الأحد 24 نوفمبر 2024

حتي أقتل بسمة تمردك بقلم مريم غريب

انت في الصفحة 8 من 61 صفحات

موقع أيام نيوز


توريكي مكتبك وتفهمك تفاصيل الشغل.
أومأت رأسها فيما تمنت فجأة لو أنها تستطيع سحب طلب العمل ليس لإنها لا تتقن مهنتها أو تعجز عن التعامل معه بل لخۏفها من أمر أعمق وأشد تعقيدا أنه شعور بالخۏف فهمت معزاه لكنها رفضت إستمرار التفكير في الأمر..
دخلت السكيرتيرة حجرة المكتب فتوجه عز الدين إليها بالحديث قائلا.. انجي هتاخدي الانسة أاا ..

سارعت داليا معرفة.. داليا.
فعاد يقول.. هتاخدي الانسة داليا لمكتبها توريها كل حاجة وتفهميها تفاصيل الشغل طبعا واي سؤال ليها اكيد عندك الاجابة عليه مش كده
.. تمام يافندم .. اتفضلي معايا يا انسة.
نهضت داليا إستعدادا لموافاة السكيرتيرة بينما أستوقفها عز الدين فجأة قائلا.. استني يا انسة لو سمحتي.
فإلتفتت إلي في تساؤل فيما إنتصب واقفا وإتجه نحوها فحدقت به في حيرة بينما كانت عيناه تلمعان كعيني أسد متربص وفي غطرسة وقحة أخذ يدور حولها ناظرا إليها من كل زاوية ثم أخيرا و قف أمامها وجها لوجه.. اتفضلي يا انسة.
قال ذلك مادا يده ببعض الأوراق النقدية بينما تسمرت داليا في مكانها مندهشة بشكل كبير ثم سألته.. ايه ده حضرتك 
هز كتفيه ساخرا ثم قال.. فلوس !
.. ايوه ما انا عارفة انها فلوس .. بس اخد فلوس ليه و انا لسا مشتغلتش
أجابها بهدوء بارد.. المبلغ ده مش ليكي شخصيا يا انسة انتي دلوقتي وجهة الشركة يعني لازمك هدوم وحاجات تانية كتير لازم تكوني شيك قدام العملا و مظهرك مناسب انتي بتمثليني انا وشركتي .. فاهمة
حدق مليا بوجهها الذي تضرج بحمرة الخجل فقد أصاب منها وتر حساس بينما نظرت إليه مباشرة بعينين ملؤهما الكبرياء و الرفض ثم قالت.. انا مش محتاجة للمبلغ ده حضرتك .. وبالنسبة لمظهري فأنا شايفة انه مناسب جدا ده اولا .. ثانيا انا جاية هنا عشان اشتغل مش عشان اعمل Fashion show !
رفع حاجبه بذهول فكان ردها هذا هو أخر ما توقع سماعه من أنثي تحديدا حتما لو كانت فتاة أخري مكانها لكانت قبلت المبلغ بكل سرور و ترحيب بينما أحستداليابموجة عارمة من الڠضب تجتاحها فقد چرح مشاعرها بذلك العرض التافه وخاصة أمام سكيرتيرته الخاصة شعرت بالوهن يغلي بصدرها و لكنها تمسكت برباطة جأشها أمامه.. طيب .. انا محترم وجهة نظرك.
قال ذلك بلطف هذه المرة ثم تابع.. بس زي ما قلتلك انتي وجهة الشركة بتمثليها و بتمثليني كمان فلازم تقبلي المبلغ ده عشان تقدري تحسني من مظهرك شوية.
ها چرح أخر .. أغمضت عيناها پألم ثم قالت معترضة وقد زادت مشاعر التحدي و الكبرياء في نفسها.. اسفة .. مش هقدر اقبل من حضرتك اي مبلغ غير مرتبي.
.. وبعدين !
بات صوته أكثر حدة وحركاته أكثر قوة ثم تابع پغضب.. اسمعي يا انسة انا مش فاضي للشد والجذب ده انا ورايا شغل و قلتلك ان المبلغ ده مش ليكي شخصيا ده عشان الشغل اهم حاجة عندي لما تيجي شركتي تبقي في مظهر مناسب برا شركتي بقي لو لبستي ايه شيء ميخصنيش فاهماني
شعرت داليا بالړعب يملأ أوصالها من عينيه الحادتين الغاضبتين لم تعد قادرة علي تحديه أكثر من ذلك فقد كان صوته مليئا بالعڼف ونفسه مليئة بالإرادة والتصميم وبدا وكأنه مشمئز من المماطلة والرفض اللذين تمارسهما بحقه و قبل أن تتفوه بحرف أمسك يدها وو ضع النقود بها مطبقا كفها عليها ثم قال بلهجة آمرة وهو يتجه إلي مكتبه.. ودلوقتي اتفضلي مع انجي علي مكتبك وياريت تبدأي الشغل فورا في شغل كتير متعطل.
لم يعطها فرصة للرد عليه أو الإحتجاج إذ أنه جلس معتدلا وبدأ بفتح بعض الملفات فوق مكتبه بينما كان الڠضب يملأ شرايينها فها هي بطببعتها الضعيفة البسيطة أمام الرجل الذي يملك كل شيء وبكل الحنق الذي تخزنته في نفسها أطبقت بكفها علي النقود في شدة ثم إستدارت دامعة العينين ورافقت السكيرتيرة إلي مكتبها!
وقف أمام المرآة وأخذ يحدق بوجهه جيدا لم يختفي أثر الكدمات بعد تأفف لهذا ثم إنحني إلي طاولة صغيرة وألتقط هاتفهه و سلسة مفاتيحه الذهبية ألقي نظرة أخيرة علي نفسه مفعمة بالحسړة علي مظهره وملامحه الجذابة التي باتت قاسېة غادر غرفته و أجتاز الرواق العلوي بخطوات واسعة ثم هبط الدرج بخفة و تابع سيره حتي وصل إلي ساحة المدخل أمام المنزل مباشرة حيث كانت سيارة مرسيدس بيضاء تلمع تحت آشعة الشمس الذهبية فيما صعد هو إلي السيارة ثم أقلع بهدوء و روية حتي توقف قليلا أمام بوابتا القصر الكبيرتين فإنفتحت له الأبواب سريعا ثم فجأة و عند خروجه من البوابة إعترضته سيارة تشبه سيارته ولكن لونها مختلف .. رفع نظارته الشمسية عن عينيه ليتفاجأ برؤية صديقته التي ترجلت بسرعة من سيارتها وإقتربت منه باسمة بينما تمتم پغضب.. يادي النهار اللي مش فايت .. جاية تهبب ايه دي
عمر .. حبيبي .. ازيك يا بيبي عامل ايه
قالتها الفتاة عندما وصلت إليه بينما حدثها بحنق عبر شباك سيارته.. ايه اللي جابك يا يارا عايزة ايه
.. الله يا عمر بقي دي مقابلة تقابلني بيها وانا اللي دوست علي كرامتي ونسيت عمايلك فيا و قلت اجي اشوفك واطمن عليك تقوم تقابلني كده !
.. وليه يا ستي تدوسي علي كرامتك عشان واحد ندل زيي لأ انتي كرامتك غالية و عشان كده بقي خدي بعضك وإتكلي من هنا يلا.
شهقت پصدمة قائلة.. انت بتطردني يا عمر
أومأ رأسه قائلا.. اه بطردك و بصراحة مش عايز اشوف وشك تاني و منغير سلام.
قال جملته الأخيرة بتهكم ثم أدار عجلة القيادة وأنطلق بسيارته سريعا حتي قطع مسافة طويلة ثم توقف أخيرا أمام فيلا بسيطة تحيط بها الأشجار الكثيفة ترجل من سيارته وألقي التحية علي البواب المسن ثم مضي في سبيله إلي الداخل ..
علي أعتاب المنزل طرق الباب لتفتح له إحدي الخادمات باسمة بينما أنزل نظارته قليلا بحركة رشيقة من أصبعه وتفرس فيها من أعلي رأسها حتي أخمص قدميها في وقاحة وبساطة حتي سمعها تقول مرحبة.. اهلا اهلا يا عمر بيه .. اتفضل ادخل.
تقدم عمر إلي الأمام و عيناه لا تزال تتفحصانها جيدا.. الست كاميليا قاعدة في الهول الكبير بتشرب قهوتها.
قالت ذلك باسمة ثم سألته.. تحب اجبلك قهوة بردو و لا عايز حاجة تانية 
.. اي حاجة يا قمر .. مش قمر بردو 
إبتسمت الفتاة مصطنعة الخجل ثم قالت.. ايوه.
.. اسم علي مسمي و ربنا.
إتسعت إبتسامتها لتضحك بإغراء ثم توجهت نحو المطبخ تتبخطر في خطاها بينما أخذعمرطريقه إلي حيث أرشدته دخل إلي قاعة الجلوس ثم توجه بسرعة نحو إمرأة جلست بأناقتها المعهودة علي أريكة مغطاة بالصوف الأحمر لا يمكن تقدير عمرها بأكثر من أربعين عاما ..
تلك هي الممثلة الشهيرة التي تدعي كاميليا فهمي لا زالت تنبض بالحيوية و الجمال بشرتها بيضاء ناعمة جدا وعيناها زرقاوتان لا أثر للتعب فيهما و شفتاها قرمزية تضجان حياة و إغراء و دعوة .. إقترب منهاعمرثم دني نحوها قائلا بحرارة وهو يقبلها علي
 

انت في الصفحة 8 من 61 صفحات