الأحد 24 نوفمبر 2024

حتي أقتل بسمة تمردك بقلم مريم غريب

انت في الصفحة 11 من 61 صفحات

موقع أيام نيوز


هايعيش باقي عمره راهب لازم هيتجوز لو مكنتش هي هتبقي غيرها.
هز عماد رأسه بقوة مؤكدا.. لالالا مستحيل عز الدين نصار ! مش ممكن.
سألته داليا مستغربة.. هو ايه ده اللي مستحيل و مش ممكن
.. مستحيل عز الدين نصار هيتجوز دي حاجة اكيد مستحيل تحصل.
قال ذلك ثم سألها.. عمرك شفتي حد نط من الدور ال 50 ونزل سليم
فأجابت.. لأ!

.. عمرك شفتي انسان ماشي علي وش المايه مثلا
.. لأ !
.. اهو فكرة ان عز الدين نصار ممكن يتجوز دي زيها زي الافكار المستحيلة دي.
.. يا سلام وليه ده كله يعني
تنهد عماد قائلا.. ياااه دي حكاية طويلة اوي وتقريبا كل الناس عرفاها.
.. شوقتني حكاية ايه دي
صمت عماد لبرهة وكأنه يفكر ثم قال.. هحكيلك بس اوعي تتكلمي مع حد خالص في الموضوع ده تسمعي مني وبعدها كانك مسمعتيش اي حاجة ماشي
.. ليه كل ده بس هو انت هتقولي سر الخريطة!
.. الموضوع ده حساس جدا بالنسبة ل عز الدين الكل عارف اه بس محدش بجرؤ يتكلم ويحكي في اللي فات تاني وبالذات هنا.
أومأت داليا رأسها تحثه علي الحديث قائلة.. ماشي يا سيدي احكي بقي وانا مش هتكلم.
بينما سألها.. تسمعي عن كاميليا فهمي
رددت داليا الأسم في شرود.. كاميليا فهمي!
ثم هبت قائلة.. اه عرفاها الممثلة.
.. اهي دي بقي يا ستي تبقي والدة عز الدين نصار.
إتسعت عيناها بذهول قائلة.. ايه ده بجد
أومأ رأسه مؤكدا كلامه فيما كان ينظر إليها قائلا بجدية بالغة.. ايوه بجد بس الحقيقة انه مش بيعتبرها امه بالعكس ده بيكرهها جدا من صغره تقريبا متبري منها حتي اسمها مش بيطيق يسمعه.
.. يا خبر ليه ليه كل ده
ثم نظرت إليه بعينين حزينتين مذهولتين وكأنها تستجديه أن ينفي ذلك ولكنه أكد بقوله .. كل اللي قلتهولك ده حصل فعلا الحكاية بدأت من زمان من يجي 16 سنة كده ايام ما كان لسا عايش فريد بيه والد عز الدين .. ساعتها مدام كاميليا كانت صغيرة اوي وحلوة اوي كانت بردو مهووسة بالتمثيل وبتحلم بالشهرة مشيت بقي في الموضوع ده من ورا جوزها لحد ما اتعرفت علي منتج كبير تقريبا .. اتضطرت وقتها انها تتنازل عن حاجات كتير اوي عشان تحقق الشهرة اللي كانت بتحلم بيها و فجأة في يوم كانت سايبة البيت وراحت عشان تعيش معاه فريد بيه كان عاقل ساعتها لو كان اتهور كانوا ولاده ال 3 هيضيعوا من بعده خصوصا انهم كانوا صغيرين ومالهمش حد اكبرهم عز الدين وقتها كان عمره 17 سنة تقريبا وطبعا شهد علي كل اللي حصل ده ومن ساعتها وهو بيكرهها تقدري تقولي عقدته في الصنف كله مابقاش عنده ثقه في اي ست عمره ما حب اطلاقا لكن حياته مكنتش نضيفة يعني طول السنين من مميزاته انه محبوب اوي خصوصا من الستات فلما كانت بتجيله الفرص مكنش بيضيع وقت كان بيستمتع بوقته يعني .. وبس يا ستي هي دي كل الحكاية.
توقف عماد لحظة طويلة ثم نظر إلي وجهها ليري تأثير كلماته عليها بدت هادئة مندهشة جدا ثم قالت بعد صمت طويل.. مصډومة بجد مش عارفة اقول ايه بس علي الاقل بعد الكلام ده قدرت افهمه شوية.
هزت رأسها ثم تابعت.. شكله معقد فعلا!
إنهمكت داليا في عملها خلال الأيام التالية مستخدمة أجمل مكتب شاهدته في حياتها ولكنها فكرت .. أن جمال المكتب لا يضاهي أبدا جمال من منحها إياه كانت دائمة التفكير فيه لم يفارق ذهنها أبدا أخذت تتساءل في نفسها .. هل يعيش هذه الحياة منذ فترة طويلة حقا أحقا لم يذق طعم الحب في صباه أو شبابه كيف إستطاع أن يحصن نفسه ضد النساء بل ضد الوقوع في الحب طيلة هذه السنوات كيف وهو المحبوب الذي تلتف حوله جميع الجميلات وكيف هو قادر علي التصرف بإنسانية وحرارة عاديتين 
.. انا بقالي مدة بصراحة وانا ھموت واتعرف عليكي يا انسة داليا واخيرا جت الفرصة.
كان هذا صوت عمرالذي إقتحم مكتب داليا فجأة ثم إنحني أمامها قليلا وهي تجلس وراء مكتبها تعمل بجد ونشاط أخذ ينظر إلي أوراقها بسرعة ثم حول نظراته إلي عنقها الجميل وتمتم قائلا.. مكتبك جميل اوي زيك.
حبست داليا أنفاسها بقوة ثم قالت في ثبات جامد.. شكرا علي ذوقك يا استاذ عمر والحقيقة اني اتشرفت بمعرفة حضرتك كتير بس انا حاليا مشغولة اوي زي ما انت شايف ومحتاجة اخلص شغلي بسرعة.
إبتسم بخفة قائلا.. عايزة تقوليلي امشي يعني
ثم هز كتفيه ضاحكا وجلس قبالتها في مقعد مريح قرب المكتب وبدت علي وجهه فورا ملامح المشاغبة والدلال ثم تمتم قائلا.. احلي حاجة عملهالي اخويا هنا انه مش بيديني شغل معقد فبالتالي بخلص بسرعة كل اللي ورايا وانا دلوقتي فاضي وزي ما قلتلك كان نفسي اتعرف عليكي من مدة.
تجهم وجه داليا حيث قالت بنبرة حادة.. ارجوك لو سمحت انا مش فاضية للكلام ده ومش بحب اتعرف علي حد ولا اطور علاقات هنا خارج حدود العمل وبالنسبة لي حضرتك واحد من اصحاب الشركة ليك عندي كل الاحترام والتقدير و بس.
.. يااه .. انتي قاسېة اوي يا انسة داليا كنت فاكر ان قلبك رقيق زي بشرتك الحلوة دي.
.. أرجوك كفاية!
خاطبته داليا بحدة ظاهرة وتوتر واضح ثم تابعت.. حضرتك حاسس بالملل ومش لاقي حاجة تعملها احسن من انك تيجي هنا وتقولي كلام مايصحش ابدا يتقال.
ثم نظرت پصدمة إلي تلك الأوراق التي أمامها قائلة.. شفت دلوقتي خلتني اعمل ايه
إرتكبت عدة أخطاء في الكتابة لا يمكن تصحيحها بدون تشويه الورقة بكاملها نظرت إليه غاضبة وقالت.. امشي لو سمحت !
.. مكنتش اعرف اني ممل اوي كده بس اعمل ايه طيب لو انا شايفك بنت حلوة ولطيفة ومش قادر اقوم واسيبك انتي تجنني بصراحة.
ثم حدق بوجهها باسما وقال.. واو يا انسة بقالي كتير ماشفتش بنت خدودها بتحمر زيك كده بيتهيئلي لو جبت عود كبريت وحطيته علي خدك هيولع !
صرت علي أسنانها قائلة.. انا اللي هولع فعلا يا استاذ لو ممشتش حضرتك دلوقتي حالا ارجوك روح اتسلي في مكان تاني انا عندي شغل للزم يخلص في وقت محدد مستر عز الدين طالب الشغل ده بنفسه.
هب عمر واقفا ثم قال.. لا خلاص خلاص حقك عليا يا ستي طالما الشغل ضروري ول عز كمان انا همشي حاضر ومش هزعجك بس هشوفك تاني.
ثم إبتسم بخفة وغادر المكتب علي الفور بينما تأففت داليا بضيق وڠضب ثم عادت إلي عملها!
كان خالد قد أشتري سوارا ذهبيا ل عبير بمناسبة عيد مولدها ثم قدمه إليها بحب حبن كانا يجلسان قبالة بعضهما بحديقة القصر تحت سماء الليل المرصعة بالنجوم التي تلألأت علي مدي أبعاد متفرقة ..كانت تود لو تلقي السوار بوجهه لولا أنها تذكرت ڠضب أخيها الجامح الذي ېحرق بحممه الأخضر واليابس إذا أثاره أحدهم فأبعدت عن رأسها هذه الأفكار وقبلت هدية خالد علي مضض ثم نهضت وشكرته بحرارة زائفة حيث وضعت ذراعيها
 

10  11  12 

انت في الصفحة 11 من 61 صفحات