عشق وإنتقام (لا ټجرح قلبي)
.
كانت آلاء مستلقية على فراشة بشرود وهي تشعر بالضيق من رائحة شعره العالقة في الوسادة ... تلك الرائحة التي باتت تكرهها وترهق قلبها وتذكرها بكل الإهانات التي تعرضت لها على يديه ... شعرت بالإختناق يجتاحها من هذه الرائحة التي تتسلل إلى أعماقها كلما دفنت وجهها في الوساده كعادتها عند نومها ... هبطت دموعها بضعف وهي تشعر بالقهر من ذاتها ومنه فحتى النوم لا تستطيع فعلة بسبب ذكرياته المشينة معها ...
أما بعد إخوتي وأخواتي فالله والله إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع وإنا على سب رسولنا وقدوتنا وإمامنا وحبيبنا وهادينا لمحزونون فوالله إن الفؤاد قد چرح وانصدع ... وإن البدن قد اقشعر وارتعد ... وإن الروح قد فجعت وتحسرت حينما نال هؤلاء الكفار المچرمون من درة تاج البشرية كلها من الرجل الأمين الطاهر النقي الذي فاضت طهارته على الخلق أجمع ... هؤلاء الأندال لم ينالوا من أحد المسلمين فحسب لم ينالوا من أحد الوزراء والروءساء والقادة المسؤولون في الدولة إنما نالوا من قائد هذه الأمة نالوا من هادينا ومعلمنا وقدوتنا وحبيببنا ... نالوا ممكن عشقتة قلوبنا وأرواحنا دون رؤية وجهة الكريم ... نالوا ممن هو رؤيتة وتقبيل يداه الشريفتان أقصى امانينا ... نالوا من الرجل الذي أقسمنا ونقسم وسنقسم دائما أننا سنفدية بأرواحنا ودماءنا وأموالنا واولادنا وامهاتنا وأباءنا ... والله لا أدري كيف تجرأوا هكذا ... كيف وصلت بهم البجاحة والوقاحة حتي ينالوا ممن هو تاجا فوق رؤسنا والله لا أعلم كيف نحن هكذا نجلس ونتعامل ونتحدث بكل هذا الهدوء ورسول الله يرسم ويساء إليه من قبل من لا قيمة له والله لا اخشى شيئا سوى حينما أسأل من ربي يوم أن ألقاكم جميعا ... اخشى حينما يقول لي ماذا فعلت دفاعا عن رسول الله وأنا لا أجب بشيء سوى إماءة وجهي خجلا من الله ورسوله ......
حمزة
قالتها منة الله وهي تبتسم بفخر فشعرت ندى بتزايد تلك الانتفاضات التي اعترتها منذ أن استمعت لصوتة وكلماتة المتأثرة بتلك الأفعال والكلمات الحقېرة التي نسبها هؤلاء الاندال إلى رسول الله ... فاقت من شرودها على صوت والدة حمزة وهي تهتف بغلظة واجفة عندك بتعملى إيه يا منه
حدجتها والدتها بقوة وسرعان ما حدجت ندى بقوة أكبر ثم توجهت إلي الخارج دون إضافة شيء فنظرت ندى إلى أثرها بحزن دفين وسرعان ما نفضت عقلها وصبت تركيزها مع تلك الكلمات التي يتفوه بها حمزة مره ثانية
البارت_الثامن
همسات باكية كلمات راجية و شهقات ذليلة وصلت إلى مسامعه من تلك الغرفة الفارغة التي عادت إليها مع ظهور خيوط الفجر الأولى دون أن تلتفت إليه ... لا يدر لم شعر بالضيق منها بعدما نهضت من الفراش في الليلة السابقة وتركته بنفور وكأنه حشرة مؤذية تخشى أن تصيبها بسوء ... ربما معاملته لها هي ما جعلتها تنفر منه وتخشاه هكذا ولكنه يرى أنها ليس لها الحق بأن تفعل معه هكذا فهو وإن بالغ في طريقته الفظة معها إلا أنها تستحق أكثر من هذا بسبب ما فعله معه والدها المحتال .... نهض من مكانه في بهو المنزل بضيق وحذر بسبب قدمه المصاپة متجها