الأحد 24 نوفمبر 2024

عشق وإنتقام (لا ټجرح قلبي)

انت في الصفحة 10 من 11 صفحات

موقع أيام نيوز


نبرته تحاول تجميع شتات عقلها وشظايا حروفها التي تتبعثر في كل مرة يتحدث بها إليها ثم هتفت إليه بثباتها المصطنع في محاولة منها لتشجيع ذاتها
هو أنت فيك حاچة 
سحب نفسا عميقا ببطء ثم عاد زافرا إياه بحرارة مجيبها بهدوء وهو يصوب نظراته إليها
مشاكل في الشغل متجلجيش مفيش حاچة 
أومأت إليه بتفهم وهي تراه يعود مستندا برأسه إلى الخلف مرة ثانية ثم هتفت بتوتر مصحوب بالخجل

طيب متزعلش نفسك وإن شاء الله ربنا هيحلها من عنديه بس أنت ادعي بس  
هز رأسه بإيجاب دون أن يردف بشيء فطالعته بترقب هاتفة إليه باقتراح
طيب ما تجوم تصلي ركعتين تدعي فيهم ربنا وتجرا قرآن مش أنت كنت بتجول في الچامع لما حد يكون حزين وجلبه مهموم يجرب من ربنا لأن محدش هينفعه غيره ... جوم صلى
أومأ إليها بإيجاب بعدما لاقت فكرتها استحسانه ثم نهض متجها إلى المرحاض كي يستعد للقاءه مع من سيفرج همه ويزيح كربته كما يحدث دائما بينما نظرت ندى إلى أثره بحزن من حالته التي تراه عليها للمرة الأولى تريد محادثته والتخفيف عنه ومعرفة ما أحل به ولكن ليست قادرة على ذلك كأي زوجين تمنت لو أن علاقتها به كانت أفضل من هذا كي تستطيع إزالة ولو جزء قليل من ضيقه الذي يقبع بين مكنونات قلبه ولكنها لا تستطيع تشعر بالضيق يجتاحها لأجله فبعدما صعدت إليه في المرة الأولى ووجدت حالته هكذا لم تستطع البقاء في الأسفل وتركه بحالته هذه دون التخفيف عنه فصعدت إليه  علها تستطيع فعل شئ لأجله كما يفعل معها دائما فاقت من شرودها على استماعها لصوت باب المرحاض وهو يفتح بهدوء ظاهرا من خلفه ذلك الذي ينزل على ذراعيه كمي قميصه الذي أثناه كي يتمكن من الوضوء علقت نظراتها به وهي تراه يتجه إلى سجادة الصلاة ويفترشها تجاه القبلة بهدوء رافعا يديه صائحا بالتكبير بصوت صافي بقيت نظراتها متعلقه به لدقائق كثيرة دون أن تمل وهي تراه يصلى أمامها بخشوع وسکينة تتمنى أن تصل إليهم في صلاتها شعرت بالحنين إليه وهي تراه أمامها هكذا لا تدري لما تحب تأمله والجلوس برفقته في الأونة الأخيرة تريد أن تراه أمام عينيها هكذا دائما حتى أنها أصابها الفتور والضيق في الصباح حينما علمت بأنه سيعود إلى عمله مرة آخرى فهي كانت تعتقد أن عمله هو إمام وخطيب في المسجد فقط ولكنها علمت من شقيقته بأن عمله الأساسي هو إداريا في أحد المصانع الكبرى يتولى شئون الرواتب والمعاشات الخاصة بالعمال بينما يعمل في المسجد بجانب وظيفته دون أجر محتسبا أجره عند الله تعالى توقفت عن تأمله على استماعها لصوته المحبب إلى قلبها وهو يطلب منها بهدوء
ممكن تچيبيلي مايه لو سمحت
أومأت إليه عدة مرات بإيجاب فهذه هي المرة الأولى التي يطلب منها شئ ثم هرولت إلى الأسفل بسرعة لكي تجلب له بعض قطرات المياه التي ربما تثلج نيران قلبه.
دلف أدهم إلى المنزل الذي تتواجد بداخله آلاء بعدما انتهى من تضميد چرح قدمه الذي أخبره الطبيب بأنه تفاقم بسبب إهماله له وعدم اهتمامه به وجد عيناه تنحدر تلقائيا تجاه تلك الغرفة التي تقبع بداخلها تلك الفتاة التي لن تخرج من حياته إلا بعدما تؤجج جميع نيرانه التي ظن أنها انطفأت ولا سبيل لاشتعالها مرة ثانية تقدم بضع خطوات إلى الأمام وهو يستند على تلك العصاة السوداء التي نصحه الطبيب باستخدامها كي لا يتحامل على چرح قدمه فيعود إلى نقطة البداية مرة ثانية وقف أمام باب غرفتها متفقدا إياها دون شعور منه وسرعان ما عقد حاجبيه باستعجاب وهو يراها متكومة على الأرض بطريقة غير طبيعية ووجهها ملتفا إلى الجهة الأخرى دلف إلى الغرفة بترقب مقتربا منها وعيناه لا تنفك عن مراقبة جسدها حتى توقف أمام وجهها لم يلبث قليلا حتى بهتت معالم وجهه واحتلت الصدمة أركانه وهو يرى شحوب وجهها وتلك الډماء القاتمة المنيثقة خارج فمها وقف مصډوما أمامها عدة ثواني في محاولة منه لاستيعاب ما يحدث معها وسرعان ما أدارك نفسه وهو ينحني عليها سريعا ويلتقطها بين ذراعيه  مهرولا بها إلى الخارج وهو يغمض عينيه بقوة من ألم قدمه الذي يتفاقم كلما خطى بها خطوة واحدة ... ظل يسير بها بمشاعر مضطربة تتأرجح بين القلق والضياع والحيرة حتى أخذها بصعوبة في سيارته متجها بها إلى أول مشفى يصل إليها
بعد دقائق قليلة كان يقف في منتصف المشفى بين المرضى والممرضين وبعض الأطباء وهو يصيح فيهم بقوة بضرورة فحص تلك القابعة بين يدية دقائق أخرى مرت عليه كالدهر وهو يقف بانتطار ذلك الطبيب الذي دلف برفقتها ولم يخرج بعد تنازل عن مبدأه وسمح لرجل يفحص أهل بيته للمرة الأولى بسبب ذلك الخۏف الذي يضرب قلبه پعنف ولا يدري لما يشعر بالاندهاش من حال نفسه فأدهم كالجبل
 

10  11 

انت في الصفحة 10 من 11 صفحات