عشق وإنتقام (لا ټجرح قلبي)
إلى غرفته ثم أغلق الباب خلفه بعدما وصل إليها حتى لا يستمع إلى همهمتها الباكية خوفا من أن تكون كلماتها المبهمة له دعاءا عليه فقربها من ربها هذا بات يؤلم قلبه يحرقه من الداخل ويشعره بأنه ما هو إلا شيطان مارد يتفنن في تعذيب بني آدم ويتعذب حينما يرى قربهم من الله ... راحت ذاكرته إلى فترة طفولته البريئة حينما كان طفل نقي لا يرهقه شيء فقط كان يبدأ يومه بذهابه مع والده إلى المسجد مع ظهور خيوط الفجر الصادق ثم يجلس بين يديه مرددا بعض آيات الذكر الحكيم التي كان يتسابق في حفظها مع رفيقه السابق عاصم ... سقطت دمعة حاړقة من عينيه وهو يتذكر تلك الليله التي توفى فيها والده والتي انقلبت حياته بعدها رأسا على عقب بعدما تولى عمه الأكبر مجاهد رعايته هو وإخوته وابنة عمه اليتيمة ملك ... فاق من شروده على تلك الملوحة التي استشعرها في حلقه نتيجة تلك الدمعات الحارقات اللاتي تسابقن في الانسياب بغزارة وكأنهن سجينات أطلق سراحهن توا بعد سنوات عچاف قضينها في تلك الزنزانة القاتمة .... رفع يديه ماحيا پعنف تلك الدمعات التي تجرأت وتحررت من خلف قضبان سجنه القوية دون استجابة منه ... ظل يمرر يديه على صفحتي وجهه عدة مرات پعنف حتى تيقن تماما من عدم وجود أثرا لها وسرعان ما أظلمت عينيه بقسۏة قائلا بتشنج وهو يضيق ما بين حاجببة برفض حاد خلاص وجت البكا ديه انتهى مبجاش ينفع غير الجسية
نهضت آلاء من على الارضية الصلبة بعدما انتهت من آداء فريضة الظهر وسنتها التابعة لها ... انحنت مرة ثانية إلى الأسفل لتلتقط تلك السجادة الصغيرة الخاصة بالصلاة والتي وجدتها صدفة في غرفة أدهم الخاصة ... رفعت يديها إلى جبينها ضاغطة عليه بقوة عدة مرات في محاولة منها للتخفيف من حدة الألم الذي يفتك بها نتيجة استيقاظها طيلة ساعات الليلة السابقة دون أن تغمض لها عين فكيف لها أن تغفى براحة وقلبها ېنزف دما على ما عاناه أثر تلك الكلمات التي ضړبته پعنف من فم ذلك المړيض قبل أن يغفو دون أن يشعر بالندم على ما اقترفه بحقها ... جلست على الأرضية مرة ثانية بعدما طوت تلك السجادة ووضعتها جانبا برفق وكأنها إحدى كنوزها الثمينة التي تخشى خدشها .... جمعت ركبتيها أمام وجهها واستندت على الارض براحتي قدمها ثم دفست رأسها بين قدميها وسمحت لدمعاتها العزيزة بالتساقط علها تشفي بعضا من أنين قلبها الذي بدأ يطفو على السطح ويزداد يوما بعد يوم ... سحبت نفسا عميقا داخل صدرها الذي ېحترق من الداخل وهي تتذكر تلك الكلمات التي وقعت على مسامعها في الليلة
معادش إلا بت الحرامي اللي هتتدلع علينا كمان
كلمات صغيرة قالها ببساطة وتهكم إلا أن وقعها على مسامعها لم يكن بتلك البساطة التي قالها بها بل أنها وقعت على قلبها كالخناجر السامة قبل أن تقع على مسامعها .... ارتفعت شهقاتها بقوة وهي تنعي حظها وتلك الظروف التي أوقعتها بين براثن هذا الذئب الذي لا يعبأ بشيئ سوى إذلالها ... تنهدت بعمق مرة ثانية وهي ترفع نظرها إلى الأعلى قائلة بصوت مهزوز وأعين دامعة يااااارب ... وكأن هذا النداء الذي تردده دائما خرج من أعماق قلبها هذه المره وجعلها تدلف في نوبة بكاء حارة أكثر من ذي قبل ... بكت من كل قلبها ... بكت وهي تشكوه لربها كشكوة طفل صغير هرع إلى والده باكيا خوفا من صياح والدته الغاضبه ... كبكاء إمرأه فاقت من نومها على خبر ۏفاة ابنها الوحيد الذي ثكلته في إحدى المعارك الطاحنة ... ظلت على حالها عدة دقائق حتى هدءت شهقاتها تماما وتوقفت عن البكاء وهي تنظر أمامها بعقل شارد وملامح واجمة وسرعان ما محت دمعاتها بطرف كم الإسدال البيتي الذي ترتديه ثم نهضت من مكانها بنظرات حازمة عازمة على أمر ما ..
كانت هذه الكلمات تدور بعقل ملك الجالسة بصحبة خالها أشرف وزوجته الحنون نادية وهما يمرحان معها ويتهامسان على صالح وحبها الكبير له وكثرة حديثها عنه قبل زواجها منه ...
فكان حالها متأرجحا قبل زواجها منه حيث كان مسكنها وعيشها الأساسي في منزل عمها والد أدهم وصالح والذي تولى رعايتها بعد ۏفاة والدها ووالدتها ولكن كانت تذهب إلى خالها عدة أيام من كل شهر تقضيها برفقته هو وزوجتة وغالبا ما كانت تتضاعف هذه الأيام إلى أسابيع عديدة فعلى أي حال لم يكن لهما أولاد سوى ابنهما طاهر والذي تزوج في مدينة مبتعدة عنهما نظرا لظروف عمله وزواجة بتلك المدينة فلم يبقى لهما أحدا سواها يحنو عليهما ويتودد إليهما سوى ملك بقلبها