حتي أقتل بسمة تمردك بقلم مريم غريب
هايعيش باقي عمره راهب لازم هيتجوز لو مكنتش هي هتبقي غيرها.
هز عماد رأسه بقوة مؤكدا.. لالالا مستحيل عز الدين نصار ! مش ممكن.
سألته داليا مستغربة.. هو ايه ده اللي مستحيل و مش ممكن
.. مستحيل عز الدين نصار هيتجوز دي حاجة اكيد مستحيل تحصل.
قال ذلك ثم سألها.. عمرك شفتي حد نط من الدور ال 50 ونزل سليم
فأجابت.. لأ!
.. لأ !
.. اهو فكرة ان عز الدين نصار ممكن يتجوز دي زيها زي الافكار المستحيلة دي.
.. يا سلام وليه ده كله يعني
تنهد عماد قائلا.. ياااه دي حكاية طويلة اوي وتقريبا كل الناس عرفاها.
.. شوقتني حكاية ايه دي
صمت عماد لبرهة وكأنه يفكر ثم قال.. هحكيلك بس اوعي تتكلمي مع حد خالص في الموضوع ده تسمعي مني وبعدها كانك مسمعتيش اي حاجة ماشي
.. الموضوع ده حساس جدا بالنسبة ل عز الدين الكل عارف اه بس محدش بجرؤ يتكلم ويحكي في اللي فات تاني وبالذات هنا.
أومأت داليا رأسها تحثه علي الحديث قائلة.. ماشي يا سيدي احكي بقي وانا مش هتكلم.
بينما سألها.. تسمعي عن كاميليا فهمي
رددت داليا الأسم في شرود.. كاميليا فهمي!
.. اهي دي بقي يا ستي تبقي والدة عز الدين نصار.
إتسعت عيناها بذهول قائلة.. ايه ده بجد
أومأ رأسه مؤكدا كلامه فيما كان ينظر إليها قائلا بجدية بالغة.. ايوه بجد بس الحقيقة انه مش بيعتبرها امه بالعكس ده بيكرهها جدا من صغره تقريبا متبري منها حتي اسمها مش بيطيق يسمعه.
.. يا خبر ليه ليه كل ده
هزت رأسها ثم تابعت.. شكله معقد فعلا!
إنهمكت داليا في عملها خلال الأيام التالية مستخدمة أجمل مكتب شاهدته في حياتها ولكنها فكرت .. أن جمال المكتب لا يضاهي أبدا جمال من منحها إياه كانت دائمة التفكير فيه لم يفارق ذهنها أبدا أخذت تتساءل في نفسها .. هل يعيش هذه الحياة منذ فترة طويلة حقا أحقا لم يذق طعم الحب في صباه أو شبابه كيف إستطاع أن يحصن نفسه ضد النساء بل ضد الوقوع في الحب طيلة هذه السنوات كيف وهو المحبوب الذي تلتف حوله جميع الجميلات وكيف هو قادر علي التصرف بإنسانية وحرارة عاديتين
كان هذا صوت عمرالذي إقتحم مكتب داليا فجأة ثم إنحني أمامها قليلا وهي تجلس وراء مكتبها تعمل بجد ونشاط أخذ ينظر إلي أوراقها بسرعة ثم حول نظراته إلي عنقها الجميل وتمتم قائلا.. مكتبك جميل اوي زيك.
حبست داليا أنفاسها بقوة ثم قالت في ثبات جامد.. شكرا علي ذوقك يا استاذ عمر والحقيقة اني اتشرفت بمعرفة حضرتك كتير بس انا حاليا مشغولة اوي زي ما انت شايف ومحتاجة اخلص شغلي بسرعة.
إبتسم بخفة قائلا.. عايزة تقوليلي امشي يعني
ثم هز كتفيه ضاحكا وجلس قبالتها في مقعد مريح قرب المكتب وبدت علي وجهه فورا ملامح المشاغبة والدلال ثم تمتم قائلا.. احلي حاجة عملهالي اخويا هنا انه مش بيديني شغل معقد فبالتالي بخلص بسرعة كل اللي ورايا وانا دلوقتي فاضي وزي ما قلتلك كان نفسي اتعرف عليكي من مدة.
تجهم وجه داليا حيث قالت بنبرة حادة.. ارجوك لو سمحت انا مش فاضية للكلام ده ومش بحب اتعرف علي حد ولا اطور علاقات هنا خارج حدود العمل وبالنسبة لي حضرتك واحد من اصحاب الشركة ليك عندي كل الاحترام والتقدير و بس.
.. يااه .. انتي قاسېة اوي يا انسة داليا كنت فاكر ان قلبك رقيق زي بشرتك الحلوة دي.
.. أرجوك كفاية!
خاطبته داليا بحدة ظاهرة وتوتر واضح ثم تابعت.. حضرتك حاسس بالملل ومش لاقي حاجة تعملها احسن من انك تيجي هنا وتقولي كلام مايصحش ابدا يتقال.
ثم نظرت پصدمة إلي تلك الأوراق التي أمامها قائلة.. شفت دلوقتي خلتني اعمل ايه
إرتكبت عدة أخطاء في الكتابة لا يمكن تصحيحها بدون تشويه الورقة بكاملها نظرت إليه غاضبة وقالت.. امشي لو سمحت !
.. مكنتش اعرف اني ممل اوي كده بس اعمل ايه طيب لو انا شايفك بنت حلوة ولطيفة ومش قادر اقوم واسيبك انتي تجنني بصراحة.
ثم حدق بوجهها باسما وقال.. واو يا انسة بقالي كتير ماشفتش بنت خدودها بتحمر زيك كده بيتهيئلي لو جبت عود كبريت وحطيته علي خدك هيولع !
صرت علي أسنانها قائلة.. انا اللي هولع فعلا يا استاذ لو ممشتش حضرتك دلوقتي حالا ارجوك روح اتسلي في مكان تاني انا عندي شغل للزم يخلص في وقت محدد مستر عز الدين طالب الشغل ده بنفسه.
هب عمر واقفا ثم قال.. لا خلاص خلاص حقك عليا يا ستي طالما الشغل ضروري ول عز كمان انا همشي حاضر ومش هزعجك بس هشوفك تاني.
ثم إبتسم بخفة وغادر المكتب علي الفور بينما تأففت داليا بضيق وڠضب ثم عادت إلي عملها!
كان خالد قد أشتري سوارا ذهبيا ل عبير بمناسبة عيد مولدها ثم قدمه إليها بحب حبن كانا يجلسان قبالة بعضهما بحديقة القصر تحت سماء الليل المرصعة بالنجوم التي تلألأت علي مدي أبعاد متفرقة ..كانت تود لو تلقي السوار بوجهه لولا أنها تذكرت ڠضب أخيها الجامح الذي ېحرق بحممه الأخضر واليابس إذا أثاره أحدهم فأبعدت عن رأسها هذه الأفكار وقبلت هدية خالد علي مضض ثم نهضت وشكرته بحرارة زائفة حيث وضعت ذراعيها