رواية تمرد عاشق همسات مبعثرة بقلم سيلا وليد
بمنتصف قلبها
جلست بجواره ودموعها تتساقط كالشلال
ضمت يديه السليمة بين راحتيها مقبلة إياها
ثم رفعت يديها على خصلاته وشهقاتها تتزايد
كانا يقفا خلف زجاج النافذة ينظر كليهما إليها... نظر إليها بقلبا دامي من حزنه على عشق من ليس له.. كانت عيناه الصقرية تتفحصها اعتصر قلبه عندما وجدها قريبة منه تناظره بعشق وتقبل جبينه... شعر بتجمد الډماء بعروقه وأنفاسه الملتهبة تشعل الذي يقف بالقرب منه.. أغمض عيناه يحاول السيطرة على نفسه... ويحدث حاله
إهدى ياجواد مهما كان دا ابن خالك وصاحب عمرك.. وهي الرقيقة لقلبك المتعطش لنظرة رأفة بعيناه
ظل على هذه الحالة إلى أن شعر بيد خاله على ظهره
حبيبي عامل إيه
اتجه بنظره لجواد محاولا الحديث الذي بدأ يهرب منه
كويس ياخالو.. تسلملي ياحبيبي
ثم اتجه يبحث بعيناه على صهيب
خالو صهيب راح فين
تنهد جواد متجها بنظره لإبنته مرة وإليه مرة وأجابه
راح يطمن على نهى
ثم رجع ينظر لأبنته بقلب مفطور
نزلت بجسدها تهمس له
عز افتح عيونك... ربى هنا.. ينفع تسبني زعلانة دا كله... ظلت تهمس مع دموعها التي تسابق كلماتها
عايزة أقولك كل كلامي كدب والله كدب افتح عيونك واخليك تصالحني كمان... إبتسمت من بين بكائها
أيوة أنا زعلانة منك أوي وعايزاك تصالحني... دلفت الممرضة تتحدث إليها
لقد انقضى الوقت آنستي
أومأت راسها ونهضت تقبل جبينه الملفوف بضمادة وأردفت له بهمسها
بحبك ياعزي... إبتمست عندما أردفت له بعض الكلمات ثم خرجت بهدوء
كان صهيب يجلس واضعا رأسه بين يديه ويدعو ربه تضرعا ليشفي إبنه
جلس حازم بجواره
سلامته ياصهيب... يارب متشفش حاجة وحشة فيه... ويحفظهولك وإن شاء الله يقوم بالسلامة
اللهم آمين يارب العالمين
رفع نظره الى ربى التي تجلس بأحضان والدها
متزعلش من جواد ياحازم هو مالوش دخل باللي حصل
ربت حازم على يديه
مش زعلان من حد صدقني متنساش إحنا اخوات في الأول والأخر
هز صهيب رأسه ناظر بمقلتيه
أتمنى كدا ياحازم.. أتمنى.. وأهو شوفت إبني بين الحيا والمۏت
قاطعه حازم
إياك تقول كدا... عز هيقوم بالسلامة وهتفرح بيه صدقني... ربنا مايحرمك منه ياحبيبي
وصل جواد حازم إليهما
سلامة عز ياعمو صهيب... إن شاء الله يقوم بالسلامة
ابتسم ابتسامة بسيطة
ربنا مايحرمكم من بعض ياحبيبي وتكونوا دايما سندا لبعض
اتجه بنظره مرة اخرى لربى
قلوبنا مش بإيدينا ياجواد.. ربنا يكملك بعقلك ياحبيبي
بعد عدة ساعات والجميع بالترقب
نهض ريان وتحدث الى صهيب
الطيارة جاهزة ياصهيب... هتنقله مصر
أجاب الطبيب المصري
نقله خطړ ياريان بلاش..
مرت عدة ساعات كان الجميع نيام سواها تقف أمام النافذة الزجاجية تطالعه بعيونا باكية فتح جفونه يبحث عنها وجدها تشاهده اتجه يقف بجوارها ثم ضمھا من أكتافها
حبيبتي ارتاحي شوية هو اكيد هيكون كويس..وضعت رأسها بأحضان أخيها تبكي
اكيد زعلان مني ياجاسر انا كلمته بأسلوب وحش اوي
احتضن وجهها وازال عبراتها
روبي روحي عز مستحيل يزعل منك متنسيش انك بنت عمه قبل كل حاجة..قاطعهما رنين هاتفها أمسكت الهاتف ووضعته بيد أخيها
رد على جنى هتتجنن عايزة تتطمن وانا مش قادرة اتكلم
سحبها واجلسها على المقعد ثم أجابها
ايه جنجون وحشتك ولا ايه..همست من بين بكائها
عز عامل ايه ياجاسر هو تعبان اوي
مسح جبينه بانامله واجابها بقلب مفطور
عز كويس حبيبتي صدقيني هو كويس ..استمع لشهقاتها مما جعله يغمض عيناه ألما فأردف
عشان خاطري بطلي عياط روحي شوفي فارس بيعمل ايه واتسلي لحد ماعز يفوق وهكلمك
لا .قالتها بصوت مبحوح من البكاء واكملت
ماما كويسة ولا لسة تعبانة بابا قالي أنها نايمة يبقى اكيد تعبانة
جنجونة ماما كويسة بس هي واخدة مهدئ حبيبتي ياله اقفلي وروحي إلى تقى بدل مش عايزة فارس ...قاطعهم صوت أوس
جنى ادخل..إجابته
اتفضل ياابيه
دلف أوس يبسط كفيه.
ياله ياجنجون تعالي عشان جعان وعايز حد ياكلني
قاطعها جاسر
اديني أوس حبيبتي..أعطت الهاتف الى أوس
اوس خد بالك من ولاد عمك احنا يومين وهنيجي متخليش جنى تنام معيطة حاول تخليها تروح عند تقى
كان أوس يطالع صمتها وعبراتها المنسدلة فأردف
تمام ياجاسر ..ربنا يرجعوا بالسلامة
بعد مرور شهرين بالقاهرة
صباحا إستيقظ على ألما شديد بأعضاء جسده... حاول الإعتدال لأخذ بعض الأدوية
ولكنه لم يستطع
دلفت إليه نهى
حبيبي محتاج إيه...
تبسم لها محاولا السيطرة على آلامه
مفيش كنت محتاج آخد الدوا بس
دلفت غزل وهي تلقي تحية الصباح
صباح الخير ياعزو باشا... عامل إيه النهاردة يابطل
رفع حاجبه وتحدث
إيه يادكتورة محسساني إني طفل صغير وهدخل أخد حقنة
طبعت نهى قبلة على رأسه
هتفضل بالنسبالي طفلي المدلل ياعزو
قبل يديها
ربنا يخليكي ليا ياست الكل
رفع نظره الى غزل التي تقوم بإحضار حقنته
أنطي غزل
اتجهت بنظرها وكأنها تعلم بما سيحدثها
وزعت نهى نظراتها بينهما وأردفت
هروح أجهزلك الفطار ياحبيبي
هز رأسه بايماءة بسيطة
إتجهت غزل تجلس بجواره تمسك بذراعيه لتقوم بحقنه ثم أردفت بإبتسامة
ربى في الجامعة ومش هتسأل بلسانها ياريت تريح نفسك.. دنت تنظر داخل مقلتيه
كأني بشوف صهيب قدامي من خمسة وعشرين سنة
دلف يقهقه عليها
شامم ريحة حد جايب في سيرتي
وقفت تنظر إليه وترفع حاجبها بسخرية
شوف إزاي وأنا الغبية اللي كنت مفكرة إننا بنسمع الكلام مش بنشمه
ضحك بضحكات صاخبة وأردف من بين ضحكاته
والله زي ماإنت يازوزو مش عايزة تكبري خالص
سيبي عز يفطر وتعالي نقعد نشرب قهوتنا زي زمان
هزت رأسها
بإيماءة بسيطة تحاول ألا تذرف دموعها... فحديث صهيب شعر بها غير زوجها الذي تغير كليا في تلك الفترة
اتجه إلى حديقة المنزل
مالك في إيه... شايفك واخدة أجازة من المستشفى
اتجهت بنظرها لنهى التي تأتي بقهوتهما ثم أجابته
مفيش شوية إرهاق وكمان ربى وإمتحاناتها وياسين اللي دايما غايب على طول
وضع يديه على المنضدة ينظر إلى مقلتيها
وجواد وسفرياته اللي بقت بتخنقك مش كدا
زفرت الهواء ثم اتجهت بنظرها وتسائلت مع وصول نهى إليهما
جواد مخبي عليا إيه ياصهيب
ضيقت نهى عيناها تنظر إليه
وصهيب هيخبي عليكي إيه ياغزل
هبت واقفة من مكانها
عندك حق يانهى إذا كان جوزي نفسه مخبي عليا جوزك هيقولي... قالتها ثم تحركت مغادرة
مسح على وجهه پغضب محاولا أن يجد حلا فمنذ أن رأى غنى بدأ الشك يتغلل داخله
ربتت نهى على يديه
صهيب ايه اللي بيحصل... وجواد ماله أنا حاسة إنه متغير فعلا... يعنى حتى إجتماعتنا يوم الجمعة معدش بيحضرها وكمان سفرياته الكتيرة مع إنه أجازة
نهض صهيب من مكانه
روحي شوفي عز نام ولا لسة... وكلمي الدكتور علشان العلاج الطبيعي.. وبلاش نتكلم في حاجات مع غزل منعرفهاش يانهى تمام... أنا هخرج عندي إجتماع.. من ساعة سفر سيف وحازم وظهور غنى وكل حاجة بقت فوق دماغي
وقف بمقابلته
ظهور غنى مين ياصهيب
أووووه يانهى اتلخبط ياستي قصدي ربى اللي حالها اتغير كليا من ساعة ماعز رجع لصحته... كنت فرحت برجوعهم لبعض وشوفي حالة إبنك كل ماحد يدخل عليه يفكره هي
بالجامعة الامريكية
تجلس بالكافيه تنظر لكوبها وتتلاعب به ونظرات شاردة... قاطعتها صديقتها
وبعدهالك ياغنى هتفضلي كدا
رفعت نظرها إليها وأردفت
يمنى أنا بحب واحد وبحبه قوي ومش شايفة حياتي مع حد غيره
ضيقت يمنى عيناها وتسائلت
وايه يعني ياحبي... إنت مش صغيرة دا انت عديتي العشرين يخربيت برودك... دا اللي زينا عندهم عيال
قالتها بطريقة فكاهية ولكن ظلت غنى كما هي
دنت منها يمنى وتسائلت
إوعي يكون الولد ابو عيون عسلي الحليوة دا يخربيت جماله... ولا إسمه تحسيه ملك كدا
انسدلت دمعة غائرة من عيناها وأردفت
ياريت يايمنى ياريت كنت بحب بيجاد مكنتش هتعذب كدا
توسعت عيني يمنى وتسائلت
قصدك إيه إوعي ياغنى يكون اللي في بالي اللي كل شوية تروحيله مكتبه لحد مالراجل