هي تقول..
سيبي الباب مفتوح و أنا هعدل السرير و لما أمك تطلع هبقي اشيل المرتبة و اطلعك..
بس متتاخريش عليا يا تيته إلا أنا جعانة أوي..
لمحت مصباح قديم بجواره أعواد من الثقاب تهللت اسريراها حين قامت بأشعاله و وجدته مازال يعمل و بدأت تتأمل اللوحات المعلقة حولها حتى رأت لوحة وحيدة بأعلى الحائط مغطاه بالكثير من القماش و حتى الأكياس البلاستيكيةقادها فضولها نحوها و مدت يدها حاولت التقاطها إلا أن قصر قامتها لم يسعفها..
تطلعت حولها تبحث عن شيء تقف عليه محدثة نفسها..
يا ترى اشمعني اللوحة دي اللي محطوطة فوق اوي كده لوحدها و كمان مغطينها!..
وجدت مقعد متهالك فجذبته بلهفة و صعدت عليه بحرص و أخيرا وصلت للوحة لكنها لم تستطيع حملها لشدة ثقلها استجمعت كل قوتها و قامت بحملها لتصرخ بفزع حين انكسر بها المقعد و اسقطها أرضا فوقها اللوحة بالغبار الذي كان يغطيها..
يا وقعتي المهببة عليا و على الفستان الجديد اللي اتبهدل تراااب..
ظلت تسعل بقوة من رائحة الغبار المتناثر حتى هدأ و من ثم بدأت تزيل الغطاء عن اللوحة واحد تلو الأخر لتندهش حين وجدتها مرآة و العجيب إنها مازالت سليمة و لم تنكسر بعدما سقطت بها أرضا..
أزالت كواسي عنها الغبار حين رأت بعض الكلمات مكتوبة عليها بشكل دائري
و وجهها يظهر بمنتصفهم..
حاولت قرأت تلك الكلمات مرددة بعدم فهم..
أرسل....حزني..نفسي..عني.. لي..شخص.. لأمري.. يحمل..أخر يهتم.. و.. بهيئة!.. أيه معنى الكلام اللي مش مترتب ده!..
ظلت تفكر وقتا ليس بقليل و قد اعتبرت تلك الكلمات لغز و أصرت على حله..
يا ترى ده لغز و لا ايه حكاية المرايا و الكلام اللي عليها ده..
أخذت نفس عميق ونهضت من