الأحد 24 نوفمبر 2024

حتي أقتل بسمة تمردك بقلم مريم غريب

انت في الصفحة 10 من 61 صفحات

موقع أيام نيوز


الحاسمة ..وعندما دقت بمنزلهم ساعة حجرة الجلوس التي تردد صدي صوتها بالإرجاء معلنة حلول الواحدة صباحا كانت داليا قد أخلدت إلي نوم عميق ... !
أسدل الليل ستارة فوق قصر ال نصار ..في الداخل وقف عز الدين أمام السيتريو و إدار بعض الموسيقي الخاڤتة والحالمة ثم تقدم من الأريكة التي توسطت حجرة مكتبه و أستلقي عليها بثقله واضعا يديه خلف رأسه وأغمض عينيه يستمتع بموسيقي شوبان .. كان يفكر بهدوء في أمور عديدة بدا شكله غير مرتب و قد تدلت خصلة من شعره الغزير الناعم فوق جبهته كان هادئا مرتاح البال حتي قفزت صورتها فجأة برأسه كم تعجب كثيرا اليوم تساءل في نفسه .. هل يمكن أن يتنازلن النساء عن أي مال مقدم لهن بهذه السهولة .. بل بهذه الصرامة و القوة التي إستخدمتها تلك الفتاة التي تدعي داليا ..

مازال لا يصدق ولن يصدق فكلهن في نظره سواء وكيف لا وقد أصابته والدته في الصميم حيث قټلت بداخله كل مشاعر الشفقة والعطف علي أي أنثي ثم فجأة طرد صورة وجهها الجميل البرئ من ذهنه في حين سمع صوت سيارة تصطف بالمرآب المنزلي قرب نافذة المكتب إستنتج أنه شقيقه قد وصل لتوه فنهض من موضعه وحمل إسطوانة الموسيقي ووضعها في غلافها ثم خرج من مكتبه لموافاة شقيقه ..
دلف عمر إلي المنزل في ساعة متأخرة من الليل وعندما كان يقف عز الدين بركن مظلم من البهو المؤدي للدرج هتف بقسۏة.. عمر.
إستدار عمر قبل أن يصعد درجات الدرج نحو الزاوية المظلمة التي أنبعث منها الصوت فيما إقترب عز الدين قليلا حتي سطع ضؤ الثريات المعلقة بالجدران علي وجهه الغاضب الذي تعلوه مسحة قسۏة مفزعة تنهد عمر بضيق ما أن رآه ثم قال.. نعم يا عز
.. كنت فين
سأله بهدوء غاضب بينما أجاب عمر.. يعني انت صاحي مستنيني لحد دلوقتي عشان تسألني السؤال ده
فهمهم عز الدين قائلا.. هممم واضح يا عمر انك ماسمعتش كلامي كويس امبارح لما قلتلك يا تيجي تشتغل معايا في الشركة يامالكش مكان في البيت هنا.
تأففعمرقائلا.. لأ سمعت يا عز واطمن انا جاي بكرة الشركة انهاردة بس كان عندي مشوار مهم ومحبتش آجله.
.. مشوار ايه ده ان شاء الله
.. مشوار وخلاص يا عز.
.. مساء التجمعات.
كان هذا صوت عبير التي إنضمت إليهم فجأة ثم تابعت.. ايه خير متجمعين في تص الليل كده ليه
ثم نظرت إلي عمر وسألته.. وانتي يا عموري لسا راجع دلوقتي هي كوكو كانت ماسكة فيك ولا ايه
إتسعت حدقتا عمر في فزع وڠضب بينما قطب عز الدين حاجبيه مستغربا ثم قال.. مين كوكو دي
نظر عمر إلي أخيه مرتعدا وهو يفكر كيف سيخرج من هذا المأزق الذي وضعته به شقيقته بينما أدركت عبير حجم الکاړثة التي ستحدث نتيجة إنفلات لسانها ..
ووسط تلك الأجواء المشحونة بالتوتر تصاعد رنين هاتف عز الدين أخرج هاتفهه من جيب كنزته ليجد المتصل خالد فأجاب.. الو يا خالد!
بينما إستغل عمر الفرصة فقال وهو يفر راكضا إلي غرفته.. طيب انا طالع انام تصبحوا علي خير.
فيما إنسحبت عبير خلفه سريعا بينما أكمل عز الدين المكالمة.. في حاجة ولا ايه اومال بتتصل ليه في الوقت ده اه اه انت قولتلها كده يعني متاكد انها عارفة طيب طيب يا خالد خلاص انا هشوف الموضوع ده يلا سلام.
أنهي عز الدين الإتصال ثم صعد الدرج وتوجه إلي حجرة شقيقته طرق الباب ثم دلف يعدما أتاه صوتها سامحا له بالدخول.. انتي مابترديش ليه علي خالد لما بيكلمك
قال عز الدين ذلك بنبرة حادة موجها حديثه إلي شقيقته التي إنتصبت جالسة علي فراشها بينما أجابت متعلثمة.. أ انا انا اصلي كنت ككنت عازمة بنات صحابي انهاردة علي الغدا هنا وكنت مشغولة معاهم من الصبح ولسا شايفة الموبايل دلوقتي يا عز.
أومأ رأسه متجهما ثم سألها بجمود.. طب وبالنسبة لميعادكوا انهاردة اللي علي الاساس متغقين عليه من يومين .. ايه اللي خلاكي تطنشيه بقي عشان صحابك بتفضلي شوية بنات زي دول علي خالد
إرتبكت فأقسمت كاذبة.. والله نسيت خالص نسيت بجد ومع ذلك بردو انا هتصل اعتذرله.
.. يبقي احسن بردو.
قال ذلك بقسۏة ثم تابع محذرا.. كلها فترة قصيرة وهتتجوزي خالد مش عايز ده يتكرر تاني يا عبير مش عايز اسمع شكوة من خالد عنك مرة تانية حتي لو كانت عن شيء تافه مفهوم
أومأت رأسها في إرتباك بينما غادر أخيها غرفتها يتبعه ظله الغاضب فتنفست الصعداء وهي تسب وټلعن وتحقد علي خالد!
بعد مرور شهر كامل علي مكوث داليا بعملها في شركة النصار للنقل البحري إعتادت علي أشياء كثيرة منها تقلب مزاج رب عملها القاس المتغطرس علي الأقل إستطاعات تحديد صفاته السيئة والطيبة وعليها وجدت ثمة طرق سلسة للتعامل مع كل صفة وتعلمت أيضا متي تخوض في الحړب معه ومتي تنسحب فلو بلغت المسألة حد كبريائها أو كرامتها تشد عتادها وتقف بوجهه و لأنه كعادته يهوي فرض سيطرته ولأن الإستسلا بقموسه محال عندما تشعر بالكفاية في أي ڼزاع بينهما تنسحب سريعا قبل أن يفقد أعصابه وبقايا تعقله مع الإيناث ..كان ظهرا باردا من أيام ديسمبر حيث آشعة الشمس الخفيفة المنبثقة من نوافذ شركة ال نصار تتراقص في أرجاء غرفة الإجتماعات التي وضعت بها طاولة طويلة إلتف حولها عملاء و موظفون يترأسهم عز الدين الذي أصرف داليا إلي مكتبها لعدم حاجتة لها بقية الإجتماع إجتازت داليا الردهة المؤدية إلي مكتبها ثم إلتقت بزميلها عماد فتوقفت قليلا و إبتسمت له تحييه رد لها التحية قائلا.. اهلا يا داليا ايه الاجتماع خلص ولا ايه
.. لا يا سيدي لسا ما خلصش انا اللي دوري خلص لحد كده.
أجابته داليا ثم تابعت سيرها إلي مكتبها فلحق بها قائلا.. شكل الباشا بتاعنا مزاجه زفت انهاردة.
جلست داليا خلف مكتبها ثم قالت موافقة.. اه عندك حق مزاجه زفت اوي لاحظت كده اوي بالذات لما شاف الانسة اللي اسمها اه جومانة خطاب.
قال عماد علي الفور.. اهي انسة جومانة خطاب دي اكتر ست بيحترمها مستر عز الدين شوية.
.. طب ايه اللي حصل يعني مش طايقها دلوقتي كده ليه دي المفروض اهم عميلة في الشركة.
.. اصلها كانت عايزة تدبسه في جواز بعلاقة يعني و كده.
تضرجت وجنتا داليا بحمرة الخجل و لكنها تابعت سؤالها.. طب وانت عرفت الحكاية دي ازاي
أجابها بصوت خفيض.. رانيا عزيز دي أكبر رغاية في الدنيا كلها تبقي عميلة بردو عندنا في الشركة ده غير انها انتيمت جومانة كمان عايز اقولك ان الخبر مبيبتش في بؤها يوم عشان كده جومانة استغلتها وحكتلها التفاصيل بهدف ان الاخبار تنتشر عنها هي وعز الدين بعد ما قطع علاقته الودية بيها نهائي لما اكتشف لعبتها اللي كانت عايزة وتوقعه بيها في شبكة الجواز مسكينة هي اساسا كانت فاكرة انها تقدر تعمل اللي ماقدرتش ولا واحدة قبلها تعمله.
.. جايز سلوكها مكنش عاجبه يا عماد وبعدين هو اكيد مش
 

10  11 

انت في الصفحة 10 من 61 صفحات