الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

حتي أقتل بسمة تمردك بقلم مريم غريب

انت في الصفحة 31 من 61 صفحات

موقع أيام نيوز


إليها فإصطحبتها عبير بسرعة و من دون كلام إلي طاولة خشبية بإحدي زوايا الحديقة الشاسعة وبعدما جلسا قبالة بعضهما بدا التعجب والذهول علي وجه زائرة عبير حين رأتها كالوردة الذابلة فبادرتها قائلة.. ايه ده يا بيرو ! مالك يابنتي شكلك عامل كده ليه انتي تعبانة ولا ايه
رمقتهاعبيربنظرة ذابلة وسرعان ما تجمعت الدموع بعيناها ليتطور بها الأمر فيتعالي صوت بكائها المرير بينما صاحت صديقتها في قلق.. ايه ده مالك يا عبير في ايه اتكلمي مالك

بجهد كبير إستطاعت عبير أن تكف عن البكاء فهدأت قليلا ثم نظرت إلي صديقتها بإنكسار و ألم قائلة.. حسيت اني هتخنق لو فضلت ساكتة كده يا ريم .. كان لازم اتكلم مع اي حد و كنتي اول واحدة جت علي بالي .. مالاقتش حد غيرك ينفع اتكلم معاه و احكيله سري.
إنحنت ريم عبر الطاولة نحو صديقتها ثم ربتت علي يدها بلطف قائلة.. اتكلمي يا حبيبتي اتكلمي يا عبير انا سمعاكي و اوعدك ان اي حاجة هتقوليهالي هتفضل سر بينا.
خيم الصمت قليلا في حين كانت عبير تنظر إلي صديقتها بأسي وبعد تردد كبير بدأت عبير بالتحدث فقصت عليها كل شيء أطلعتها علي كافة التفاصيل والأسرار ..كانت تحكي وهي في حالة يرثي لها وقد أضناها العڈاب ألما لا مثيل له بينما إستمعت ريم للقصة في صدمة و ذهول بالغين حتي إنتهت عبير فصاحت بها.. يانهار اسود يا عبير ! ايه اللي هببتيه ده كان فين عقلك انتي متخيلة حجم الکاړثة اللي وقعتي نفسك فيها
إنفجرت عبير باكية ثم قالت واهنة.. كنت بحبه و كنت فكراه بيحبني .. ماكنتش اعرف ان كل ده هيحصل .. مكنتش اعرف.
.. لأ .. لأ يا عبير الموضوع ده من اوله لاخره غلطتك انتي .. انتي غلطانة يا عبير محدش عليه اللوم غيرك.
.. غلطانة غلطانة عشان حبيته يا ريم
.. ايوه يا عبير .. اولا انتي و من قبل ما تعرفيه مخطوبة يعني ملتزمة بعلاقة وكنتي لازم تحترمي حاجة زي دي .. ثانيا انتي اللي روحتي للباشا ده و بمنتهي البساطة قولتيله بحبك ! متخيلة هيقولك ايه غير و انا كمان ! و هو شايفك بنت جميلة و دلوعة و فوق ده كله يعتبر شغال عندك.
ثم سألتها فجأة.. قوليلي يا عبير هو كان بياخد منك فلوس
أومأت عبير رأسها المتعبة ثم قالت بصوت ضعيف متهدج.. ساعات ساعات كان بياخد مني اه.
.. لعبها بذكاء الحيوان.
قالتريمپعنف هادئ ثم تابعت.. من ناحية كان بيتسلي بيكي ومن الناحية التانية كان بيستغلك واطي.
ثم صمتت قليلا و قالت.. بس انتي دلوقتي حامل يا عبير ومينفعش حضرته يتخلي عنك طبعا لازم يصلح غلطته ..
توقفت فجأة وتعمدت تقول.. اقصد غلطتك انا لسا مصرة انك انتي اللي غلطانة مش هو لكن خلينا في المهم دلوقتي انتي تكلميه حالا وتخليه يجي يقابل اخوكي في اسرع وقت ولازم اخوكي يوافق يا عبير لازم.
إبتسمت عبير بمرارة قائلة.. مش راضي مش راضي يا ريم انتي فاكرة اني ماقولتلوش يجي يقابل عز الدين قلتله .. بس رفض.
.. يعني ايه رفض هي لعبة ولا ايه
.. ده اللي حصل وعايزني انزل البيبي كمان.
.. كمان !!
علقت ريم في صدمة ثم تابعت.. الندل ! لأ ده طلع جبان و واطي بجد.
ثم أضافت في حيرة غاضبة.. المشكلة ان مافيش في ايدك اي حاجة ضده ولا حتي ورقة جواز تنسب الطفل ليه !!
قطبت عبير حاجبيها في وهن بينما قالت ريم بلوم.. ورطتي نفسك يا عبير .. ورطتي نفسك مع واحد واطي وللأسف الطرق مسدودة في وشك و انا مش عارفة اعملك ايه !
حجبت عبير وجهها بكلتا يديها ثم راحت تجهش بالبكاء المر كانت تبكي بحرارة حتي كادت أنفاسها تنقطع بينما تأثرت ريم بتلك الحالة التي إستبدت بصديقتها و أشفقت عليها فقالت بلطف.. خلاص يا عبير .. اهدي من فضلك .. العياط مش هو الحل دلوقتي خلينا نفكر بهدوء احسن و نشوف هنعمل ايه.
أنزلت عبير  يديها عن وجهها و سألتها.. هنعمل !
أومأت ريم رأسها قائلة.. اه .. انا مش هسيبك تواجهي كل ده لوحدك يا عبير متقلقيش انا هفضل جنبك لحد ما تخرجي من الکابوس ده المهم دلوقتي اهدي عشان نعرف نفكر زي ما قلتلك.
ضغطت عبير علي شفتيها بقوة محاولة كبت صيحات بكائها ببنما سألتها ريم .. قوليلي بقي .. انتي عايزة تنزلي البيبي 
أجابتها عبير في مرارة.. مافيش قدامي حل تاني.
تنهدت ريم بأسف قائلة.. طيب احنا كده بقي لازم نشوف دكتور كويس يعملك العملية و في نفس الوقت يوافق يعملهالك.
ثم طرفت حائرة و هي تفكر .. وبعد لحظات صاحت.. في واحدة قريبتي عملت عملية زي دي اجهضت نفسها لما اتطلقت من جوزها انا هكلمها وهسألها علي عيادة الدكتور و علي التكاليف و التفاصيل كلها و هبقي اكلمك عشان نروح سوا.
.. معقول هتيجي معايا يا ريم
.. طبعا يابنتي قلتلك انا هفضل جنبك للأخر ومش هاسيبك و خصوصا وانتي بتعملي العملية مش هسيبك يا عبير.
توقفت ريم عن الكلام و إبتسمت في وجه صديقتها بلطف وحنان وسرعان ما حلت إبتسامة بسيطة مفعمة بالإمتنان علي وجه عبير الذابل الحزين ... !
تحت آشعة الشمس المحرقة بدت شوارع القاهرة القديمة كبيرة و مخيفة و هادئة علي غير العادة حين ترنحت داليا تحت ثقل الحقائب التي تحملها فمالت صوب شقيقتها تعبة ثم قالت لاهثة.. اقفي شوية يا ياسمين .. تعبت.
فقالت ياسمين بثبات مشجعة شقيقتها.. معلش يا داليا استحملي قربنا خلاص.
.. قربنا من ايه بس
سألتها بنفاذ صبر فأجابت ياسمين.. قربنا من الفندق اللي هنقعد فيه.
.. فندق علي اساس اننا معانا فلوس للفندق يا ياسمين ثم فندق ايه ده اللي في منطقة زي دي
قالت أخر كلماتها و هي تتلفت حولها ناظرة پخوف وقلق إلي المكان العشوائي الذي بعث بجسدها القشعريرة بينما توقفت ياسمين أخيرا ثم أشارت برأسها باسمة.. خلاص وصلنا ياستي.
صوبت دالبا نظرها تلقائيا إلي حيث تنظر ياسمين فشاهدت ذاك البناء المهترئ أثر مرور السنين و الذي علقت عليه لافتة متآكلة بالكاد إستطاعت داليا قراءة ما كتب عليهابانسيون السعادة .. لأ.
هتفت داليا پذعر و إعتراض بالغين فسألتها ياسمين .. لأ ايه يا داليا 
.. لأ يا ياسمين مستحيل نقعد في المكان ده لأ مش ممكن.
تأففت ياسمين في ضيق قائلة.. مافيش قدامنا حل تاني يا داليا ده المكان الوحيد اللي هنقعد فيه علي اد فلوسنا.
هزت داليا رأسها في بطء ثم قالت بتردد.. المكان شكله مريب يا ياسمين انا مش مطمنة!
.. ياستي متقلقيش انا سألت عليه قبل ما نيجي وبعدين ده في وسط منطقة مليانة ناس و بيوت يعني امان ماتقلقيش بقي .. تعالي يلا.
ثم مشت أمامها متوجهة إلي داخل المسكن الرديء فتبعتها داليا بخطي قلقة مترددة حتي وافتها أمام مكتب الإستقبال الذي كان بجلس وراءه رجلا بدين ذو بنية ضخمة ملامحه خشنة قاسېة نظراته فظة أقلقتها أكثر .. قطعت ياسمين الصمت بقولها ..السلام عليكم.
برقت عيني الرجل الخبيثتين بوميض أثار الخۏف بنفس داليا و لكنها أبت إظهار خۏفها حياله بينما أجاب بإبتسامة صفراء.. و عليكم السلام ..
 

30  31  32 

انت في الصفحة 31 من 61 صفحات