حتي أقتل بسمة تمردك بقلم مريم غريب
امرك يا استاذ اي خدمة عايز ايه لو كنت جاي لغرض ساڤل من اغراضك اللي سمعت عنها من اختي وربنا في سماه لهخرجك من هنا بڤضيحة ومش كده و بس جيراننا موجودين حوالينا بردو احسن تكون فاكرنا لوحدنا لأ واقل واحد هنا يقدر يتصرف معاك كويس اوي فانا بقول احسنلك يعني تاخد بعضك ومن غير مطرود ي ...
.. ياسمين !
هتفت داليا پغضب جامح مقاطعة شقيقتها ثم تطلعت إلي عز الدين بأسف و إضطراب قائلة.. أ انا انا اسفة .. انا اسفة جدا يافندم اختي ماتقصدش.
عارضت ياسمين بقوة ثم تابعت في ڠضب يكاد يعميها.. الاستاذ غلط معاكي كتير و لانك طيبة يا اختي و انا عارفاكي متسامحة كنتي بتنسي اهاناته فطيبتك دي شجعت حضرته علي التمادي في تصرفاته لدرجة انه افتكرك رخيصة يقدر يشتريكي بفلوسه بس لحد هنا و عندك بقي .. انا اللي هقفلك.
.. ياسمين اسكتي قلتلك اياكي تتكلمي تاني سامعة
تنهد عز الدين بعمق ثم قال بصرامة هادئة.. انا عايز اتكلم معاكي علي انفراد يا داليا .. و لو وجودي مش مرغوب فيه في بيتك ممكن تيجي معايا و نتكلم بهدوء في اي مكان تاني.
تدخلت ياسمين في حدة ثم تابعت.. لأ طبعا مش هتروح معاك في حتة.
نظر عز الدين أرضا ثم ضم قبضتيه في ڠضب بينما نظرت داليا إلي شقيقتها في حدة ثم أشارت لها برأسها بأن تتواري بأي غرفة الأن حتي تنهي حديثها معه عارضتها ياسمين في بادئ الأمر إلا أنها رضخت بالنهاية تحت إصرار شقيقتها حيث زفرت في حنق ثم إستدارت علي نفسها و توارت بعيدا عن نظريهما ..
عند ذلك رفع عز الدين رأسه فلاحظت ملامحه الجامدة التي تبدلت لتصبح واجمة وأكثر حدة جراء ما تلقاه من شقيقتها للتو بينما خطي إلي داخل المنزل وهو يتفحص كل ركن وكل زاوية بفضول بالغ كان ينظر حوله بإهتمام و إستغراب فتساءلت داليا بإنزعاج .. بماذا يفكر الأن هل يقارن بالطبع لا شيء هنا يمكن مقارنته بقصره العظيم غير أن الشقة فارغة أساسا !!
.. انتي كنتي بتعزلي ولا ايه
سألها بفضول فهزت رأسها في إضطراب قائلة.. حاجة زي كده.
.. كويس اني لحقتك بقي.
..خير يافندم كنت عايزني في ايه
أجابته في هدوء.. سبق وقلت لحضرتك اني مستقيلة.
هز رأسه في لامبالاة قائلا.. عموما مش مهم انا عمري ما كنت هسمح لمراتي انها تشتغل اساسا.
.. مراتك!
هتفت في صدمة فأجابها باسما.. اه مراتي انا جاي اطلبك للجواز تاني بس المرة دي رسمي يا داليا.
إتسعت عيناها في دهشة وذهول ثم سألته بصوت مخټنق.. رسمي
.. ايوه .. ايوه يا داليا انا هتجوزك رسمي اظن بالطريقة دي اكيد هتوفقي !
تسارعت أنفاسها و جف حلقها فقالت لاهثة.. ايوه بس بس حضرتك انت نسيت اخر مرة ل ...
.. اه نسيت.
قاطعها في سرعة ثم تابع..وعايزك انتي كمان تنسي.
حدقت فيه غير مصدقة وقد أربكها تناقضه الغريب فتساءلت .. أين مجابهته أين إسترساله في إھانتها ولماذا يعاملها الأن برقة وإحترام ماذا حدث له أيطلبها للزواج حقا ..أفاقت من تأملاتها مذعورة وكادت تجزم بأنها في حلم و يجب أن تستيقظ منه في الحال ! ولكن لا .. هذا حقيقي كل شيء حقيقي هاهو ذا يقف أمامها تراه يحدق فيها بعيناه البراقتين ولا شعوريا إسترسلت في تأمله ما أوسمه بالتأكيد إذا إقتربت منه أي إمرأة لابد و أن تفقد صوابها بسبب تلك الجاذبية التي ينطق بها وجهه و جسده القوي فيما تركزت عيناها علي عنقه الصلب تحديدا في المنتصف حيث شعرت برغبة غريبة في أن تلمس تفاحة آدم وذاك العصب الجانبي البارز بوضوح ! هذه الرغبة المفاجئة جعلتها تنتفض مرتبكة فسألته بلهجة جامدة شوبها إرتباك بسيط.. حضرتك جاي عادي كده و فاكرني هوافق علطول
سألها دون أن يبالي بنبرتها الجامدة.. وليه لأ ايه اللي يخليكي ترفضي
هدأت قليلا ثم أجابت.. في اسباب كتير تخليني ارفض.
.. زي ايه مثلا
إلتقت عيناهما طويلا قبل أن تخفض داليا نظرها هاربة من سؤاله الثاقب كالعادة تذوب شخصيتها تماما ما أن يتكلم أو عندما يوجه سؤالا صارم ثم أخيرا رفعت رأسها و نظرت إليه بقوة قائلة.. اسفة يا فندم انا برفض طلبك.
همهم في هدوء ثم إقترب منها حتي وقف أمامها مباشرة لا يفصله عنها سوي سنتيمترات قليلة بينما حدقت به في توتر عندما سمعته يقول.. وانا كمان اسف اني مش بقبل جوابات بالرفض علي طلباتي.
ثم تابع في ثقة.. انا متأكد انك هتفكري تاني ولما اشوفك تاني المرة الجاية واسألك هتبلغيني بموافقتك مش برفضك.
هزت رأسها عابسة ثم سألته.. حضرتك عايز تتجوزني ليه
صمت قليلا ثم أجابها في هدوء.. معجب بيكي عايزك والوسيلة الوحيدة اللي هتوصلني ليكي الجواز الا اذا كان عندك اقتراح تاني !
تراجعت وهي ترتجف و قد أخافتها كلماته و نظراته الجريئة عند ذلك تيقنت بأن هذا هو السبب الرئيسي الذي يدفع رجلا مثل عز الدين للزواج منها و ربما بل و حتما أنه سيطردها من حياته ما أن ينال منها مآربه !
كانت هذه هي المرة الأولي التي تلمح فيها الرغبة الخالصة بنظراته عادة كان ينظر إليها بسخريته المعهودة وإزدراءه كلما أحب إثارة غيظها أو أشعارها بالإهانة بينما إرتجفت رفضا ونفورا ثم تمتمت بخفوت كاذبة.. بس انا مش عايزة اتجوزك.
.. هتتجوزيني يا داليا.
كان يحدثها بهدوء كمن يخاطب طفل صغير فيما تابع بإبتسامة خبيثة.. للأسف معندكيش اختيار تاني.
ضاقت عيناها وهي تنظر إليه في شك ثم سألته.. قصدك ايه
تجاهل سؤالها و عوضا عليه قال.. هديكي يومين عشان تفكري وهبقي اكلمك.
و دون أن ينتظر جوابها تجاوزها متجها صوب باب المنزل ثم فتحه وإلتفت إليها ألقي عليها نظرة فاحصة خاطفة ثم إبتسم في خبث و رحل مسرعا ..
بينما وقفت جامدة غير قادرة علي التفكير حتي سمعت صوت شقيقتها آت من خلفها.. داليا.
إنتفضت منتبهة ثم إلتفتت في مواجهة شقيقتها قائلة بنصف وعي.. ايوه يا ياسمين
.. هتعملي ايه بعد ما طلب ايدك رسمي انتي موافقة
تهدجت نبرة صوتها وهي تقول.. مش عارفة .. مش عارفة!
وقفت عبير وسط حديقة القصر تراقب دخول تلك السيارة السوداء الفارهة و التي توقفت بصورة تدريجية عند فناء الساحة المتوسطة ترجلت منها فتاة ذات جمال ناعم تتألق بثوب زهري رائع و قد إعتنت بمظهرها إلي أقصي حد من أعلي رأسها حتي أخمص قدميها ..إبتسمت الفتاة لدي رؤيتها عبير فلوحت لها بيدها ثم تقدمت صوبها بخطي واثقة حتي وصلت