الأحد 24 نوفمبر 2024

حتي أقتل بسمة تمردك بقلم مريم غريب

انت في الصفحة 9 من 61 صفحات

موقع أيام نيوز


جبينها.. مامي .. وحشتيني.
إبتسمت الممثلة القديرة بنعومة و هي تداعب وجه أبنها الذي يحمل شبها كبيرا لوجهها ثم قالت.. يا روحي .. انت وحشتني اكتر يا حبيبي .. بس انا زعلانة منك.
.. زعلانة مني ليه بس يا مامي 
.. بقالك اد ايه مسألتش عليا
قال معتذرا.. معلش سامحيني عارف اني قصرت معاكي الفترة اللي فاتت بس كان ڠصب عني انتي عارفة اني بجيلك من ورا عز .. ولما جاله شغل برا و سافر كنت مخطط اني اجي اقعد معاكي كام يوم والله بس حصلت ظروف بقي كده وكنت قاعد في البيت بقالي يومين بسببها.

سألته بإهتمام.. ظروف ايه دي يا حبيبي
صمت قليلا ثم نزع نظارته عن ن عينيه فشهقت أمه بهلع و صدمة قائلة.. يا خبر ! .. ايه اللي في وشك ده مين اللي عمل فيك كده 
تحسس وجهه ثم أجابها.. متقلقيش اوي كده يا مامي .. دي كانت خناقة بسيطة في الجامعة و انا قدامك اهو كويس.
قالت بصوت حزين و هي تتأمل ملامحه.. كويس ايه بس ! .. ده وشك كان وسيم اوي زي اخوك عز الدين .. دلوقتي ملامحك بقت قاسېة شوية .. انت عجبك اللي عملته في نفسك ده 
.. خلاص بقي يا كوكو ماتكبريش الموضوع ما انا زي الفل قدامك اهو و كلها كام يوم ووشي يرجع زي ما كان.
نظرت إليه في عتاب فقال.. خلاص بقي يا مامي انا جاي اقضي يوم حلو معاكي .. مش كده بقي ابتسمي عشان يبان جمال عنيكي.
فإبتسمت أمه رغما عنها قائلة.. ماشي يا مچرم كل بعقلي حلاوة كل.
ثم سألته.. المهم قولي .. اختك عبير عاملة ايه 
.. زي القردة هتعمل ايه يعني.
ضحكت بنعومة ثم تابعت سؤالها.. قولتلها اني عايزة اشوفها 
أومأ رأسه قائلا.. اه يا مامي قولتلها .. بس ..
.. بس ايه 
سألته بإرتقاب بينما تردد قليلا قبل أن يقول.. اصلها خاېفة من عز .. انتي عارفة هو ببمنعنا عنك ازاي .. بس وعد طالما عايزة تشوفيها انا هجبهالك لحد عندك قريب.
أومأت رأسها ثم تابعت سؤالها.. طب و اخوك عز الدين .. عامل ايه 
نظرعمرإلي وجه أمه الذي إمتلأ بالحزن فجأة ثم قال في محاولة للتخفيف عنها.. قرد هو التاني .. انا مش عارف بس انتي بتسألي ليه علي عيال مالهمش لازمة زي دول خليكي معايا انا يا كوكو .. انا حبيبك اللي بيدلعك يا قطة.
نجحت محاولته حيث إبتسمت أمه بعفوية بينما قال.. بقولك ايه .. انا جعان طابخين ايه انهاردة و لا نطلب دليفيري
أجابته ضاحكة.. حالا يا حبيبي هقولهم يحضروا الغدا.
ثم هتفت بإسم أحد الخدم و أعطت أوامرها بإعداد مائدة الطعام ... !
.. داليا !
هتفت ياسمين وهي تنادي علي شقيقتها مستغربة لتوجهها من باب المنزل إلي باب حجرتها مباشرة وقبل أن تلحق بها ياسمين أوقفتها قائلة.. ياسمين من فضلك سيبيني لوحدي دلوقتي ومتدخليش علي خالص.
قالت ذلك ثم أغلقت الباب خلفها بدلت ملابسها سريعا فإرتدت قميصا خفيفا من القطن الأبيض بدون أكمام ثم توجهت نحو مرآتها وحدقت بوجهها رأت نفسها جميلة نوعا ما غير أنها كانت معتادة علي التعبير الصريح عن أعجاب الرجال بها تتلقاه دون حرج أو غرور منذ كانت في الثامنة عشر من عمرها وبعد أن تحولت من تلك الفتاة الصغيرة المكتنزة إلي تلك المرأة الجذابة ذات القوام الجميل والأنوثة الصاړخة رغم بساطتها ..
لكن هذا الرجل رب عملها الكامل الرجولة المعتد بنفسه سخر منها تصرف معها وكأنها نكرة و كأنها فتاة صغيرة أو غلام لا يثير فيه أي رغبة لم يضايقها هذا كله بقدر ما شعرت بالقهر عندما أعطاها المال من أجل شراء بعض الملابس وأدوات التجميل كادت تبكي و لكنها منعت نفسها بقوة و حزم .. عليها أن تقوم بإنقاذ نفسها فيما بعد فإلي متي ستظل ضعيفة واهنة مغلوبة علي أمرها 
تنهدت بثقل ثم سارت نحو فراشها وأستلقت عليه لم تنم كثيرا أو هكذا خيل إليها وما أن أستيقظت في وقت لاحق حتي هبت من فراشها مذعورة وقلبها يخفق بشدة غريبة رفعت يدها لتغطي وجهها و كأنها تهرب من واقعها الأليم ومن مسؤوليتها التي أثقلتها بينما نحيبها يملأ الغرفة بنشيج متقطع إختلطت فيه الدموع بالتنهدات والآهات أحست وكأنها علي شفير الإنهيار العصبي .. رفعت رأسها عن راحتيها قبل ثوان قليلة من فتح باب غرفتها وعندما إنتصبت جالسة في فراشها وجسدها مشدود كوتر قاس دلفت شقيقتها فزعة ثم إقتربت منها بسرعة وخاطبتها بقلق ولطف.. داليا ! مالك يا حبيبتي في ايه 
أجابتها داليا بصوت ضعيف متقطع.. مافيش حاجة يا ياسمين .. انا كويسة.
فإقتربت منها أكثر قائلة.. لأ شكلك مش كويسة خالص قوليلي يا داليا مالك
.. قلتلك مافيش حاجة يا ياسمين.
أجابتها بضعف واهنة ثم سألتها.. هي الساعة كام دلوقتي
.. 12 بعد نص الليل تقريبا.
صړخت بإستغراب.. مش معقول!
قربت ياسمين ساعة يدها من وجه شقيقتها لتؤكد لها الوقت فهزت رأسها قائلة.. بيتهيئلي اني نمت دقايق مش ساعات.
ثم فجأة إرتجفت دون إرادة و أنهمرت الدموع الغزيرة علي وجنتيها الشاحبتين الناعمتين فصاحت أختها قلقة.. لأ .. لأ إنتي فيكي حاجة مش طبيعية يا داليا قوليلي في ايه من فضلك في خاحة حصلت في الشغل انهاردة ده كان اول يوم ليكي حد ضايقك
سألتها بإلحاح فقصت عليها داليا كل ما حدث.. طب و انتي ايه اللي مضايقك في كده يا داليا ما هو قالك ان المبلغ ده مش ليكي شخصيا انما لشيء يخص الشغل و بعدين يا ستي لو الموضوع مضايقك اوي كده اعتبريهم سلفة و رديهم من اول مرتب ليكي.
.. انا اټجرحت اوي من التصرف ده يا ياسمين.
قالت بصوت حاد ثم تابعت.. كان هاين عليا اسحب ورقي و اسيب الوظيفة و ارميله فلوسه و امشي.
إبتسمت ياسمين ثم قالت تهدئها.. يا داليا يا حبيبتي انا عارفة ان عندك عزة نفس و كرامة بس هنا الموضوع مختلف عن النقطتين دول .. ده شغل يا حبيبتي وزي ما بيقولوا الشغل شغل و اي بني ادم ذكي بيعرف يستغل الفرص في شغله اوي وهو مش هيحسن عليكي هو زي ما قالك انتي وجهة الشركة يعني طرف مهم ولازم تكوني في نفس المستوي اللي هو فيه لانك بتمثليه فعلا قدام العملا زي قالك .. بصراحة هو ماغلطش يا داليا انتي بس اللي حساسة زيادة عن اللزوم.
ثم صمتت قليلا وأضافت.. و مع ذلك يا ستي زي ما قلتلك لو الموضوع مضايقك اوي اعتبري المبلغ سلفة ورديه من اول مرتب ليكي.
أومأت داليا رأسها تعبة فيما تركتها شقيقتها لتستريح بعد أن أطمئنت عليها تماما ..رتبت داليا الوسادة تحت رأسها واراحت جسدها المنهك وبعد قليل بدأت أجنحة النوم تحوم فوق عينيها وهي غير قادرة علي أبعاده عن ذهنها ستكون معجزة حقا إذا إستطاعت أن تهرب منه ولكنها إعتادت منذ صغرها علي الإنتصار في معاركها
 

10 

انت في الصفحة 9 من 61 صفحات